قدم الكتاب الأستاذ في التاريخ المعاصر عدنان منصر، الذي أكد في كلمته على أن "التاريخ ليس ملكاً للمؤرخين بل هو ملك لمن عاشه." وقد أثار هذا الطرح اهتمام الحاضرين، الذين أعجبوا بتناول الكتاب لتاريخ المنطقة من منظور صحفي يركز على الأحداث والمواقف الإنسانية دون الغوص في التفاصيل الأكاديمية المعقدة.

افتتحت الحفل الصحفية منية العرفاوي، التي أشادت بخطوة الزغديدي في تأليف هذا الكتاب، معتبرةً أن إصدار كتاب من تأليف صحفي يعتبر حدثاً بحد ذاته، خاصةً في ظل ندرة المؤلفات الصحفية في مكتباتنا. وقد تناول الزغديدي في كلمته فكرة الكتاب التي تخامره منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أنه استغل وجوده في الغربة للتفرغ للكتابة. وأضاف أن هدفه كان تبسيط الأفكار والتجارب التاريخية للقارئ العادي، مع الحرص على عدم إغفال أي حدث مهم في تاريخ العالم العربي خلال المئة عام الماضية، حتى وإن اضطر إلى تعسف ذكر بعض التفاصيل.


وشهد الحفل تفاعلاً كبيراً من الحضور، حيث أكد الصحفي عبد السلام الزبيدي أن كتابة الصحفي عن التاريخ ليست بدعة أو تطفلاً، مشيراً إلى وجود العديد من التجارب الناجحة لصحفيين كتبوا حول التاريخ في مختلف أنحاء العالم. واعتبر الناشط المدني مروان جدة أن المهتمين بأعمال الزغديدي كانوا ينتظرون منه منذ فترة طويلة أن يجمع تدويناته حول التاريخ في كتاب، نظراً للأسلوب الشيق الذي يتميز به في تدويناته على الفيسبوك.


من جانبه، استحضر الصحفي الرياضي أحمد بالريش شغف الزغديدي بالتاريخ، حتى خلال تجربته كصحفي رياضي، حيث كان دائماً يولي اهتماماً خاصاً بالتاريخ الرياضي. وفي ختام الحفل، توقع الصحفي فطين حفصية أن يكون الكتاب القادم للزغديدي بعنوان "ورقات من التاريخ التونسي"، في إشارة إلى اهتمامه العميق بتاريخ بلده.

ختم الحفل بأجواء من التفاؤل والاحتفاء بكتاب "ورقات من قرن عربي مشتت"، الذي يُتوقع أن يضيف قيمة نوعية إلى المكتبة العربية، ويسهم في فهم أعمق للتاريخ العربي من منظور مختلف وشامل.