سليانة: الحرفية في مجال الطريزة هبة الكرامتي تسعى الى الحفاظ على ارث الأجداد وتطويره بتقنيات جديدة
بأناملها الصغيرة وفي تركيز تام، تنطلق الحرفية هبة الكرامتي، المختصة في الابتكار اليدوي (الطريزة) بزيها المميز التقليدي، في رسم الشكل المطلوب على قطعة من القماش الأبيض الناصع، في دكان خالتها بأحد أحياء مدينة قعفور من ولاية سليانة
ببراعة وخفة في الحركة، تضع هبة "القرقاف" وتفرش فوقها قطعة القماش، ثم تنطلق في عملية التطريز بأجود أنواع الخيط، لتغرس الإبرة بيدها اليمنى وتسحبها بيدها اليسرى وتكرر العملية إلى أن تتشكل اللوحة بألوان زاهية ومتناسقة
ببراعة وخفة في الحركة، تضع هبة "القرقاف" وتفرش فوقها قطعة القماش، ثم تنطلق في عملية التطريز بأجود أنواع الخيط، لتغرس الإبرة بيدها اليمنى وتسحبها بيدها اليسرى وتكرر العملية إلى أن تتشكل اللوحة بألوان زاهية ومتناسقة
بابتسامة محتشمة، تحدثت الشابة هبة لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن نشاطها لتقول انها تعمل في مجال "الطريزة" منذ سنة ونصف تقريبا، وهي أصغر حرفية، وقد اكتسبت الحرفة عن خالتها التى تمارسها منذ 20 سنة تقريبا، وأضافت أنها لم تكن تفكر في هذا المجال، وكان دخولها عالم الابتكار بمحض الصدفة بعد ان اكتشف مدرس احد ابناء الجيران، ساعدته على الرسم (فى اطار دراسته) براعتها، ونصحها باستغلال مهارتها فى عمل جاد وقالت مبتسمة "انطلقت بمزحة فوجدتُ ضالتي في حرفة التطريز اليدوي."
تعلمت هبة الحرفة عن خالتها وأتقنتها، ودعمت معارفها بتقنيات جديدة في "التطريز"، فهي تسعى للحفاظ على ارث الأجداد وتطويره، وتعتبر ما تصنعه من منتوج بمثابة فلذة كبدها، لا تستطيع أن تفارقه والتخلي عنه الا بعد الانتهاء من تصميمه، وهي عملية تستغرق من خمسة أيام الى اكثر من اسبوع، مما يجعلها تتحلى كثيرا بالصبر ويكسبها ثقة في النفس، وتؤكد خالتها انها سرعان ما أتقنت الحرفة وتسعى دائما لتطويرها مرجحة أنها ستصبح من الخبيرات في هذا المجال رغم صغر سنها.
تمرر الخيط بنظرة ثاقبة وتركيز، مواصلة عملية "التطريز"، وبنبرة غلب عليها التعب، تقول هبة ان طول ساعات العمل يخلف ألاما بالكتفين والعينين، لافتة في المقابل الى أن أسعار المنتوج تتراوح بين 25 و35 دينارا حسب المحتوى (بسيط او مركب)، مضيفة ان التطريز اليدوي، مهنة قديمة ومتوارثة تأبى الاندثار، غير أن الحرفيات المختصات تواجهن صعوبة في ترويج منتوجهن، وهو ما يستوجب توفير فضاء على مستوى محلي أو جهوي يحتويه، كما اعربت عن رغبتها في المشاركة فى دورات تكوينية، لتطوير مجال عملها واكتساب مزيد من الخبرة.
في أحد أركان المنزل، وبمهارة كبيرة، تمرّر خالتها بية الكرامتي الخيوط واحد تلو الآخر بين خيوط "السداية" المعروفة "بالجدّاد" وتضربها بسرعة فائقة بـ"الخلالة" حتى تلتحم الخيوط مع بعضها البعض لسد الفراغات، قائلة لصحفية "وات" انها كونت أجيالا منذ سنة 1984 في النسيج والطريزة، مشيرة الى ان عددهن في انخفاض من سنة إلى أخرى نظرا لغلاء الأسعار وصعوبة الحرفة اليدوية وعدم توفر المواد الأولية، فهي تضطر لكراء سيارة مقابل 150 دينارا لجلب الصوف من ولاية القيروان.
ودعت بالمناسبة الى توفير نقطة بيع للحرفيات لتسهيل ترويج المنتوج، مشيرة الى ان التنقل لعرض المنتوج في فضاء العرض بالكرم فى العاصمة في اطار معرض الصناعات التقليدية، مكلف حيث يصل كراء مكان العرض الى 1500 دينار، بالاضافة الى المصاريف الاخرى.
من جهته، أفاد المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بسليانة عادل القديري، بأن عدد الحرفيات الناشطات في مجال التطريز بالجهة في حدود ال30 حرفية، مضيفا ان مشروع القرية الحرفية، في مرحلة الدراسات، بعد ان تمت المصادقة عليه في إطار مخطط التنمية 2023 / 2025 بقيمة اعتمادات جملية قدرت ب2.5 مليون دينار، رصدت منها ما يقارب 10 بالمائة خلال سنة 2023
واضاف أن القرية الحرفية، تتكون من قاعة عرض كبرى لعرض منتوجات الحرفيين بالطابق الأرضي وورشات لعرض المنتوج حسب خصوصية الجهة بالطابق الأول وقاعات للتكوين في الطابق الثاني، مبرزا أهمية المشروع في توفير وجهة للصناعات التقليدية بالجهة، وفضاء لائق لنشاط الحرفيين، والتعريف بمنتوجاتهم، مشيرا الى ان مكانه الواقع بالحي الإداري قرب المعهد العالي للفنون والحرف وفضاء المبادرة التابع لوزارة التشغيل ومندوبية المرأة، من شأنه أن يعزز دوره
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 290897