أريانة: التسوّل.. ظاهرة اجتماعية تتفاقم خلال شهر الصيام
تشهد مدينة أريانة خلال شهر رمضان المعظم وخاصة في الأيام الأخيرة منه التي تتزامن مع موعد إخراج زكاة الفطر تناميا لافتا لظاهرة التسوّل.
فعلاوة على الوجوه المألوفة لمحترفي التسوّل منذ سنوات عديدة، تشهد الجهة "هجمة" غير مسبوقة من متسولين من مختلف الأعمار يفترشون الأرض أمام الفضاءات والمحلات التجارية والأنهج التي تشهد حركية كبيرة وفي المحطة النهائية لخط المترو عدد 2، في حين يجوب آخرون محيط السوق البلدي، وسوق ليبيا، والأنهج التجارية، يستعطفون المارة أحيانا بطريقة مزعجة.
فعلاوة على الوجوه المألوفة لمحترفي التسوّل منذ سنوات عديدة، تشهد الجهة "هجمة" غير مسبوقة من متسولين من مختلف الأعمار يفترشون الأرض أمام الفضاءات والمحلات التجارية والأنهج التي تشهد حركية كبيرة وفي المحطة النهائية لخط المترو عدد 2، في حين يجوب آخرون محيط السوق البلدي، وسوق ليبيا، والأنهج التجارية، يستعطفون المارة أحيانا بطريقة مزعجة.
ويتدافع المتسوّلون يوم الجمعة عند خروج المصلين أمام أبواب الجوامع لتتعالى أصواتهم طلبا للصدقات من المصلين، حيث شهد يوم الجمعة الماضي تمركز حوالي 30 متسولا أمام بابي الجامع الكبير بأريانة، وفق ما عاينته "وات".
تتنوّع طرق التسوّل واستدرار عطف الناس وأساليبه، ومن الممارسات الشائعة لدى ممتهني التسول إدّعاء الإعاقة والمرض، إضافة إلى "كراء" رضّع وأطفال قصّر وحاملي إعاقات يطوف بهم المتسوّلون الشوارع والأزقة.
وقال محمد (72 سنة متقاعد) لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "إنهم يطلبون الصدقة من كل من يتحرّك في الشارع باستثناء القطط والكلاب، ويقرعون أبواب كل المنازل بدون استثناء في كل الأوقات طلبا للصدقة بكل إلحاح وبلا خجل"، وفق تعبيره.
كما أسرّ قيس (بائع خضر بسوق أريانة) أن متوسط دخل المتسوّلين الذين يعوّل عليهم في توفير "الصرف" يتراوح بين 50 و100 دينار، حسب نوعية الإعاقة، وتمثّل الأعياد الدينية وشهر رمضان مناسبة لتحقيق مداخيل مالية هامة" وأضاف مازحا "أموالهم غير خاضعة للأداء وحتى ما يأكلونه ويشربونه فمتأت من التسوّل، أفكر بدوري في التسوّل معهم فهم يحقّقون دخلا أكثر مني".
إمام جمعة دعا في تصريح لـوكالة تونس إفريقيا للأنباء إلى "التحرّي عند الصدقة وعند إخراج الزكاة وإعطائها إلى مستحقيها، منبّها إلى ضرورة تجنب إعطائها لمحترفي التسوّل، كما شدد على أن الإسلام "حرّم التسول على كل مَن يملك ما يُغنيه عنها من مال أو قدرة على كسب الرزق".
ويمنع القانون التونسي التسوّل إذ نصّ الفصل171 من المجلة الجزائية على معاقبة كل شخص يوهم بنفسه سقوطا بدنيا او اصابات عضوية قصد الحصول على الصدقة بالسجن مدة 6 أشهر ويرفع العقاب الى سنة لمن يستخدم في التسوّل طفلا سنه أقل من 18 سنة ويرفع العقاب الى ضعفه اذا تم الاستخدام في شكل جماعي منظم.
وفي ذات السياق، عاينت "وات" وجود عدد من مواطني دول إفريقيا جنوب الصحراء بصدد التسول أمام أحد الجوامع خلال شهر رمضان، على غرار "غابريلا" (مهاجرة من أصل غاني) التي أوضحت أنها فقدت عملها بعد أن شاركت في عملية هجرة غير نظاميّة تم إحباطها والتي أنفقت فيها كل مدّخراتها صحبة زوجها وابنها الرضيع، مضيفة أن الظروف اضطرتها للتسوّل لأنها لم تجد سندا بعد مرض زوجها وعجزها عن خلاص كراء المنزل وإطعام ابنها.
من جهة أخرى، كثيرا ما تنشب معارك تكون أحيانا عنيفة بين المتسوّلين بخصوص تقسيم مناطق العمل والمنافسة "غير الشريفة"، وتختفي في هذه المعارك كل الإعاقات المفتعلة.
إحدى السيدات وتبدو عليها علامات الثراء صادفت امرأة كانت تشتغل معها أحيانا كمعينة منزلية ظرفية لكنها اختفت منذ حوالي السنة ولم تعد تجيب على اتصالاتها لتجدها تتسول في سوق أريانة فهربت منها راكضة حين عرفتها.
كما وجد أحد الأشخاص رجلا من معارفه بصدد التسول في أريانة وهو في غير حاجة ليتولى التشهير به على الملأ مقسما أنه يمتلك شاحنة وثلاثة منازل وأنه افتتح محلين لتجارة التفصيل بإحدى الولايات الداخلية.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 265065