الثورة التونسية بين ديسمبر و جانفي
تثير الاحتجاجات السلمية التي عرفتها ولاية سيدي بوزيد يوم الرابع عشر من جانفي احتجاجا على تاريخ ذكرى الثورة عديد التساؤلات حول التاريخ الرسمي لإحياء ذكرى الثورة التونسية فبين مؤيد لتاريخ الرابع عشر باعتباره تاريخ سقوط النظام السابق و هو تاريخ يجمع و يلخص احتجاجات التونسيين جميعا وبين رافض لهذا التاريخ باعتبار أن الثورة بدأت من ولاية سيدي بوزيد بعد أن أحرق البوعزيزي نفسه لتشمل بعد ذلك جميع المناطق التونسية.
القائلون بتاريخ 14 جانفي يعتبرون ان التأريخ للثورات في جميع دول العالم يتخذ من اليوم الذي سقط فيه النظام عيدا وطنيا للثورة, فالثورة لا يمكن أن تلخص في منطقة معينة أو تأرخ من مكان بداية الشرارة الأولى باعتبار أن جميع التونسيين قد شاركوا في اسقاط النظام و تاريخ 14 جانفي يجمع الكل دون نسب الثورة الى منطقة معينة أو مكان محدد.
القائلون بتاريخ 14 جانفي يعتبرون ان التأريخ للثورات في جميع دول العالم يتخذ من اليوم الذي سقط فيه النظام عيدا وطنيا للثورة, فالثورة لا يمكن أن تلخص في منطقة معينة أو تأرخ من مكان بداية الشرارة الأولى باعتبار أن جميع التونسيين قد شاركوا في اسقاط النظام و تاريخ 14 جانفي يجمع الكل دون نسب الثورة الى منطقة معينة أو مكان محدد.
القائلون بتاريخ 14 جانفي كذلك يعتبرون أن الثورة كانت نتاج تراكمات و أحداث وان فتح باب التأويلات للشرارة الأولى التي أطلقت الثورة يمكن أن يفرز أكثر من منطقة كل حسب تحليلاته و تأويلاته فيمكن اعتبار الشرارة الأولى قد انطلقت من أحداث الحوض المنجمي أو من تالة و القصرين , فلتجنب هذه التأويلات و التحليلات يكمن الحل في اتخاذ يوم سقوط النظام عيدا وطنيا يجمع الكل.
القائلون بضرورة اعتبار السابع عشر من ديسمبر عيدا رسميا للثورة التونسية عبر عليه أهالي سيدي بوزيد في مسيرة سلمية وسط المدينة و عبرت عليه كذلك نقابات التعليم بالجهة التي دعت الأسرة التربوية الى الالتحاق بأماكن عملهم و عدم مشاركة التونسيين احتفالهم بذكرى الثورة.
أهالي سيدي بوزيد يعتبرون أن اتخاذ تاريخ 14 جانفي عيدا وطنيا للثورة يمثل تنكر لتضحيات المنطقة و دورها في الاطاحة بالنظام السابق وهو بمثابة مواصلة سياسات التهميش التي عرفتها المنطقة خلال العهد السابق وتتواصل بعد الثورة.
أهالي سيدي بوزيد أيضا يعتبرون الغاء يوم 17 ديسمبر كعيد وطني للثورة يمثل تنكر من الحكومة لتضحيات و شهداء الثورة من أهالي المنطقة و تزييف لتاريخ الثورة التونسية و سيرورتها.
فاعتقادي أن التونسيين اليوم بحاجة الى ما يجمعهم وهم في غنى عن محاولات نسب الثورة الى جهة ما على حساب جهة أخرى, فالتونسيين جميعا شاركوا في الاطاحة بالنظام السابق و قدموا الشهداء من مختلف مناطق الجمهورية لتترجم احتجاجاتهم ثورة شعبية أطاحت بالدكتاتور يوم 14 جانفي, فما كانت الثورة لتنجح لو بقيت منحصرة في الوسط و الجنوب و ما كان للثورة أن تنتصر لو لم تهب جميع المدن التونسية لمساندة الاحتجاجات هناك.
اذن الثورة ثورة جميع التونسيين لا تحسب على جهة أو فردا أو جماعة بل تحسب على جميع التونسيين هكذا أرخت الثورات التي سبقتنا الا اذا كانت تونس استثناء.
حلمي الهمامي
Comments
18 de 18 commentaires pour l'article 43890