طفرة في إنتاج الكروفات… ولكنّها بلا أرباح!... خبير يفسّر الأسباب
شهد موسم صيد الكروفيت (الجمبري) في خليج قابس خلال الفترة الممتدة من 15 أكتوبر إلى أواخر نوفمبر 2025 زيادة لافتة في الكميات المعروضة بالأسواق، وفق ما أكّده صالح هديدر، رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلّف بقطاع الصيد البحري، في تصريح لبرنامج "60 دقيقة" على إذاعة الديوان.
وأوضح هديدر أنّ ما يُعرف بـ"الفترة الثانية" لصيد الكروفيت، والتي تمتد تقليديا بين منتصف أكتوبر ونهاية نوفمبر، تُعدّ سنويا الأكثر مردودية بالنسبة للبحّارة، غير أنّ تقييم موسم 2025 من حيث الجدوى الاقتصادية لم يكن في مستوى التطلعات رغم ارتفاع حجم الإنتاج.
وأوضح هديدر أنّ ما يُعرف بـ"الفترة الثانية" لصيد الكروفيت، والتي تمتد تقليديا بين منتصف أكتوبر ونهاية نوفمبر، تُعدّ سنويا الأكثر مردودية بالنسبة للبحّارة، غير أنّ تقييم موسم 2025 من حيث الجدوى الاقتصادية لم يكن في مستوى التطلعات رغم ارتفاع حجم الإنتاج.
تكاثر طبيعي... ولكن دون مردود اقتصادي
وبيّن المتحدث أنّ الفصيلة التي شهدت التكاثر الأكبر هي ما يُعرف بـ"المقلوبة" أو القمبري الوردي (Pink Shrimp)، وهي نوع غزت المياه التونسية منذ سنوات وأصبحت تتكاثر بوتيرة سريعة في خليج قابس بفضل ملاءمة الظروف البحرية هناك.وأضاف أنّ هذا النوع، رغم توفره بكميات كبيرة في الأسواق وبأسعار منخفضة مقارنة بالجمبري الملكي، لا يحظى بطلب كبير في الأسواق الأوروبية، وهو ما يحدّ من إمكانيات التصدير ويقلّل من القيمة المالية التي يمكن أن يجنيها البحّارة والدولة من العملة الصعبة.
ضعف الإنتاج في الأصناف الموجّهة للتصدير
وأشار الدارني إلى أنّ الكميات المصطادة من الجمبري الملكي، وهو الصنف الأكثر طلبا في الأسواق العالمية، كانت ضعيفة هذا الموسم؛ إذ تراوحت صيديات مراكب الجرّ بين 300 و400 كلغ فقط خلال كل رحلة، مقابل تراجع واضح في صيد الشوابي (القرنية)، ما أثّر على إجمالي المردودية المالية للقطاع.عوامل طبيعية... وأخرى بشرية
وأرجع ممثل اتحاد الفلاحة والصيد البحري هذه الوضعية إلى مجموعة من العوامل:* التغيّرات المناخية التي أثرت في دورات التكاثر.
* الصيد العشوائي من قبل الدخلاء على القطاع، ممن يستعملون أدوات غير قانونية أو يصطادون خارج المواسم المحددة.
* نقص الرقابة البحرية وعدم تفعيلها بالشكل المطلوب، رغم وجود الأطر القانونية.
* اصطياد الأحجام غير المسموح بها، مما يؤثر على دورة التجديد الطبيعي للثروة السمكية.
دعوة إلى حماية المخزون السمكي
وأكد هديدر أنّ الصيد العشوائي يهدّد بشكل مباشر ديمومة الثروة البحرية في خليج قابس، مشددا على ضرورة:* تعزيز الرقابة الميدانية.
* ردع المخالفين عبر خطايا صارمة.
* حماية صغار البحّارة الذين يحترمون المواسم والضوابط القانونية.
* المحافظة على دورة التكاثر الطبيعية للأصناف البحرية.
كما دعا إلى "تعزيز وعي المواطنين" وعدم تشجيع شراء منتجات مجهولة المصدر أو قادمة من صيد غير قانوني.
ورغم الطفرة الظاهرة في وفرة الكروفيت الوردي، شدّد هديدر على أنّ التقييم العام للموسم سلبي بسبب غياب المردودية المالية وضعف التصدير، مضيفا أنّ حماية الثروة السمكية ومعالجة ظاهرة الصيد العشوائي تمثلان أولوية قصوى لضمان مستقبل القطاع واستدامته.










Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 319613