الباحث الجزائري محمد سي بشير: الجزائر استغلت الثغرات القانونية للدفاع عن سيادتها، ما اعتبرته فرنسا "إذلالاً" غير متوقع
ناقش الأستاذ الجامعي والباحث الجزائري محمد سي بشير خلال استضافته في إذاعة "إكسبريس FM" موضوع العلاقات المتوترة بين الجزائر وفرنسا. الحوار تناول أسباب التصعيد الأخير بين البلدين، وتأثير قضايا تتعلق بالسيادة الجزائرية، المواقف الفرنسية، والقضايا الإقليمية.
تعود التوترات الأخيرة إلى قضيتي الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال والمدون الجزائري المقيم في فرنسا، حيث رفضت الجزائر استقبال المدون بعد ترحيله من باريس.
الأسباب المباشرة للتصعيد
تعود التوترات الأخيرة إلى قضيتي الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال والمدون الجزائري المقيم في فرنسا، حيث رفضت الجزائر استقبال المدون بعد ترحيله من باريس.
1. بوعلام صنصال: دخل الجزائر بجواز سفر جزائري وواجه اتهامات بتصريحات مخالفة للقوانين الجزائرية، ما أدى إلى توقيفه وإحالته للمحاكمة.
2. المدون الجزائري: متهم بالتحريض على العنف عبر منصة "تيك توك"، وقد تم ترحيله بقرار إداري فرنسي دون تنسيق مسبق مع الجزائر، ما أثار غضب السلطات الجزائرية.
---
القراءة القانونية الجزائرية
أوضح سي بشير أن الجزائر استندت إلى القوانين الدولية ومعاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي تنص على ضرورة إبلاغ السلطات الجزائرية قبل أي ترحيل. الجزائر استغلت الثغرات القانونية للدفاع عن سيادتها، ما اعتبرته فرنسا "إذلالاً" غير متوقع.
أبعاد التوتر: ملفات عالقة
1. ملف الذاكرة والتاريخ: تستمر الجزائر في مطالبتها باعتراف فرنسي صريح بجرائم الاستعمار وتعويض الضحايا، وهو ما تماطل فيه فرنسا.
2. قضية الصحراء الغربية: اعترفت فرنسا مؤخرًا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، مما أثار استياء الجزائر التي تعتبر القضية أممية مرتبطة بالشرعية الدولية.
3. ملفات إقليمية: تشمل العلاقات مع ليبيا ومنطقة الساحل، حيث ترى الجزائر ضرورة معالجتها بمنظور سيادي بعيدًا عن الإملاءات الفرنسية.
ردود الفعل الفرنسية
تزايدت التصريحات الفرنسية الحادة مؤخرًا:
- وزير الداخلية الفرنسي وصف الرد الجزائري بأنه محاولة "إذلال" لفرنسا.
- دعوات سياسية فرنسية لاتخاذ إجراءات صارمة، مثل مراجعة اتفاقية الهجرة لعام 1968 وفرض قيود على التأشيرات.
التوقعات المستقبلية
يرى سي بشير أن التصعيد قد يستمر مع احتمال حدوث انفراج جزئي بناءً على المصالح المشتركة:
- فرنسا بحاجة إلى الجزائر لتأمين مصالحها في الساحل وليبيا ولضمان توريد الطاقة.
- الجزائر تؤكد أنها دولة تحترم التزاماتها الدولية، كما أظهرت في تعاملها مع إسبانيا رغم الخلافات.
تأثيرات على المشهد السياسي
- في فرنسا: مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، قد تلعب العلاقات مع الجالية الجزائرية الكبيرة دورًا في تشكيل الخطاب السياسي.
- في الجزائر: التصعيد مع فرنسا يعزز صورة القيادة الجزائرية كمدافع عن السيادة الوطنية، مما يلقي بظلال إيجابية على الرأي العام.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 301037