تربية "دودة القبابي" مشروع بيئي غير مكلف ومربح

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6783b293e676e6.50504426_lqknfohgmpjei.jpg width=100 align=left border=0>


تعتبر تربية الديدان، تجربة غير مألوفة، في حين ان مشروع تربية "دودة القبابي" مثلا، يعتبر مورد رزق غير مكلف، باعتباره لا يتطلب تمويلا ضخما، وهو سهل التنفيذ ويعتمد على امكانيات بسيطة، اضافة الى كونه مشروعا أخضر، يحافظ على البيئة، ويضمن التنمية المستدامة للأجيال القادمة.

"دودة القبابي"، صفراء اللون، تحتوي على كمية عالية جدا من البروتين المفيد، نظيفة، يمكن تربيتها وإنتاجها في المنزل، وهو ما فعلته ربة البيت مهنية المليتي (أصيلة معتمدية بورويس التابعة لولاية سليانة) منذ فيفري 2024، تاريخ انطلاق الاعداد لمشروعها، الذى اصبح مورد رزقها وجعلها تعول على ذاتها وتعطي صورة مثلى لصاحبة مشروع ناجح، مفيد ومربح.

...

في إحدى غرف منزلها، وضعت مهنية المليتى، ديدانا صفراء اللون بأحجام مختلفة، في علب بلاستيكية كبيرة ومتوسطة الحجم، ومرتفعة حتى لا تسمح بخروج الحشرات النافعة، وهي يرقات لأحد أنواع الخنافس السوداء في أحد مراحل نمو الدودة .

تحدثت مهنية المليتي لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، لتعلمها بان فكرة بعث مشروعها انطلقت بعد أن تابعت تقريرا بأحدى القنوات التلفزية، فاتصلت بالشركة المختصة وانطلق مشروعها، واشارت الى أن مستواها التعليمي، لم يتجاوز المستوى الابتدائي وراهنت على نجاح مشروعها عبر إتباع جملة من التوصيات لتحقيق هدفها، كما ان المبلغ الذى اطلقت به مشروعها كان زهيدا (أقل من 3 ألاف دينار).
واصلت حديثها وهي تطعم الديدان، بعد أن قطعت الجزر واليقطين (يشبه القرع) والشمندر(البسباس) إلى أجزاء صغيرة، لتبرز أن عملية تغذية الديدان تكون بكميات قليلة من الخضر أو العلف بمعدل يوم بعد يوم في الشتاء، وأكثر من مرة في اليوم في الصيف نظرا لارتفاع درجات الحرارة، ولفتت الى ان الديدان اصبحت بالنسبة لها "بمثابة الأبناء"، وانهم يساعدونها على "تعديل مزاجها، وازالة الضغط النفسي"عنها.

واضافت بخصوص مراحل نمو "دودة القبابي"، انها تنتج "شرانق" بعد حوالي أسبوع، ثم تتحول إلى "خنفسة حمراء" ثم "خنفسة سوداء" تضع عددا هاما من البيض، إلى أن تنمو، ليتم بيع الكغ الواحد منها ب100 دينار، بعد 6 أشهر، علما وأنه يتم تفريشها في أوعية بلاستيكة على مادة العلف.
وبينت ان تربية "دودة القبابي"، تتطلب توفير غرفة عادية في المنزل، ودرجة حرارة في الشتاء، وألة تبريد في الصيف، وقالت بهذا الخصوص أنها تواجه صعوبات لعل أبرزها غياب وسيلة للتدفئة شتاء والتبريد صيفا والعلف حيث اشارت الى أن السلط المحلية، مكنتها من العلف طيلة 3 أشهر فقط، باعتبار أن العلف من حق مربي الماشية والأبقار.
من جهتها اعتبرت المكلفة بالإعلام والعلاقات الخارجية ودراسة المشاريع في شركة "بروتيين أكيلاريا" والباحثة في مجال البيئة زينب الشابي، أن المشروع اجتماعي وتشاركي بربح مشترك ورأس مال بسيط (في حدود ال5 ألاف دينار)، لافتة إلى أن الهدف الأساسي للشركة، تشريك أكبر عدد من المربين، حيث بلغ عددهم في غضون سنتين 500 مربي على مستوى مختلف الولايات، فضلا عن توفير كميات كبيرة من "دودة القبابي" قصد إنشاء مصانع مختصة في استعمالاتها .
وذكرت أن نقطة التجميع وإعادة التوزيع التابعة للشركة، متواجدة بمنطقة الهوارية من ولاية نابل، وهي تتولى تجميع الكميات المنتجة، من المربين، ليتم لاحقا استغلالها في مرحلتها الأولى (شرنقة) كسماد عضوي، ثم يستخرج البروتين ليستعمل في العلف الحيواني وتربية الأسماك واستعمال المواد التجميلية والزيوت الأساسية.
وأكدت أن الدودة صديقة للبيئة واقتصادية في الطاقة، لا تستهلك كميات من الماء في ظل شح الموارد المائية، باعتبار أنها تعيش في محيط عادي كالإنسان وتتأقلم مع المحيط كما لا تستهلك مواد كيميائية بل تتغذى على الخضر والعلف.




يشار الى ان الشركة قامت بعدة اتفاقيات مع شركات صينية وجزائرية وسنغالية للتعريف بمنتوجها البيئى في الخارج، وفق الشابي، التى لفتت الى ان الشركة تحصلت خلال سنة 2024 على الجائزة الأولى كأحسن مشروع أخضر، مقتصد للطاقة وصديق للبيئة، وذلك على هامش المؤتمر الدولي لعلوم المواد وتطبيقاتها في ولاية سوسة



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 301008


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female