في عمله الجديد "حارق... أرجع غدوة": الفنان رؤوف بن يغلان ينبش في المسكوت عنه، ويحوّل السؤال من أسباب الهجرة إلى دوافع البقاء

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/648b066c750866.37744537_elnpfghqikjom.jpg width=100 align=left border=0>


(وات- حاوره الأسعد محمودي) - يستعدّ الفنان المسرحي رؤوف بن يغلان لتقديم العرض الأول لعمله الجديد "حارق... أرجع غدوة" وذلك يوم 21 جوان الحالي بالمسرح البلدي بالعاصمة.

وهذا العنوان الجديد للمسرحية يستفز الطبقة السياسية بدرجة أخرى، وكذلك النخبة المثقفة والجمهور، فهو يدفع إلى التفكير في أحد أهم الأسباب التي تدفع بالشباب التونسي إلى الهجرة غير النظامية نحو أوروبا. وهذا العمل هو عبارة عن تتمة لثلاثية حيث سبقته أعمال أخرى منها بالخصوص "إرهابي غير ربع" و"حارق يتمنى".
يقول الممثل والفنان رؤوف بن يغلان، في لقاء مع وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) إن الفرق بين هذا العمل والأعمال السابقة يكمن في المصطلحيْن "أرجع غدوة"، وهي عبارة يتم تداولها بكثرة في المجتمع التونسي حيث تحيل إلى الأذهان انتقادات التونسيين للخدمات الإدارية ووضعها محل سخرية وتندر لأنها لا ترتقي إلى مستوى تطلعاتهم وآمالهم.
...

ولكن الفنان رؤوف بن يغلان يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، فجعل من عبارة "أرجع غدوة" إحدى العوامل الكبرى المساهمة في تفشي ظاهرة الهجرة غير النظامية. فهو يعتقد أن "أرجع غدوة" هي رمز للإدارة التونسية في معناها الشمولي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي والثقافي. ويضع هذه السلط جميعا محل "اتهام"، كما يقول، لأن الهجرة غير النظامية تجاوزت اللامعقول وفق تعبيره.

التطبيع مع الهجرة غير النظامية ...خيانة

يقول بن يغلان في حواره مع "وات" إنه اختار الغوص في المسكوت عنه والتطرق إلى جوهر القضايا والإشكاليات المطروحة، عبر التضاد، هذا التضاد الذي لن يفهمه سوى من يحضر المسرحية، ويفهم أبعادها، وخفايا النص المنطوق. فلتفكيك ظاهرة الهجرة غير النظامية، لم يتوجه بن يغلان في مسرحيته بالسؤال إلى الراغبين في الهجرة، بل هو يسائل الباقين لماذا بقيتم؟ ويؤكد أن طرحه لهذه الظاهرة في المسرحية الجديدة هو طرح إنساني بحت، قائلا "أنا تهمني إنسانية الإنسان بدرجة أولى ولا يهمني إن كان المهاجر منحرفا فذلك من مشمولات الدولة أن تحميه وترعاه وتقومه".

أخبار ذات صلة:
في ''إرهابي غير ربع'' رؤوف بن يغلان يلتزم باللياقة المسرحية والركحية بعيدا عن الابتذال رغم رتابة النسق أحيانا


يصف بن يغلان المهاجر غير النظامي بأن له من الشجاعة والقدرة على الصمود والتحدي والشجاعة ما يؤهله ليكون قوة بناء في الدولة. ويدعو للاستثمار في الشباب وتسهيل الفرص أمامه في العمل لينهض بالبلاد.
وينبّه من التطبيع مع ظاهرة الهجرة غير النظامية، ملاحظا أن المجتمع التونسي "طبّع مع الهجرة كما طبّع مع الفساد وهذا خطرٌ للغاية وعلينا مقاومته، ولهذا يتعيّن علينا كفنانين ألا نصمت على الركح".
وعن الأسلوب الفني الذي ترتكز عليه المسرحية الجديدة، أفاد بن يغلان أن الإضحاك والسخرية السوداء هي التقنيات الغالبة على العمل، وهو إضحاك هادف يحترم عقول المتفرجين ويتصالح مع الجمهور ويجعله يرى العمل من زاوية نقدية ويفكر في الحلول.

الحرية ليست في ما أقول بل في ما أكون

ويعتمد الممثل في عمله الجديد على تقنية "الكتابة العكسية" أو "المفهوم العكسي للنص" فما يقوله على الركح هو المسكوت عنه ويعبر عنه بمفارقة عجيبة بين المؤمل والحاصل.
وقد أبدى أيضا موقفه من عديد القضايا الأخرى منها ما هو متصل بالجمهور، إذ يدعو إلى تغيير "مواصفات المتفرج" قائلا "علينا لا أن نطور الفعل المسرحي فحسب، بل أن نطور مواصفات المتفرج وأن يكون المشاهد فاعلا واعيا".
ويرى الفنان رؤوف بن يغلان أن الحرية الفكرية بعد الثورة هي "حرية مصطنعة وليست حرية في الجوهر والعمق"، داعيا إلى ضرورة "الانتقال من الحرية في التعبير إلى الحرية في الوجود"، قائلا: "الحرية ليست في ما أقول بل الحرية في ما أكون".
ويؤمن بن يغلان بأن الفعل الثقافي ينبغي أن يكون مدخلا للتغيير، وأن كل إصلاح لا يمكن أن ينجح دون دعائم ثقافية لبنائه. ويؤكد بن يغلان الذي يشتغل كثيرا على الشباب ويعقد لقاءات معه في مختلف الأحياء في العاصمة والجهات، على أن العمل الفني ينبغي أن يكون مدخلا للتفاعل مع المجتمع، كما يرى أن "المثقف خذل المجتمع لأنه لم يقم بدوره التربوي التثقيفي".
***





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 268369


babnet
All Radio in One    
*.*.*