---

---

ويعتبر "أنهار الروح" الألبوم الأول لهذه الفنانة التي أنتجته بالتعاون مع الديجي السويدي "أولوف دريجر"، لتقدم صياغة مبتكرة للموسيقى التونسية حيث تمزج فيها الهادفي بين الموسيقى التقليدية الشعبية والأصوات المعاصرة، مستلهمة من تنوع الموسيقات العالمية. وقد بدت الموسيقى التي تقدمها هويدا الهادفي ومجموعتها عبارة عن رحلة صوتية غنية تتنقل بين السكون والدراما وتستحضر في طياتها أصوات الأنهار التي تحمل في طياتها الأمان والصراع في آن واحد.

ويتميز العرض بحرفية هذه الفنانة ومهارتها العالية في العزف على الطبول، حيث أظهرت إتقانا وتفانيا في تركيب الموسيقى التونسية وسط حضور قوي للبيانو والكمان والغيتار. وقد انسجمت هذه التوليفة من الآلات مع بعضها لتخلق أجواء موسيقية فريدة تمزج بين الأصالة والمعاصرة.

وأخذ عرض "أنهار الروح" الجمهور في رحلة إلى عالم الموسيقى التونسية حيث تتناغم الأصوات التقليدية مع الحديثة لتخلق لوحة موسيقية إنسانية متكاملة تخترق الحواجز الثقافية والجغرافية. وقد استمدت موسيقاها من رمزية مسارات الأنهار التي تتجاوز حدود المكان في انسيابها، فكان العرض بمثابة تجربة عاطفية استمتع بها الجمهور الذي تفاعل بانتباه مع مختلف المقاطع الموسيقية.

وهويدا الهادفي هي فنانة تونسية مقيمة في باريس بدأت رحلتها الموسيقية في وقت متأخر نسبيا حيث حصلت على أول درامز لها في سن السابعة والعشرين. وقد دفعها حبها للموسيقى للانخراط في هذا المجال. ومع مرور الوقت، اجتهدت الهادفي في تطوير مهاراتها عبر العديد من الجولات الموسيقية التي قدمتها مع مجموعة تونسية تتنقل بين السطمبالي والموسيقى الشعبية التونسية والعربية الإفريقية وصولا إلى موسيقى الترانس.

ومكّنت هذه الجولات الموسيقية في نفسها الرغبة في صناعة مشروعها الخاص، فاستعانت بعدد من الموسيقيين البارزين مثل عازف الكمان راضي الشوالي والموسيقي جلال نادر. وبدأت إطلاق ألبومها الأول الذي يضم مزيجا من الألحان التونسية الأصيلة والمستوحاة من رحلاتها بين تونس وفرنسا واستوديو "أولوف دريجر" في برلين.