الوسط الغربي: ثراء سياحي في انتظار تفعيل المشاريع المعطلة ورسم استراتيجية شاملة للتنمية
يشتهر الوسط الغربي التونسي، الذي يضم ولايتي القصرين وسيدي بوزيد، بتنوع وثراء منتوجه السياحي الذي يجمع بين المواقع الأثرية، والمحميات الطبيعية، ومنابع المياه المعدنية الحارة، والصناعات التقليدية، والصيد البري، إضافة إلى المعابر الحدودية التي تربط تونس بالجزائر. ومع ذلك، فإن هذا الزخم السياحي يواجه تحديات عديدة تتطلب تفعيل المشاريع السياحية المعطلة وضبط استراتيجية تنموية شاملة.
مقومات سياحية واعدة
يحتضن الوسط الغربي 8 مواقع أثرية بارزة تشمل سبيطلة وحيدرة وتلابت وتالة بالقصرين، إضافة إلى بئر الحفي ومنزل بوزيان وقصر البارود بسيدي بوزيد. كما يضم ثلاث حدائق وطنية هي الشعانبي وبوهدمة ومغيلة، إلى جانب محميتين وطنيتين في التلة وخشم الكلب بالقصرين، ومنبعين للمياه المعدنية الحارة في بولعابة بالقصرين وعين الركبة بهداج بسيدي بوزيد.
نقص في طاقة الإيواء والبنية التحتية
رغم الإمكانيات السياحية المتنوعة، تشكو المنطقة من ضعف في طاقة الإيواء، حيث تضم فقط 7 نزل، وإقامتين ريفيتين، و5 مطاعم سياحية، و13 وكالة أسفار. وبحسب منير ملاوحي، المندوب الجهوي للسياحة بالوسط الغربي، فإن مشروع المنطقة السياحية بسبيطلة المبرمج منذ 2018 لم يتم إنجازه بعد بسبب تحفظات من المعهد الوطني للتراث. ويهدف المشروع إلى توفير وحدات سكنية وفندقية بطاقة استيعاب تصل إلى ألفي سرير.
مشاريع معطلة
- تهيئة المسلك السياحي: يهدف هذا المشروع إلى تسهيل تنقل الحافلات السياحية وتعزيز الربط بين مختلف المواقع السياحية في القصرين. تم الانتهاء من الدراسة الفنية، لكن التمويل لم يتوفر بعد.
- إدراج بلدية حيدرة كبلدية سياحية: تسعى السلطات المحلية إلى استغلال مميزات المنطقة الأثرية في حيدرة، بما يشمل المواقع الأثرية والمعبر الحدودي، لتنشيط السياحة والحصول على تمويلات من صندوق حماية المناطق السياحية.
رؤية لتطوير القطاع السياحي
أكد منير ملاوحي أن تفعيل المشاريع المعطلة، خاصة المنطقة السياحية بسبيطلة والمسلك السياحي، بالإضافة إلى تطوير السياحة الاستشفائية من خلال تهيئة مناطق المياه المعدنية وإحداث مناطق تبادل تجاري حرة على الحدود الجزائرية، يمكن أن يعزز من جاذبية المنطقة. كما شدد على أهمية الترويج لسياحة الصيد، ودعم الحرف التقليدية، وتحسين الخدمات السياحية الحالية.
أثر إيجابي على التنمية الجهوية
يساهم القطاع السياحي في الوسط الغربي في جلب الاستثمارات وخلق فرص عمل إضافية، مما يجعله أحد ركائز التنمية الجهوية. ومع وجود أكثر من 15 ألف رحلة سياحية سنوية، واهتمام متزايد بالسياحة البديلة، يمكن أن تشكل المنطقة نموذجًا للتنمية المستدامة في تونس إذا ما تم تجاوز العراقيل الحالية وتفعيل المشاريع المنتظرة.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 300153