مهرجان الحمامات الدولي 2024: محموعة "تيناريوان" تغني للحرية والعدالة الإنسانية الكونية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/6697607cac7a41.52106670_ljfgpinqhekmo.jpg width=100 align=left border=0>


على إيقاعات البلوز الصحراوي أو "أسوف الصحراء" كما يسميها الطوارق، أضاء مهرجان الحمامات الدولي ليلته الماضية (16 جويلية) على إيقاعات موسيقى الطوارق وسحر أنغامها الصحراوية، فأسرت الجمهور على مدى 90 دقيقة، وهو جمهور ازدادت أعداده مقارنة بالعرض الأخير الذي قدّمته "تيناريوان" على هذا المسرح في صائفة 2017، فأقيم هذا الحفل أمام شبابيك مغلقة، وتمّ تسجيل قدوم أفراد من جنسيات مختلفة خاصة من الجزائر وليبيا.

استهلّت "تيناريوان" أو ما يرادفها باللغة العربية مصطلح "الحنين"، حفلها بأغنية حُبلى بالإيقاعات الصحراوية الصادرة عن آلات الغيتار ودويّ قرع الطبل الافريقي، فشكلت مزيجا من الموسيقى الطوارقية التقليدية وموسيقى البلوز الحديثة، ثم تلتها باقة أخرى من الأغاني فكانت ثرية في التعبير عن مواضيع الحب والحياة البدوية والحرية والنضال من أجل الهوية. وعكست بعمق الروح الصحراوية والهوية الثقافية للطوارق، وتعتبر وسيلة للحفاظ على التراث ونقله عبر الأجيال.

...

كعادتها، تسلّحت "تيناريوان" بالموسيقى كوسيلة لنقل رسائل السلام والأمل والتضامن مع الشعوب المضطهدة. وتحدث أعضاء هذه المجموعة خلال الندوة الصحفية التي تلت العرض، عن أهمية الموسيقى في كسر الحدود الجغرافية والتعبير عن الوحدة والسلام في مواجهة التحديات التي تواجهها قبائلهم في الصحراء الكبرى والساحل لا سيما في مناطق شمال مالي والنيجر وجنوب الجزائر وليبيا.

وعكست موسيقى الطوارق بعمق الروح الصحراوية والهوية الثقافية لهذه القبائل وهي تعتبر وسيلة للحفاظ على التراث ونقله عبر الأجيال. وجاءت "تيناريوان" محمّلة في هذا العرض بالعديد من الرسائل، فغنّت تعبيرا عن حبها للحرية والحياة البدوية المتنقلة في الصحراء حيث هي موطنهم الروحي. كما عبّرت الموسيقى عن نضال الطوارق من أجل الحفاظ على هويتهم وثقافتهم في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية. تتناول الأغاني قضايا العدالة والحقوق والانتماء، إلى جانب الأغاني الحمّالة لقيم الحب والجمال.

وليست الموسيقى فحسب ما يميُز هذه المجموعة، بل إن أفرادها اختاروا اعتلاء الركح بالزي التقليدي الذي يُميّز قبائل الطوارق، وهي أيضا ليست مجرد زينة فحسب، بل هي جزء من هويتهم وتعبر عن ارتباطهم بجذورهم وثقافتهم العريقة، على غرار "التواريخ واللثام" حيث يستخدم لحماية الوجه من الشمس والرمال، إلى جانب الملابس الفضفاضة التي تساعد في الحماية من الحرارة العالية في الصحراء وتسمح بمرور الهواء.

اختتمت "تيناريوان" حفلها بأغنية مميزة استمرت لعدة دقائق، حيث شارك الجمهور بالتصفيق والهتاف مطالبا بالمزيد. وفي المجمل، كان هذا الحفل في مهرجان الحمامات الدولي تجربة موسيقية فريدة جمعت بين الأصالة والطابع العصري، ونجحت في نقل الحضور إلى عوالم الصحراء الكبرى بفضل أدائها الاستثنائي وروحها الموسيقية العميقة.

وأوضح قائد المجموعة، خلال الندوة الصحفية التي تلت العرض، أن التشابه بين موسيقاهم وموسيقى البلوز هو "تشابه طبيعي وغير مقصود"، مضيفا أن الرسالة الأهم بالنسبة إليهم تظل في نشر الموسيقى الصحراوية لدى شريحة واسعة من الناس عبر العالم.

و"تيناريوان" هي فرقة موسيقية تجمع عازفين من شمال مالي وجنوب الجزائر، تُعرف بموسيقاها التي تمزج بين تقاليد الطوارق والموسيقى الحديثة. تأسست الفرقة في الثمانينات، وتتميز بموسيقى البلوز الصحراوي التي تعكس الحياة والثقافة الطوارقية في منطقة الصحراء الكبرى.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 291034


babnet
All Radio in One    
*.*.*