صفاقس: الأخطبوط مدار مسابقة لتثمين التراث اللّامادي بجزر قرقنة على هامش "مهرجان ليالي رمضان بقرقنة"
مثل الأخطبوط الذي يعد أحد أبرز المنتوجات البحرية المميزة لجزيرة قرقنة محور مسابقة لتثمين التراثي اللامادي بالجزيرة من خلال طهي أفضل الأطباق المعدة بالأخطبوط انتظمت على هامش مهرجان ليالي رمضان بقرقنة المتواصلة فعالياته من 25 مارس إلى 16 أفريل 2023.
وتوجت هذه المسابقة التي انتظمت بمركز الاصطياف والتخييم بالرملة (قرقنة)، وشاركت فيها باختيار أفضل 5 أطباق من طرف لجنة تحكيم تتكون من مهنيين ومختصين في فن الطبخ وقد أسندت لصاحباتها جوائز مالية تتراوح بين 900 و1200 دينار لاقتناء تجهيزات تساعدهن على إعداد الأطباق المميزة للعادات الغذائية المميزة للجزيرة.
وتوجت هذه المسابقة التي انتظمت بمركز الاصطياف والتخييم بالرملة (قرقنة)، وشاركت فيها باختيار أفضل 5 أطباق من طرف لجنة تحكيم تتكون من مهنيين ومختصين في فن الطبخ وقد أسندت لصاحباتها جوائز مالية تتراوح بين 900 و1200 دينار لاقتناء تجهيزات تساعدهن على إعداد الأطباق المميزة للعادات الغذائية المميزة للجزيرة.
وقد شارك في هذه المسابقة 26 امرأة بحسب ما صرحت به رئيسة جمعية تواصل الأجيال سنا كسكاس لـ"وات" اليوم الأربعاء مبيّنة أن تنظيم هذه المسابقة من طرف الجمعية يندرج ضمن جهودها لإرساء تثمين المخزون الغذائي لجزيرة قرقنة وتوظيفه في مسلك سياحي يعتمد على "توظيف مختلف أنماط السياحة البديلة التي صارت عنصر جذب للسياحة التونسية وتستهوي السّائح التونسي والأجنبي على حد السواء".
ويعدّ تثمين التراث اللامادي ولا سيما الغذاء والنظم البيئية والفلاحية والصيد التقليدي على غرار الشرفية التي صارت مصنفة تراثا لا ماديا لدى اليونسكو من محاور مشروع "جزر قرقنة جاذبية وتنمية" الذي أطلقته جمعية تواصل الأجيال مؤخرا بغاية دفع السياحة في الجزيرة وتنويع منتوجاتها والترويج لها.
وأوضحت رئيسة الجمعية أن هذا المشروع يندرج في إطار أشمل وهو مشروع "تعزيز السياحة المستدامة في تونس" المنجز من طرف وزارة السياحة بدعم من منظمة التعاون الدولي الألمانية "جي إي زاد" GIZ وبتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي كجزء من برنامج تونس وجهتنا والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ).
وكانت جمعية تواصل الأجيال والمندوبية الجهوية للسياحة بصفاقس قد نظمتا في 9 مارس الفارط ورشة عمل بقرقنة توافقتا فيها على المسلك السياحي المراد تركيزه بالجزيرة في إطار مشروع "جزر قرقنة جاذبية وتنمية" الهادف إلى "خلق ديناميكية اجتماعية واقتصادية حول مسلك السياحة الايكولوجية والثقافية بقرقنة، والمساهمة في تعزيز مهارات المجتمع المحلي وتثمين المنتوجات المحلية والغذائية بالجزر".
كما انتظمت الثلاثاء ببلدية قرقنة بمشاركة ممثلين عن جمعية تواصل الأجيال والمندوبية الجهوية للسياحة بصفاقس ومجموعة من مكونات المجتمع المدني المحلي والمتدخلين في مجالات السياحة والترفيه للنظر في وضع خارطة المسالك السياحية بجزر قرقنة التي سيتم إخراجها في نسخة ورقية وأخرى رقمية علما وأن هذا المحمل الترويجي سيتضمن عديد البيانات ذات الطابع التاريخي والإيكولوجي والسياحي الخاص بقرقنة.
ويجدر التذكير بأن جزر قرقة تزخر بتعدّد النظم البيئية والفلاحية التي من شأنها أن تساهم في توفّر منتجات فلاحية محلية ذات صيت وقيمة عالية في جميع المناطق، تتيح مجالات هامة للاستغلال المستدام والتوظيف السياحي والاشتغال على هذه الجزيرة كوجهة سياحية مميزة.
وتعرف قرقنة بجمالها الطبيعي وثراء أرخبيلٍها المتكوّن من مجموعةٍ من الجُزُر مثل جزيرة سفنو، وقرمدي، ولزداد، والرقادية، والرومدية، وشرمندية.
كما تعتبر قرقنة من الجزر التاريخية نَظَراً لإطلالتها وموقعها على البحر الأبيض المتوسط، وكان أوّل من سَكنها الفنيقيون، وفي عام 217 قبل الميلاد احتلها الرومانيون، وازدهرت في عهدهم حيث كانت مركزَ نقلٍ وتجارةٍ لهم، وفي العهد الإسلامي ومع الفتوحات الإسلامية هاجر إليها الفاطميون، وحكمها حاكم صفاقس البرغواطي حتى عام 1090م، واسترجعها تميم بن المعز لتصبح تحت حكم الصنهاجيين.
وفضلا عن المعالم التاريخية المتنوعة التي تركها مرور هذه الحضارات والتي تحتاج إلى تثمين وترويج أفضل، فإن جزر قرقنة تستفيد من مياه البحر المحيطة بها والتي جعلت من نشاط الصيد البحري نشاطا محوريا للمجتمع المحلي الذي يتقن الفلاحة البرية (النخيل والتين والعنب وغيرها) كما يتقن الصيد البحري مع استعمال طرق صيد تقليدية فريدة كالشرفية (المسجلة بالتراث العالمي لليونسكو) و"الدرينة" والفخار لصيد الأخطبوط والصيد بالدماسة (الخاص بالأسماك البيضاء) وغيرها...
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 264875