صور أستاذة تقضي ليلتها أمام مسجد تثير جدلًا واسعًا: النقابة توضّح الملابسات

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/694c467eb49e59.55695890_nlmfjhgqeipko.jpg width=100 align=left border=0>


أثارت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، لامرأة قيل إنّها أستاذة تعليم ثانوي تقضي ليلتها الباردة أمام أحد المساجد، موجة واسعة من الغضب والتساؤلات، خاصة بعد تداول شهادات لتلاميذ سابقين أكّدوا أنّها أستاذة لغة فرنسية عُرفت بكفاءتها ودرّست أجيالًا متعاقبة.

وفي هذا السياق، خُصّص جزء من برنامج «60 دقيقة» على إذاعة الديوان، من تقديم هدى الورغمي، للوقوف على حقيقة ما جرى، حيث قدّم توفيق بن جعفر، عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بفوشانة، توضيحات حول وضعية الأستاذة المعنية.





الصورة حقيقية… والوضعية إنسانية قبل كل شيء

أكّد بن جعفر أنّ الصور المتداولة حقيقية، وأنّ المرأة الظاهرة فيها هي فعلًا أستاذة لغة فرنسية متقاعدة، عملت لسنوات طويلة بمعاهد وإعداديات فوشانة والمناطق المجاورة. وأوضح أنّ نشر الصور من قبل تلامذتها السابقين لم يكن بدافع التشهير، بل بدافع الصدمة والبحث عن حلّ لوضعية إنسانية مؤلمة.

وبيّن أنّ الأستاذة تعاني منذ سنوات من اضطرابات نفسية، تفاقمت خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أنّ هذه الصعوبات كانت موجودة حتى قبل إحالتها على التقاعد، الذي تم منذ حوالي شهرين فقط.



وأضاف عضو النقابة أنّ السلطات المحلية تدخلت بسرعة، حيث تم الاتصال بالأستاذة واقتراح حلول عملية، من بينها نقلها إلى مؤسسات رعاية أو مرافقتها صحّيًا. غير أنّها، وفق قوله، رفضت كل المقترحات، وطلبت فقط إعادتها إلى منزلها، مؤكّدة أنّ لديها جراية تقاعد تمكّنها من تسيير شؤونها.

لكن، وبعد إعادتها إلى المكان الذي اختارته، عُثر عليها مجددًا في الشارع، ما يعكس، حسب بن جعفر، تعقّد الوضعية النفسية وصعوبة التعامل معها دون مرافقة مختصة ودائمة.


وأشار بن جعفر إلى أنّ الأستاذة كانت، خلال سنوات عملها، منغلقة على نفسها، رافضة في أغلب الأحيان أي تدخل أو مساعدة، سواء من الزملاء أو من محيطها، وهو ما صعّب مسألة الإحاطة بها في الوقت المناسب.

وشدّد على أنّ ما حصل ليس حالة معزولة، بل يسلّط الضوء على هشاشة منظومة الإحاطة النفسية، حتى بالنسبة لأشخاص يتمتعون بمكانة اجتماعية محترمة، مثل المربين الذين أفنوا حياتهم في تعليم الأجيال.


وختم عضو النقابة مداخلته بالتأكيد على أنّ القضية إنسانية بالأساس، داعيًا إلى عدم استغلالها أو تحويلها إلى مادة للتجاذب، ومشدّدًا على ضرورة التدخل العاجل والمتكامل من قبل العائلة والسلطات والهياكل المختصة، بما يضمن كرامة الأستاذة ويوفّر لها الرعاية النفسية اللازمة.

كما عبّر عن أمله في أن تتضافر الجهود لمرافقتها في هذه المرحلة الصعبة، مذكّرًا بأنّ المربي يستحقّ التكريم والرعاية، لا أن يُترك وحيدًا في نهاية مسيرته المهنية.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments

0 de 0 commentaires pour l'article 320805

babnet