في سياسة التسول

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/begging2014.jpg width=100 align=left border=0>


حمدي مسيهلي

من الطبيعي أن تتحصل على أدنى حقوقك دون الحاجة إلى تسولها أو استعمال أسلوب /التشحيت/ ودون الاضطرار إلى طأطأة رأسك ورسم ابتسامة صفراء على شفتيك علك تتحصل على مبتغاك فمجرد امتلاكك لحق ما يعتبر كفيلا بأحقيتك في الحصول عليه دون الحاجة إلى الاعتماد على أساليب فيها بعض الحط من شأنك.





هذا هو الطبيعي لكن عندنا يبدو الأمر مغاير تماما أو فلنقل أن القاعدة هي استعمال هذه الطريقة علك تجد حقك ويبدأ /التسول/ من مجرد التحية التي كثيرا ما يترفع كثيرون عن إلقائها في وجهك ويعتبرونها استنقاصا من قيمتهم وعادة ما يتفرس أحدهم مليا في ملامحك ينتظرك لتبادره بالتحية لتنزل عليه بردا وسلاما ولترضي نوعا ما غروره ليفكر فيما بعد هل يردها عليك أو يترفع عن ذلك ليجعلك تحس بأنك بصدد ممارسة تسول مقنع لكلمة طيبة يعتبرها البعض صك غفران أو ما شابه.

ولا يختلف الأمر كثيرا في وسائل نقلنا العمومية فأنت بحاجة عند ركوبها إلى التزود بكم هائل من مفردات /التشحيت/ التي تستطيع بها تجنب هيجان موظفيها فمن /بجاه ربي/ افتح الباب إلى /بربي/ أقف في المحطة مرورا ب/ براس أمك/ رجعلي الصرف لتجد نفسك في الأخير قد دفعت في سفرة واحدة بكثير من هذه العبارات التي تبعث في هؤلاء الإحساس العظيم بالنشوة الذي عادة ما يتولد لدى الكثير منهم عند تذللك إليهم.

أما في إداراتنا فحدث ولا حرج فتسول جودة الخدمات أمر لا مفر منه قد يبدأ بتلك العبارات أو غيرها مما ذكرنا سابق لتصل إلى تمرير بعض الأوراق النقدية علك تجد ضالتك وتتحصل على ما تريده فلا صوت يعلو فوق صوت الموظفين وجرب إن تخليت ولو قليلا عن طأطأة رأسك ورفعت رأسك لتتحدث بنبرة الواثق من نفسه ومن حقه حينها لن تجد لصوتك صدى وستجد عبارة أصبحت العبارة المحببة لديهم وهي : /برة اشكي/ لتسقط ضحية لأنفتك وترفعك عن هذه الممارسة.

وإذا تمكنت من الحصول على وظيفة دون الاضطرار إلى /تشحيتها/ وتسولها من أصحابها فانك تجد نفسك مضطرا إلى أتباع هذه الطريقة لتحقيق بعض الامتيازات فيها أو الحصول على ترقية معينة أو التقرب إلى من هم أعلى درجة منك فيها وحتى إن ترفعت واعتبرت هذا الأمر امتهانا من كرامتك فكن على ثقة انك وفي حالات كثيرة لن تبارح مكانك هذا إن واصلت فيه أصلا وأطردت ضحية لشفافيتك وأنفتك لأنه في الوقت الذي امتنعت فيه أنت عن التسول ذهب زملائك أشواطا كثيرة فيه.

ويخرج الكثيرون عبر برامج التلفزيون لتسول حقوق لم يستطيعوا الحصول عليها بالطرق العادية أو لتسول بعض العطف والرأفة وما يصاحبه من هبات العطوفين الرحماء أو حتى لتسول بعض الحب ممن جعل الزمان قلوبهم قاسية عليهم.

وحتى في الشأن السياسي فتسول الرضاء يتم عبر إلقاء الشعارات الرنانة والوردية وقد تتسول العفو من بعض المنحرفين ممن يعترضوك وحيدا في طريق مظلمة عادة ليسلبوك أموالك أو ليسلبوا إحداهن ما يسمى بأعز ما تملك أو حتى من نادل مقهى تأخر عليك في تقديم قهوتك وطبعا يبدو تسول بعض الأموال من الأصدقاء في شكل سلفة أكثر أنواعه انتشارا بيننا حينها تضطر إلى استعمال كل المفردات التي تعرفها لتحظى ببعض الورقات النقدية.
ويبدو الالتجاء إلى هذه الطريقة حلا لتفادي ماهو أسوء وطريقة ناجعة أحيانا كثيرة للحصول على ما تريده قد تكلفك البعض من عزة نفسك أو كرامتك ولكن لا تقلق فالكرامة أضحت تباع وتشترى وصارت هي كذلك تتسول..هذا إن بقي لها وجود أصلا ....






   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


13 de 13 commentaires pour l'article 30627

BenRhouma  (Tunisia)  |Samedi 18 Octobre 2014 à 07:38           
لله العزة ولرسوله وللمؤمنين

BenMoussa  (Tunisia)  |Vendredi 17 Octobre 2014 à 13:56           
كلام يعبر عن واقع مرير نعايشه كثيرا ولكن لا يجوز التعميم
وهو نتيجة طبيعية لـ60 سنة من الظلم والحقرة والدكتاتورية والقمع والخصاصة والفقر والتهميش وغياب التنمية وتدهور الاقتصاد والقضاء الفاسد والرشوة والمحسوبية والفساد الاداري والتبعية للاجنبي والانحطاط الاخلاقي......

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 17 Octobre 2014 à 09:12           
مقال طريف من قبل الثورة نفض عنه الغبار ليذكر الجميع بأن أهداف الثورة لم تتحقق بعد لأن المواطن الذي تتحقق به أهداف الثورة لم يغير ما بنفسه من تنكيل بأخيه المواطن في جل مواقع المسؤولية ولا يحق المطالبة بالكرامة ما لم تتحول لثقافة وسلوك يومي بين الجميع .

Keiser  (France)  |Vendredi 12 Novembre 2010 à 20:09           
On doit remercier celui qui nous corrige nos fautes. c’est comme ça qu’on peut avancer dans nos connaissances. en fait, je préfère qu’on traite des problèmes qui touchent notre vie quotidienne (sécurité sociale, éducation, …), que de parler sur des choses vagues.

Tunisiano  (Tunisia)  |Vendredi 12 Novembre 2010 à 19:31           
@ النسناس

bravo et merci !

babnet devrait songer à engager un linguiste pour réviser les textes avant de les publier.


النسناس  (Tunisia)  |Vendredi 12 Novembre 2010 à 19:09           
@hedi (germany)
لقد أخطأت في حسابك يا سيد هادي ، فهذه هي المرة الأولى التي أشير فيها إلى أخطاء بمقال حمدي مسيهلي و أتحداك إن وجدت غير ذلك .
ثم هل قلت كلمة سوء واحدة في حمدي مسيهلي ؟ هل وجهت له تهمة واحدة ؟ هل قلت كلمة سوء واحدة في ما كتبه ؟ لماذا دائما يا أيها المعلقون الأفذاذ تسمحون لأنفسكم أن تقولوا أي كلام و أن تبدوا أي رأي في ما ينشر في بابنات و تمنعون ذلك عن غيركم ؟ هل سيادتك ناطق رسمي باسم حمدي مسيهلي ؟ أم أنت محام عنه؟
ثم أسألك : هل أشرت إلى أخطاء غير موجودة في المقال ؟ هل كنت متجنيا على حمدي مسيهلي ؟ نحن يمكن أن نختلف في الرأي و لكن لا يمكن أن نختلف حول أخطاء في اللغة .
على كل ، إذا لم يعجبك تعليقي و اعتبرته سيادتك تجنيا على حمدي مسيهلي فطالب بتجريدي من الجنسية و أجرك على الله .
مع تحياتي يا سيد هادي .

Dido  (Tunisia)  |Vendredi 12 Novembre 2010 à 18:38           
Encore une des caractéristiques du sous développement (dans le mental surtout)à ajouter à la saleté des endroits publics , à l'agressivité ,aux visages fermés dans la rue ou dans les bus ,
aux bousculades (même s'il y 4 personnes devant un guichet)

Hedi  (Germany)  |Vendredi 12 Novembre 2010 à 18:34           
Oufitech mitnassniss ya nasness?winti ched goal lirrajel depuis son premier article

النسناس  (Tunisia)  |Vendredi 12 Novembre 2010 à 18:29           
يتضمن نص حمدي مسيهلي أخطاء كثيرة في التعبير و التركيب و اللغة . و من أخطاء اللغة نذكر ما يلي :
ـ 1 يبدو الأمر مغاير ـ و الصواب : يبدو الأمر مغايرا
ــ 2 فلنقل أن ـ و الصواب : فلنقل إن
ــ 3 مما ذكرنا سابق ـ و الصواب : مما ذكرنا سابقا
ــ 4 ذهب زملائك ـ و الصواب : ذهب زملاؤك
ــ 5 ممّن يعترضوك ـ و الصواب : ممّن يعترضونك .
هذا دون الإشارة إلى أخطاء في التعبير و التركيب .
نرجو من كتاب بابنات أن يهتموا بما يكتبون و أن يتثبتوا فيه لأن في ذلك احتراما للموقع و لزواره . و نعتقد أنهم في بعض الأحيان يستسهلون نشر نصوصهم في الموقع ظنا منهم أن ليس ثمة من هو مهتم بمثل تلك الأخطاء .
فاحترمونا يرحمكم الله نحترمكم .

Madi7a  (Tunisia)  |Vendredi 12 Novembre 2010 à 13:47           

التشحيت ولا الخبز اليومي لبرشة لتوانسة وكل واحد بش يوصل يحقق اغراضه يعمل هكة واكثر من هكة ومش مشكل لو كرامته تهانت اصلا هو ماشي بالمثل الي يقول اليد الي ما تقدرش عليها بوس وادعي عليها بالكسر ولا كان عندك عند الكلب حاجة قله يا سيدي
اما صوابع يدك مش قد قد فما برشة عندهم عنظزة وحتى لو تبدا روحهم في هاك الحاجة فانهم ما يتسولوهاش ويخليوها تضيع من بين يديهم قدام عينيهم

مراد  (Tunisia)  |Vendredi 12 Novembre 2010 à 12:26           
قد ما المقال يوجع القلب قد مافيه حاجات واقعية..وخاصة الجملة الاخيرة..ويني كرامتنا؟؟؟؟الله أعلم..ضاعت بين الساقين
شكرا مسيهلي على ها المقال الموجع

   (Tunisia)  |Vendredi 12 Novembre 2010 à 09:31           
شكرا لصاحب المقال...للأسف هذا واقعنا فعلا

Bibo  (Tunisia)  |Vendredi 12 Novembre 2010 à 01:58 | par             
Bravo hamdi..notre a bari atwan national ;)


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female