الدكتور أحمد السوقي: التلقيح ضد الورم الحليمي آمن وفعّال والحملة الرافضة تروّج لمغالطات خطيرة

في تدخل إذاعي عبر إذاعة "الديوان"، أكد الدكتور أحمد السوقي، أخصائي أمراض النساء والتوليد، أن التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري الذي أطلقته وزارة الصحة مؤخرًا هو تلقيح آمن وفعّال ومعتمد دوليًا، مشيرًا إلى أن الحملة الرافضة له لا تستند إلى أي أساس علمي، بل تروّج لمغالطات من شأنها تهديد الصحة العامة.
وأوضح الدكتور السوقي أن هذا التلقيح "ليس جديدًا"، بل يتم استعماله منذ أكثر من 15 سنة في أكثر من 140 دولة، وساهم بشكل مباشر في تقليص نسب الإصابة بسرطان عنق الرحم، الذي يُعد من أخطر أنواع السرطان التي تصيب النساء في سن الإنجاب.
وأضاف: "من غير المقبول أن تتحول قضية صحية وقائية إلى موضوع جدل وإثارة على مواقع التواصل، دون الرجوع إلى الأطباء والمختصين"، مؤكدًا أن التلقيح مرّ بكل المراحل العلمية والمخبرية اللازمة، وخضع لتقييم ومراقبة منظمة الصحة العالمية وهيئات رقابية طبية دولية.
كما شدد على أن الدولة لم تتخذ هذا القرار بصفة ارتجالية، بل بعد تقييم علمي دام سنوات، وأن اللقاح متوفر بصفة اختيارية ومجانية، ويستهدف الفتيات في سن 15 عامًا للوقاية من الإصابة المستقبلية بالفيروس.
وفي هذا السياق، أثارت طبيبة تونسية جدلًا واسعًا بدعوتها إلى مقاطعة التلقيح، وقيامها بحملة على وسائل التواصل الاجتماعي تحث الأولياء على التوقيع على وثيقة رفض في البلديات لمنع تطعيم بناتهم، مخالفةً بذلك التوصيات الرسمية لوزارة الصحة وعمادة الأطباء.
وختم الدكتور السوقي تصريحه بالتأكيد على أن "مهمة الأطباء هي توعية المواطنين بالحقيقة العلمية، وتفنيد كل حملات التخويف المبنية على الجهل أو التوظيف المغلوط للمعلومة"، داعيًا الأولياء إلى "استشارة أهل الاختصاص قبل اتخاذ أي موقف قد يضر بمصلحة بناتهم الصحية مستقبلاً".
انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري
يذكر أنه تنطلق اليوم الاثنين 7 أفريل 2025 الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري -المتسبب في الإصابة بسرطان عنق الرحم، وتشمل الفتيات في سن الـ12 عاما.يشار إلى أن عمليات التطعيم موجهة للتلميذات بالسنة السادسة أساسي بجميع المؤسسات التربوية العمومية والخاصة، فيما سيتم تلقيح الفتيات غير المتمدرسات بمراكز الصحة الأساسية.
ويعد سرطان عنق الرحم السبب الثالث للوفاة بالسرطان عند النساء في تونس، ففي سنة 2022 بلغ عدد حالات الوفاة بهذا المرض 210 حالات، فيما بلغ عدد المصابات 414.
وحسب تنسيقية البرنامج الوطني للتلقيح بوزارة الصحة فإن أكثر من 145 دولة أدرجت هذا التلقيح منذ سنة 2006، وهو ما مكن عديد الدول من القضاء على هذا المرض، مع التأكيد على أنه لم يتم تسجيل أي أثر سلبي خطير على الفتيات اللاتي تلقين هذا التلقيح حول العالم.
يُذكر أن عدد الوفيات الناجمة عن سرطان عنق الرحم يبلغ سنويا 300 ألف حالة وفاة حول العالم.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 306055