ماذا تريد فرنسا من الجزائر؟ قراءة دبلوماسية في التوتر المستمر بين البلدين

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/616fed486d0d15.70614862_iepojfmqhlngk.jpg width=100 align=left border=0>


استضافت فقرة Arrière plan على إذاعة الجوهرة الدبلوماسي التونسي والسفير السابق نجيب حشانة، لتحليل طبيعة العلاقات المتوترة بين فرنسا والجزائر، حيث تناول الحوار القضايا التي تشغل الرأي العام في البلدين، وسلط الضوء على أسباب التصعيد المتكرر بينهما.

توتر مستمر وسلسلة من الأزمات


أكد نجيب حشانة أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تعيش في دورة متكررة من التصعيد والتهدئة، وهو أمر تاريخي يحكمه إرث الذاكرة الوطنية الجزائرية. وأشار إلى أن الجزائر، منذ استقلالها، تتمسك بسيادتها وترفض أي تدخل في شؤونها، خاصة في ظل محاولات فرنسا فرض نفوذها بأساليب قال إنها "ملغومة بالهيمنة الاستعمارية الجديدة".




وأوضح أن فرنسا لم تستوعب الدرس من التغيرات التي طرأت على الجزائر، خاصة بعد الحراك الشعبي في 2019، مشيرًا إلى أن الجيل الجزائري الجديد يتمسك بسيادته بنفس صلابة الجيل الذي خاض الكفاح التحرري.

الجالية الجزائرية في فرنسا

تحدث حشانة عن الدور المحوري للجالية الجزائرية الكبيرة في فرنسا، واصفًا إياها بأنها "ذات وزن ثقيل سياسياً"، مما يجعلها أحد المحاور الأساسية في العلاقات بين البلدين. كما أشار إلى أن اليمين الفرنسي غالبًا ما يصعد من حدة التوتر مع الجزائر عندما يكون في السلطة.

أبعاد التوتر وتأثيره الإقليمي

فيما يتعلق بتداعيات هذا التوتر، أوضح السفير السابق أن العلاقات الفرنسية الجزائرية لا تؤثر مباشرة على العلاقات التونسية الفرنسية، لكنها تبقى تحت المراقبة في إطار التحولات السياسية الإقليمية. كما أشار إلى دور قضية الصحراء الغربية في تعميق التوتر بين الجزائر والمغرب، مع تأثيراتها على المواقف الفرنسية.

مخططات لزعزعة الاستقرار؟

وفيما يتعلق بالقراءات التي تشير إلى وجود محاولات فرنسية لزعزعة استقرار الجزائر، أكد حشانة أن هذه المحاولات ليست جديدة، بل تعود إلى فترة ما بعد الاستقلال. وقال إن "شراهة" اليمين الفرنسي للهيمنة على الجزائر تتجدد كلما عاد اليمين المتشدد إلى السلطة في فرنسا.

أفق العلاقات

خلص الحوار إلى أن العلاقات الجزائرية الفرنسية ستظل محكومة بالتجاذب التاريخي والسياسي، خاصة في ظل المصالح المتضاربة والذاكرة الاستعمارية الحاضرة. وبينما تحاول فرنسا استعادة نفوذها في إفريقيا، تبقى الجزائر حجر عثرة أمام هذه الطموحات.



يذكر أن وزارة الخارجية الجزائرية أصدرت بيانًا شديد اللهجة ردًا على تصريحات وزير الداخلية الفرنسي المتعلقة بترحيل المؤثر الجزائري "بوعلام"، مؤكدة أن قرار الجزائر بإرجاعه إلى فرنسا جاء بدافع الحرص على تمكينه من الرد على الاتهامات الموجهة إليه أمام القضاء الفرنسي.

خلفية الحادثة


وكانت فرنسا قد رحّلت "بوعلام"، وهو مقيم في فرنسا منذ 36 عامًا ويحمل بطاقة إقامة صالحة منذ 15 عامًا، إلى الجزائر حيث منعته السلطات الجزائرية من دخول أراضيها وأعادته في نفس اليوم إلى فرنسا.

وفقًا للبيان الجزائري، فإن المؤثر لديه ارتباطات اجتماعية وعائلية وثيقة بفرنسا، بما في ذلك أبناؤه من مواطنة فرنسية ووظيفته المستقرة. وأشارت الجزائر إلى أن هذه الروابط تمنحه حقوقًا قانونية واجتماعية كان سيُحرم من المطالبة بها أمام المحاكم الفرنسية والأوروبية بسبب قرار الطرد الذي وصفته بأنه "متسرع ومثير للجدل".

اتهامات بانتهاك الاتفاقية القنصلية


واتهمت الخارجية الجزائرية باريس بانتهاك الاتفاقية القنصلية الجزائرية-الفرنسية لعام 1974، مشيرة إلى أن الطرف الفرنسي لم يُبلّغ الجزائر بأي من الإجراءات المتعلقة بالمؤثر، بما في ذلك توقيفه، واعتقاله، واحتجازه، وقرار طرده.

وأكد البيان أن قرار الجزائر بإرجاع "بوعلام" إلى فرنسا جاء لضمان حقوقه القانونية وتمكينه من الدفاع عن نفسه أمام القضاء الفرنسي، في إطار مسار قضائي عادل ومنصف.

اتهامات لليمين المتطرف


كما وجّهت الجزائر انتقادات حادة إلى ما وصفته بحملة تشويه وتضليل تقودها جهات محسوبة على اليمين المتطرف في فرنسا، والتي زعمت أنها تستغل القضية لتحقيق مكاسب سياسية. وشددت الخارجية الجزائرية على أنها ليست منخرطة في منطق "التصعيد أو المزايدة أو الإذلال".
This article was created with the assistance of AI technology


   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 301101


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female