حسين الرحيلي: الأمطار الأخيرة رفعت منسوب السدود وتحسن الوضع المائي يتطلب إدارة حكيمة
أكد الخبير في التنمية والموارد المائية، حسين الرحيلي، في حوار إذاعي مع إذاعة "الجوهرة"، أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها تونس ساهمت في تحسين الوضع المائي ورفع منسوب السدود، خاصة في شهر ديسمبر، مشيرًا إلى أن الأوضاع الحالية أفضل مقارنة بالأعوام السابقة، لكنها لا تزال تتطلب إدارة حكيمة للموارد المائية لضمان استدامتها.
أوضح الرحيلي أن الأمطار التي شهدتها البلاد منذ أواخر أوت وحتى ديسمبر ساهمت بشكل كبير في رفع معنويات الفلاحين وتحسين الزراعة. وأشار إلى أن كميات الأمطار في بعض المناطق، مثل الوطن القبلي والساحل وجنوب تونس، تجاوزت مرتين ونصف المعدل السنوي، وهو ما يعكس تحسنًا ملحوظًا مقارنة بفترات الجفاف الطويلة التي عاشتها البلاد.
تحسن الوضع المائي بعد سنوات من الجفاف
أوضح الرحيلي أن الأمطار التي شهدتها البلاد منذ أواخر أوت وحتى ديسمبر ساهمت بشكل كبير في رفع معنويات الفلاحين وتحسين الزراعة. وأشار إلى أن كميات الأمطار في بعض المناطق، مثل الوطن القبلي والساحل وجنوب تونس، تجاوزت مرتين ونصف المعدل السنوي، وهو ما يعكس تحسنًا ملحوظًا مقارنة بفترات الجفاف الطويلة التي عاشتها البلاد.
وأضاف أن شهر ديسمبر كان مميزًا بالنسبة لمناطق الشمال الغربي وأقصى الشمال، حيث سجلت تساقطات تجاوزت 25 ملم متواصلة، مما أدى إلى زيادة الإيرادات المائية للسدود خلال شهر واحد إلى نحو 90 مليون متر مكعب.
منسوب السدود وأهمية الحوكمة
أكد الرحيلي أن نسبة امتلاء السدود ارتفعت إلى 22.4% بعد أن كانت عند 19.5% فقط. ومع ذلك، أشار إلى استمرار التحديات، حيث يظل سد سيدي سالم، أكبر سدود تونس، عند أدنى مستوياته التاريخية بنسبة 15.2%. وأوضح أن السلطات اضطرت لنقل مياه من سد بوهرمة إلى سد سيدي سالم لضمان توفير مياه الشرب لـ13 ولاية تعتمد عليه بشكل رئيسي.
وشدد على أهمية إدارة الموارد المائية بحكمة لتجنب الوصول إلى أزمة مائية مشابهة لما عاشته البلاد في السنوات الماضية. كما دعا إلى تغيير سياسات تعبئة الموارد المائية، مشيرًا إلى ضرورة استغلال المياه المتوفرة في المناطق غير المزودة بالسدود، لتجنب هدرها ووصولها إلى البحر دون استغلال.
تغير الخريطة المطرية وتأثيرها على الموارد المائية
أكد الرحيلي أن البلاد تعيش تحولًا في الخريطة المطرية، ما يتطلب تغييرًا في سياسات تعبئة المياه. وأشار إلى أن الأمطار الأخيرة كانت غزيرة في المناطق غير المزودة بالسدود، مما يبرز الحاجة إلى استراتيجيات جديدة لتجميع المياه في تلك المناطق.
وفيما يتعلق بمخاوف بعض المواطنين بشأن تأثير البنية التحتية الحديثة على مجاري الأودية، أكد الرحيلي أن الطرق والجسور لا تغير من مسارات المياه بشكل جوهري، لكن ضعف التساقطات في بعض الأشهر يجعل المياه تُمتص من قبل الأرض قبل وصولها للسدود.
رسالة أمل وتحذير
اختتم الرحيلي حديثه بالتأكيد على أهمية استغلال الفرص الحالية لتحسين الوضع المائي وتخفيف الضغط في السنوات القادمة، مشددًا على ضرورة الموازنة بين التفاؤل والحذر لضمان استدامة الموارد المائية. كما عبّر عن أمله في أن تستمر الأمطار في الفترة المقبلة لتدعم مخزون المياه وتساهم في موسم زراعي أفضل.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 300054