"يوم أسود" في أسواق المال العالمية: خسائر حادة وتنامي المخاوف من ركود اقتصادي

وكالات - شهدت أسواق المال العالمية اليوم انتكاسة حادة وصفت بأنها "يوم أسود"، حيث عمّقت مؤشرات الأسهم خسائرها بشكل لافت وسط تصاعد التوترات التجارية، وإصرار الإدارة الأمريكية على المضي في فرض رسوم جمركية جديدة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في ركود وشيك.

هبوط جماعي للمؤشرات العالمية

تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة تقارب 5% في تعاملات وصفت بالمتقلبة، فيما هبطت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنحو 5.7%، مما ضاعف من خسائر الأسواق الأمريكية التي قُدّرت بأكثر من 6 تريليونات دولار خلال الأسبوع الماضي فقط.

وفي أوروبا، كانت الخسائر أكثر عمقًا، حيث هبط مؤشر ستوكس 600 بنسبة 5.3%، بينما تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة لافتة بلغت 9.4%، وانخفض مؤشر البنوك الأوروبية بنسبة 4.8%، ما يعكس قلقًا متزايدًا في القطاع المالي الأوروبي.

الأسواق الآسيوية تتلقى ضربة موجعة

في آسيا، تراجعت الأسواق بشكل حاد، حيث أنهى مؤشر نيكي الياباني جلسة التداول على انخفاض بنسبة 7.83% عند مستوى 31136.58 نقطة، فيما خسر مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا نحو 7.79% مسجلًا 2288 نقطة.

وسجلت بورصة هونغ كونغ أسوأ أداء لها منذ 16 عامًا، مع هبوط بنسبة 12%، كما تراجع مؤشر سوق الأسهم الصينية بأكثر من 7%، في حين هوت أسهم عملاقي التكنولوجيا الصينيين، علي بابا وتينسنت، بنسبة 17% و12% على التوالي.

وفي كوريا الجنوبية، انخفض مؤشر كوسبي بنسبة 5.57%، بينما خسر مؤشر إس آند بي/إيه إس إكس 200 الأسترالي نحو 4.23%.

ردود فعل وتحذيرات دولية

قالت إيبك أوزكارديسكايا، كبيرة المحللين في بنك سويسكوت، في مذكرة تحليلية:

"أينما نظرنا هذا الصباح، نجد أنفسنا أمام حمام دم. مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هبط بنحو 4%، والأسبوع لم يبدأ بعد."

وشهدت الأسواق الأمريكية الأسبوع الماضي أسوأ أداء لها منذ أزمة جائحة كوفيد-19 عام 2020، حيث خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 6%، وتراجع مؤشر داو جونز بنسبة 5.5%، فيما هبط مؤشر ناسداك بنحو 5.8% عند إغلاق الجمعة.

تداعيات التوترات بين واشنطن وبكين

جاءت هذه التراجعات في أعقاب إعلان الصين عن فرض رسوم إضافية بنسبة 34% على السلع الأمريكية، ردًا على قرارات جمركية اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما أثار مخاوف المستثمرين من تصاعد نزاع تجاري واسع النطاق.

وفي هذا السياق، وصف المستثمر الأمريكي الملياردير بيل أكمان الوضع بأنه أشبه بـ"حرب اقتصادية نووية"، محذرًا في تصريحات عبر منصة إكس (تويتر سابقًا) من أن هذه السياسات قد تجر الاقتصاد الأمريكي والعالمي إلى أزمة عميقة، داعيًا الرئيس ترامب إلى مراجعة مواقفه تفاديًا لانهيار مالي محتمل.

الأنظار نحو مجلس الاحتياطي الفيدرالي

مع تفاقم الأزمة، بات المستثمرون يراهنون على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر، ربما مع حلول ماي المقبل، في محاولة لكبح التباطؤ الاقتصادي المرتقب وطمأنة الأسواق.