المواد المدرسية... والسوق الموازية

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/66d80e78682ab5.54094922_kghnjfeploqim.jpg width=100 align=left border=0>
هذه الأسعار قد تكون مجرد فخ لشراء الأولياء  الذين يتفاجأون لاحقاً  بتضخم تكاليفهم الإجمالية هذا ما يحصل في الفضاءات الكبرى في أغلب الأحيان...


بدرالدين الصغير (*)

في كل عام دراسي، يتوجه الكثير من الأولياء إلى السوق الموازية بحثاً عن أسعار منخفضة للمواد المدرسية معتقدين أنهم يوفرون المال لكن ما لا يدركونه هو أن هذا الخيار يحمل في طياته مخاطر صحية واقتصادية.

...

السوق الموازية يفتقر إلى الرقابة الصحية والمعايير اللازمة مما يرفع من احتمالية تعرض الأطفال لمواد ذات جودة منخفضة و حتى ضارة على سبيل المثال الصلصال المستخدم في الأنشطة الفنية قد يحتوي على مواد مسرطنة مما يعرض صحة الأطفال للخطر علاوة على ذلك تكون جودة هذه المواد غالباً منخفضة مما يؤدي إلى تآكل سريع واقتناء متكرر لها مما يزيد من التكاليف على المدى الطويل.

وكذلك في الكثير من الأحيان يتم تقديم منتجات بأسعار منخفضة جداً في السوق الموازية و حتى في الفضاءات الكبرى لجذب الزبائن وهو ما يُعرف بـ "article d'appel" أو "السلع الجاذبة".
هذه الأسعار قد تكون مجرد فخ لشراء الأولياء الذين يتفاجأون لاحقاً بتضخم تكاليفهم الإجمالية هذا ما يحصل في الفضاءات الكبرى في أغلب الأحيان...

للأسف بعض أصحاب المكتبات أيضاً يفتقرون إلى الخبرة أو يتصرفون بطريقة غير أخلاقية حيث يستغلون العودة المدرسية كفرصة لتحقيق أرباح كبيرة من خلال زيادة الأسعار في أوقات الذروة دون مراعاة حقوق الزبائن. هؤلاء التجار يستغلون ضغط الوقت والحاجة الملحة لبيع اللوازم المدرسية بأعلى الأسعار الممكنة، ما يثقل كاهل الأسر.

في مواجهة هذه المشاكل، يلعب الدور الرقابي التجاري والسلطات الجهوية والمحلية دوراً حاسماً كل سنة فهي من تتولى مسؤولية مراقبة الأسواق وضبط الأسعار والتأكد من مطابقة المواد المدرسية للمواصفات الصحية والجودة. فالرقابة الفعالة تساعد على حماية المستهلكين وضمان أن يتلقى الأطفال مواد مدرسية آمنة وعالية الجودة.

للحفاظ على صحة الأطفال وتجنب التكاليف غير الضرورية، يُوصى بالابتعاد عن السوق الموازية والبحث عن مصادر موثوقة للمواد المدرسية.
ولكن من الاكيد ان الاستثمارات في الجودة تكون غالباً أكثر فعالية على المدى الطويل حيث تدوم المواد لفترة أطول وتقلل من الحاجة إلى استبدالها المتكرر. كما أن تعزيز الوعي بين الاولياء حول شراء المنتجات التونسية هو استثمار في اقتصادنا الوطني ودعماً للمنتجين المحليين. عندما نختار المنتجات المصنوعة في تونس، نساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل. دعونا نشارك جميعاً في دعم الصناعة المحلية ونعزز من قوتها من خلال تفضيل المنتجات التونسية في اختياراتنا اليومية فهي اقل كلفة من المستورد الاروبي والصيني والهندي على حد سواء...

في النهاية، إن التوازن بين السعر والجودة يتطلب توعية وحذر. فالسعي لتحقيق القيمة الحقيقية للأموال المصروفة هو ما يضمن حماية صحة الأطفال ويقلل من النفقات الغير الضرورية.
ربي ينجح وليداتنا وان شاء الله ربي يعوض الأولياء خير ونعمة وبركة...
ناس قبل قالوا ما يكبر رأس الا ما يشيب رأس... عودة مدرسية ميمونة...

بدرالدين الصغير
كتبيي و عضو الغرفة الوطنية للكتبيين التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية Utica



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 293420


babnet
All Radio in One    
*.*.*