مكثر مدينة عريقة لازالت حضارات البربر والرومان والبزينطيين شاهدة على عراقتها.. حتى الاستعمار الفرنسي جعل منها مراقبة (اي ولاية) من جملة 16 مراقبة.. ومنذ الاستقلال وهي تعيش التهميش المستمر..

تهميش تعمّق وترسّخ بعد الثورة حيث اصبحت منصة اساسية.. لغرس المعتمدين من حزام السلطة من الاقارب والشلة تحت منطق المزرعة.. من اصحاب الكفاءة المنعدمة وزيادة تطلق ايديهم تحت دعم السلطة الحاكمة الطاغية..

آخرها هذا المعتمد الذي تسبب اليوم في كارثة اقدام شاب على حرق نفسه.. بعد المعاملة المهينة التي تعرض لها وهو ابن عائلة الاب والام معاقين.. تتضمن ثلاثة ابناء بطالين يعيشون الخصاصة والعوز.. لم يفتح لهم المعتمد التسجيل بهذه المساعدات من فتات الحكومة التي اقرتها لهذه الفئات..

وزيادة فقد استعمل ضدهم القمع والترهيب واستدعى ادوات الايقاف.. وهو يستعمل سلطة عمّقها ورسّخها لمدة ادارته البلاد لسنوات.. خلق فيها عصابات سلطة حوله من بينها عمد (على الاقل ثلاثة) وكاتب مخبر يلقى حماية من اتحاد الشغل..

مكثر في ظل هذه الشبكات الممثلة لعصابات مسنودة بالحكومة.. تعيش الفقر والخصاصة والتهميش وزيادة لضغط وباء الكورونا.. يزداد الحصار بقهر هذه العصابة واستبدادها وغطرستها للعباد ماديا ومعنويا.. والاختناق وصل حدوده القصوى ويبدو ان الامور تسير نحو التفجّر..

فالى متى ستستمر قبضة هذه العصابات ؟؟
والى متى يظل القضاء صامتا عن اجرامها؟؟

مكثر أعرق من أن تظل في قبضة المجرمين وحكم المافيات !!



(*) قانوني وناشط حقوقي

اقرأ أيضا: سليانة : شاب يضرم النار في جسده بمكثر