هل كتب علينا أن نذعن للمكتوب؟
من يشاهد المسلسل التونسي مكتوب سيقتقد حتما شخصبة الزعيم نيلسون مانديلا , فالقصة الأساسية فيه هي الميز العنصري المقيت الذي يعاني منه المجتمع التونسي وكأننا في جنوب إفريقيا أو زيمبابواى أما الحكايات الفرعية أو المدرجية فلا علاقة لها ببعضها ولا علاقة لها بالقصة الأصلية, مما ينم عن عدم تمكن من فن القص ولا من تقنياته وقد برز ذلك جليا في ضعف الحوار وفي المعجم اللغوي الهجين الذي لا بعكس اللهجة التونسية التي قال عنها طه حسين أنها أقرب اللهجات العربية الى اللغة العربية الفصحى.
ويظهر ضعف السيناريو أكثر في رسم الشخصيات فلا هي بالجاهزة ولا هي بالنامية و لا نظن كاتبه على إطلاع على هذه التقنيات في فن القص. وقد نهض بأداء هذه الشخصيات جملة من الممثلين نظن أن المخرج لملمهم على عجل من أماكن مختلفة فأغلبهم يؤدي دوره وكأنه تلميذ يستظهر محفوظة بلهوجة وارتباك مخافة أن ينسى جزءا منها فجاء أداؤهم باهتا سمجا ركيكا.
ويظهر ضعف السيناريو أكثر في رسم الشخصيات فلا هي بالجاهزة ولا هي بالنامية و لا نظن كاتبه على إطلاع على هذه التقنيات في فن القص. وقد نهض بأداء هذه الشخصيات جملة من الممثلين نظن أن المخرج لملمهم على عجل من أماكن مختلفة فأغلبهم يؤدي دوره وكأنه تلميذ يستظهر محفوظة بلهوجة وارتباك مخافة أن ينسى جزءا منها فجاء أداؤهم باهتا سمجا ركيكا.
سيناريو مفكك شخصيات تائهة ... وممثلون تنقصهم الموهبة
خذ لك مثلا شخصية المنحرف التي يؤديها عاطف بن حسين وهي شخصية عميقة و خصبة والرجل يؤديها بقصور ظاهر إذ يبالغ في الفحيح والنفخ وكأنه مصاب بربو مزمن, بينما دور الفتاة السمراء المضطهدة يسر تؤديه تلك الممثلة بطريقة فيها الكثير من السطحية, فكأنما طلب منها أن تؤدي دور فتاة بلهاء ساذجة ولو كان الأمر كذلك لنجحت نجاحا ساحقا . ولا يتسع المقام لذكر كارثية أداء أغلب الممثلين , فالتمثيل فن والفن كما عند برغسون هو الخلق والابتكار على غير ذي مثال سابق, بينما يفتقر أغلب من مثل في هذا المسلسل إلى الموهبة فضلا عن المعرفة والعلم .
أما المخرج فهو الفتى الوسيم خفيف الظل سامي الفهري والذي عرفناه منشطا لبرامج مسابقات ناجحة , فإذا به يقتحم ميدان الإنتاج فتمنينا له النجاح في تجربته الجديدة . ويبدو أنه تفطن إلى موسوعية معارفه وتعدد مواهبه فجرب فينا بكل استخفاف الإخراج في مسلسل مكتوب فأين درس الإخراج, ومن ساعده من كبار المخرجين ليتعلم منهم , هل عمل مع حمادي عرافة أو علي منصور أو الحبيب المسلماني؟
The player will show in this paragraph
لقد ظلمو الحنظل حين نعتوه بالمرارة . فالحديث عن مكتوب و غيره من سقطات المشهد الدرامي التونسي أشد مرارة لأن فيها استخفافا بالمشاهد التونسي واستبلاها لعقله وتعد على ذوقه .
فهل كتب علينا أن نذعن للمكتوب الذي قد يصبح مسلسلا مكسيكيا بأجزاء لا نهاية لها...
مصطفى اللطيف
الصريح
Comments
42 de 42 commentaires pour l'article 17200