السعودية... جاري تحميل الفوضى الخلاقة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/loading061117.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــــازن

كانت السعودية مستعدة لفعل أي شيء مقابل أن تطول الحرب السورية ويزداد القتال بين المعارضة المسلحة السورية و تنظيم داعش من جهة و كلاهما ضد نظام بشار من جهة أخرى. كانت الغاية الاولى والأخيرة تجنب وطأة الربيع العربي أو الفوضى الخلاقة التي بشرت بها كوندليزا رايس و أعدّ خطتها الكيان الصهيوني. ولعل الثورة التونسية قد فاجئت الجميع فانطلقت مبكرا، أي قبل أن يؤذن لها من طرف الكيان و أحلافه، فنالت ما نالت من الحظوة و الاعجاب الأشهر الاولى فنجت من دسائس الخارج ولكنها وقعت في فخ الداخل حتى بقينا نترنح بين الاستقرار والفوضى. أمّا بقية الثورات في أقطار العرب، وان كانت مشروعة، فقد أتت بشبح الخراب والهدم و الدمار و الانهيار الاقتصادي والمجتمعي وتفكيك وحدة الشعوب. لقد ألهبها التقاتل و الاستنجاد بالأجنبي حتى دوّلت الحروب و شرّد الناس فتاهوا في الصحاري وعبروا البحار ولازالوا يتقاتلون حتى تذهب ريحهم.

...

السعودية إذن كانت تستعد لساعة الانفجار لذلك كنت تراها تخوض حروب اليمن والشام و تسهم في قلقلة الأوضاع في هذه البلدان لعلها توقف لهيب الفوضى بعيدا عن حدودها ولكن هيهات. أضحت الظروف مجتمعة لمثل هذا الحدث : انقضاء اجل اتفاقية سايكس بيكو وارتفاع وتيرة العداء مع ايران وضعف علاقات الصداقة والمودة مع تركيا وكلاهما قوتان اقليميتان تحاولان الانتشار والتوسع في عالم عربي بخس تحكمه الأقزام. أضف إلى ذلك نهم امبريالي لا توقفه صفقات وعطايا الأمراء بل محاولة استحواذ للمال ولرأس المال ولعل طلب ترامب أن تنضم أرامكو العملاق البترولي السعودي الى بورصة نيويورك لأكبر دليل على هذا الطمع وتلك الشراهة الاستعمارية المفضوحة. يضاف لهذه العوامل التاريخية والجغرافية انقضاء أولاد الملك الراحل عبد العزيز اذ يعتبر الملك سلمان آخر الأولاد اذا استثنينا الأمير متعب الذي زهد في الحكم لأبناء أخوته. وبذلك يلوح حكم الأحفاد، وهم كثر، طاحنا لوحدة الأرض السعودية الذي أفنى الجدود دهرا طويلا لتجميع قبائل العرب وحفظ أمنها و كنوزها و الاشراف على مناسك الحج وعلى المسجدين الحرام والنبوي.

ما يحدث هذه الايام من صراع شديد على سدة الحكم تراوح بين السجن والعزل والنفي و تحكّم في شريان الاقتصاد لدليل على أنّ ساعة الصفر قد قربت وأنّ عاصفة الفوضى الخلاقة قد اقتربت من أكبر الدول العربية وأغناها. لكن الامبريالية و الصهيونية سيتخذون حتما طريقا مغايرا اذ لا يسمح المكان والزمان بالتطاحن المدمر كما حصل ويحصل في سوريا ولا الأوجاع والجوع والأوبئة كما يحصل في اليمن بل يكمن الحل في الطريقة المصرية اذ تنقلب أطراف مطبّعة أو قابلة للتطبيع على أطراف أخرى فيمكّن لها بالقوة والعتاد ثم تقسّم بينهم أرض العرب فيفوز الآبق بالشرق و يفوز التقي بالغرب و يتحصل من لا لون له على الصحراء. هكذا ستحقن نوعا ما الدماء و ستحفظ الحدود فلا ينزعج الكيان ولا جيرانه و يطمئن المسلمون الى حجّهم ككل عام فتجربة القرامطة سوداوية لا يمكن أن يجود بها التاريخ ثانية لأنها قد تأتي على الأخضر واليابس.
رحم الله الملك عبد العزيز لمّا وحّد قبائل العرب تحت راية مميزة ورحم الله الملك فيصل الذي قال لا لمّا وجب الامتناع و حفظ الله مناسكنا التي بتنا لا نملك أن نحفظها أو ندافع عنها و رعى الله أهل الجزيرة العربية من أين انطلق الأجداد فاتحين ناشرين للدين السمح ولسنة نبيّه الرسول الكريم أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 150355


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female