طارق الكحلاوي: عنوان المرحلة القادمة "التطبيع أو الموت"
في برنامج "هنا تونس" الذي يُبث على إذاعة الديوان، قدم الأكاديمي والمحلل السياسي طارق الكحلاوي رؤيته حول الأوضاع الجيوسياسية الراهنة، في حوار شامل تناول أبرز التحديات التي تواجه المنطقة، مع تسليط الضوء على دور تونس في مواجهة تلك التحديات. وركز الكحلاوي على ما وصفه بـ"المرحلة الانتقامية المقبلة"، والضغوط الإقليمية والدولية المتصاعدة، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
في مستهل حديثه، أشار الكحلاوي إلى التحولات الجيوسياسية الكبرى في المنطقة، مؤكّدًا أن مشروع "الشرق الأوسط الجديد" لم يحقق أهدافه بعد. واعتبر أن الساحات الفلسطينية والسورية شهدت تفككًا أدى إلى استغلال المشروع الصهيوني للوضع لتحقيق تقدم استراتيجي. وأكد أن الغطرسة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو تُعد من أبرز العوامل التي تُسهم في تكوين خصوم جدد وتعميق الصراعات.
المشهد الجيوسياسي: تحولات كبرى ومرحلة انتقامية
في مستهل حديثه، أشار الكحلاوي إلى التحولات الجيوسياسية الكبرى في المنطقة، مؤكّدًا أن مشروع "الشرق الأوسط الجديد" لم يحقق أهدافه بعد. واعتبر أن الساحات الفلسطينية والسورية شهدت تفككًا أدى إلى استغلال المشروع الصهيوني للوضع لتحقيق تقدم استراتيجي. وأكد أن الغطرسة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو تُعد من أبرز العوامل التي تُسهم في تكوين خصوم جدد وتعميق الصراعات.
كما أشار إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي حذّر فيها من تداعيات سياسات الاحتلال الإسرائيلي، معترفًا بأن القمع والقتل الذي يمارسه الاحتلال سيُنتج أجيالًا جديدة من الخصوم. وأكد الكحلاوي أن المعركة لا تزال مستمرة، وأن العامل الديموغرافي يُمثل عنصر قوة للفلسطينيين.
الدور التونسي: بين الحكمة والمواجهة
تحدث الكحلاوي عن أهمية دور تونس في هذه المرحلة الحرجة، مشددًا على ضرورة تبني استراتيجية حكيمة لتجنب الانزلاق نحو التوترات الداخلية. وأوضح أن القانون المتعلق بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني يُشكل موقفًا سياسيًا جريئًا ولكنه قد يؤدي إلى تداعيات دولية وإقليمية في المستقبل.
وأكد أن تونس قد تواجه ضغوطًا اقتصادية وسياسية شديدة، مشيرًا إلى ما وصفه بـ"سياسة التطبيع أو الموت"، حيث قد تستخدم القوى الدولية النفوذ الاقتصادي لممارسة الضغط على الدول التي ترفض التطبيع.
الوحدة الوطنية: ركيزة أساسية
دعا الكحلاوي إلى تعزيز الوحدة الوطنية كخطوة ضرورية لمواجهة التحديات القادمة. وأوضح أن تحقيق هذه الوحدة يتطلب تقليل التوترات بين مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية في البلاد، سواء في الدولة أو المعارضة. وأكد أن المصالحة الوطنية يجب أن تُبنى على التسامح وقبول الآخر، وليس على الإقصاء.
وأشار إلى ضرورة إعادة النظر في المرسوم 54، معتبرًا أنه قد يساهم في تخفيف التوتر الداخلي وخلق مناخ أكثر إيجابية لبناء الوحدة الوطنية.
الاقتصاد والعاصفة الجيوسياسية المقبلة
أكد الكحلاوي أن تونس بحاجة إلى التركيز على تحسين الوضع الاقتصادي واستغلال الجوار الإقليمي، خاصة مع الجزائر وليبيا، لتعزيز الاستقرار الاقتصادي. كما حذر من عاصفة جيوسياسية كبيرة تلوح في الأفق، مشددًا على ضرورة الاستعداد لها عبر تحسين الحوكمة الديمقراطية وتعزيز الوحدة الوطنية.
اختتم الكحلاوي حديثه بالتأكيد على أن العلاقة بين المسألتين الديمقراطية والوطنية وثيقة، ولا يمكن الفصل بينهما. ودعا إلى تبني نهج شامل يعزز الوحدة الوطنية ويواجه الاستبداد الخارجي، مع التركيز على بناء قدرات داخلية قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 300338