رئاسية 2024 : تونس .. التاريخ والحضارة
تعيش تونس خلال هذه الفترة على وقع الانتخابات الرئاسية، إذ سيتوجه التونسيون نهاية الأسبوع الحالي إلى مكاتب الاقتراع لاختيار رئيس للجمهورية للخمس سنوات القادمة.
وفي ما يلي نبذة عن تاريخ تونس والحضارات التي تعاقبت عليها.
وفي ما يلي نبذة عن تاريخ تونس والحضارات التي تعاقبت عليها.
// التاريخ والحضارة :
============
الحضارة القبصية :
مدينة قفصة (365 كلم جنوب غرب تونس) هي "بوابة الصحراء وأقدم مدن القارة الإفريقية"، وتعود حضارتها إلى ما يقرب من سبعة آلاف عام (مؤرخون).
وتسمية قفصة هي اشتقاق عربي للتسمية اللاتينية "كاپسا".
وازدهرت الحضارة القبصية ما بين 7000 قبل الميلاد حتى 5000 قبل الميلاد، وهي من حضارات ما قبل التاريخ في تونس، في المناطق الداخلية بشمال أفريقيا، حيث تقع في منطقة البحيرات المالحة الكبرى، قرب مدينة قفصة.
وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى "قبصة" عاصمتها، التي تعرف الآن باسم قفصة. وتم العثور على معالم الحضارة عن طريق الحفريات، وكان القبصيون يمارسون طقوس عباداتهم بالمعابد ويدفنون فيها موتاهم.
الحضارة القرطاجية :
استقر الفينيقيون في السواحل التونسية وامتزجوا مع السكان الأصليين من البربر في حدود القرن 12 قبل الميلاد، وأنشؤوا عدة مستوطنات سرعان ما تحولت إلى إمبراطورية تجارية كبرى بحلول القرن 7 قبل الميلاد، وظهر فيها قادة "عظام" على غرار يوغرطة وحنبعل.
ونافست قرطاج روما حتى سنة 146 قبل الميلاد عندما هُزمت قرطاج على يد الرومان الذين احتلوها لقرابة 8 قرون قادمة.
الحضارة الرومانية :
امتد الحكم الروماني بتونس من سنة 146 قبل الميلاد إلى سنة 413 ميلادية، واتخذ من "أوتيكا" عاصمة له، ثم تحول إلى قرطاج بعد إعادة بنائها.
وأدخل الرومان المسيحية إلى تونس وأحدثوا بها نهظة حضارية وعمرانية كبيرة شملت مئات المدن في دقة ونابل (نيابوليس) ومكثر (مكتاريس) والكاف (سيكافينيريا) وأوذنة (أوثينا) وسوسة (هدرومتوم) والجم (تيسدروس) وغيرها.
الفترة الوندالية :
في القرن الخامس ميلادي، قامت القبائل الوندالية (فرع من القبائل الجرمانية) القادمة من شمال شرق أوروبا باقتطاع أجزاء من الإمبراطورية الرومانية وأسسوا دولتهم في شمال إفريقيا واتخذوا من قرطاج مركزا لها، ثم قاموا لاحقا بتخريب مدينة روما وألحقوا بها أضرار جسيمة.
الفترة البيزنطية :
انهزم الوندال سنة 530 ميلادية على يد القبائل البربرية ما شجع البيزنطيين على احتلال شمال إفريقيا والسيطرة على قرطاج سنة 533 ميلادية.
واتجه البيزنطيون في إدارة البلاد على نفس النهج الروماني إلى حين فتحها من قبل المسلمين في القرن السابع ميلادي.
الحضارة الإسلامية :
حاول العرب المسلمون القادمون من الجزيرة العربية فتح شمال إفريقيا وتحديدا تونس منذ سنة 647 ميلادية ونجحوا في ذلك بالكامل سنة 697 ميلادية.
ونجحت الهجرات العربية الواسعة في تسريع عملية تعريب كامل منطقة شمال إفريقيا ونشر الدين الإسلامي بها.
وتأسست في تونس عديد الدول ذات المرجعية العربية الإسلامية، وهي على التوالي الدولة الأغلبية والدولة الفاطمية والدولة الصنهاجية والدولة الحفصية، وتركوا بها عديد الشواهد، التي لا تزال ماثلة إلى اليوم، على غرار جامع عقبة بن نافع وجامع الزيتونة وجامع المهدية بالإضافة إلى فسقية الأغالبة وغيرها.
الحكم الاسباني :
امتد الحكم الاسباني في تونس قرابة 40 سنة (من 1535 إلى 1574 م)، حيث قدم الإسبان إلى تونس بعد أن استنجد بهم السلطان أبو عبد الله محمد الحسن وبقيت البلاد محل صراع بينهم وبين العثمانيين الذين استنجد بهم رشيد أخ السلطان.
الحكم العثماني :
أصبحت تونس سنة 1574 إيالة عثمانية وسمي على رأسها باشا يمثل السلطان العثماني وتداول على حكمها الدايات ثم البايات المراديون ثم البايات الحسينيون الذين حكموا البلاد حتى سنة 1957 تاريخ قيام الجمهورية التونسية الحديثة.
الحماية الفرنسية :
انتصبت "الحماية الفرنسية" بتونس سنة 1881 بعد أن كانت البلاد خاضعة للحكم العثماني.
واستقلت تونس في 20 مارس 1956، وقامت الجمهورية في 25 جويلية 1957 وأصبح الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية.
الجمهورية الأولى :
تولى المجلس القومي التأسيسي سنّ دستور 1959، وأرسى نظاما جمهوريا رئاسيا يُنتخب فيه رئيس الجمهورية لمدة خمس سنوات.
ودامت فترة الجمهورية الأولى إلى حدود سقوط نظام زين العابدين بن علي (خلف الحبيب بورقيبة) في 14 جانفي 2011 بعد انتفاضة شعبية ضد حكمه، ووضع دستور جديد للبلاد سنة 2014.
الثورة والجمهورية الثانية :
انطلقت يوم 17 ديسمبر 2010 أحداث ثورة ضد حكم بن علي أدت إلى سقوطه في 14 جانفي 2011.
وصادق المجلس الوطني التأسيسي سنة 2014 على دستور جديد يرسي نظاما برلمانيا مختلطا يعطي صلاحيات واسعة للبرلمان على حساب السلطة التنفيذية، التي يتولاها رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية (مع صلاحيات أكبر لرئيس الحكومة).
الجمهورية الثالثة :
أدت أزمة سياسية في البلاد، زادت حدتها سنة 2021، إلى اتخاذ رئيس الجمهورية قيس سعيد جملة من الإجراءات والتدابير وتفعيل الفصل 80 من دستور 2014 ما أفضى بالخصوص إلى حل البرلمان ووضع دستور جديد للبلاد، جرى الاستفتاء عليه بتاريخ 25 جويلية 2022.
وأعطى الدستور الجديد صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية وأحدث غرفتين نيابيتين تم تركيز الأولى (مجلس نواب الشعب) بعد انتخابات تشريعية في 17 ديسمبر 2022، ثم جرى تركيز الثانية (المجلس الوطني للجهات والأقاليم) بعد انتخابات محلية في 24 ديسمبر 2023.
النظام السياسي : جمهوري منذ سنة 1957.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 295059