استئصال الارتجاف الأذيني، رحلة سنوات توجت بنجاح يحسب للمرفق العمومي الصحي

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/66cf6f626b5254.62485211_fiopgemjknhql.jpg width=100 align=left border=0>
 رئيس قسم أمراض القلب والشرايين بمستشفى الرابطة، الأستاذ محمد سامي المورالي


يعد استئصال مرض الإرتجاف الأذيني أو ما يعرف بدقات القلب غير المنتظمة باعتماد جهاز متطور تقنيا وتكنولوجيا بعيدا عن العلاج التقليدي، سابقة في تاريخ تونس المصنفة الأولى في شمال إفريقيا بعد نجاح الفريق الطبي بقسم القلب بالمستشفى الجامعي الرابطة، يوم 19 أوت الحالي، في علاج ثلاثة مرضى يعانون من هذا المرض.

ويعود هذا النجاح، كما تحدث رئيس قسم أمراض القلب والشرايين بمستشفى الرابطة، الأستاذ محمد سامي المورالي، في لقاء مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء، إلى الفريق الطبي المختص الذي عمل لسنوات على متابعة مختلف التطورات التكنولوجية في مجال Rythmologie، وشارك أعضاؤه في عدة مؤتمرات حول العالم تناولت آخر التقنيات في هذا المجال في ظل الانتشار الكبير لمرض دقات القلب في أرجاء المعمورة.

...

وأوضح المورالي إن هذا الانتشار الواسع للمرض دفعهم نحو الاشتغال على أن يكون المرفق العمومي الصحي رائدا وسباقا في اعتماد التكنولوجيات الحديثة لعلاج المرضى التونسيين، مضيفا قوله "توّج تعب السنين بتعزيز المستشفى بجهاز... اقتنته وزارة الصحة بتمويل من وزارة الشؤون الاجتماعية الممثلة في الصندوق الوطني للتأمين على المرض، وذلك في إطار الشراكة مع الرابطة لتعزيز الخدمات الإستشفائية والعلاجية المتطورة.

وأكد أن هذا النجاح الطبي يمثل إنجازا تونسيا حصريا إذا ما وقع مقارنته بدول أخرى، منها الولايات المتحدة الأمريكية التي لم يمض 6 أشهر على تسلمها شهادة رسمية لإستغلال هذه التقنية كما أن عددا قليلا من المراكز الصحية في أوروبا اعتمدت هذه التقنية في استئصال الارتجاف الأذيني.

رحلة علاج دقات القلب غير المنتظمة: نجاح تونسي يفضي إلى إستبدال الكيّ والأقراص بالعملية:

وشهد علاج الارتجاف الأذيني في تونس مراحل علاجية متطورة من المداواة بالأقراص إلى الكيّ بالذبذبات الحرارية ذات التصوير ثلاثي الأبعاد، وصولا إلى إجراء عملية بجهاز تقني حديث حقق نتائج سريعة وناجعة ومضمونة على 3 مرضى بينهم حالة مرضية معقدة، خضعوا للعلاج بواسطته تحت إشراف إطارات طبية وشبه طبية وفق ما أفادت به الأخصائية في أمراض القلب والمختصة في نبضات القلب غير المنتظمة، الأستاذة سناء والي.

وأوضحت الدكتورة والي أنّ 2 بالمائة من الكهول في تونس يعانون من الارتجاف الأذيني وكانت طرق علاجهم تقليدية، قائلة "منذ أن كنت طبيبة مقيمة كان العلاج فقط بالأقراص ونسبة النجاح دون المأمول ثم تطور التدخل الطبي إلى الكيّ La radio frequence وهو تحديد مكان خروج الدقة لحرقها وهو الأمر نفسه بالنسبة إلى الارتجاف الأذيني إذ ندرك أن العروق المسترسلة من الرئتين هي السبب فنقوم بكيّ كل النقاط المحيطة بها".

وبينت أن عملية مداواة دقات القلب غير المنتظمة تختلف من مريض إلى آخر مضيفة " في بداية العلاج نعطي المريض دواء وفي صورة الدقة نعالجه بوسائل أخرى تكون أنجع وأقوى".

وكشفت الدكتورة والي حجم المعاناة في مداواة مريض واحد إذ تستغرق مدة العلاج بجميع مراحلها من تشخيص وتخدير أربع ساعات على الأقل وبالتالي يقضي الفريق الطبي يوما كاملا في علاج مريضين أو ثلاثة في أقصى الحالات، في المقابل سيمكن هذا الجهاز من مداواة أكبر عدد من المرضى في حصة صباحية واحدة، موضحة " التدخل الطبي بالتقنية الحديثة له إيجابيات أهمها تقليص الخطر على المريض وضمان نسبة نجاح عالية وتوفير وقت للوصول إلى أكبر عدد من المرضى".

وقال الدكتور مورالي "ستساهم الآلة في حماية المريض كما الطبيب من آثار أشعة الكيّ ولن يتجاوز معدل التدخل الطبي على المريض الواحد 45 دقيقة على أقصى تقدير".

نجاح محفز للطموح في قسم القلب:

"دائمًا ارتدِ ابتسامة لأن ابتسامتك هي سبب ابتسامة الكثيرين الآخرين"، مقولة علقت في قاعة القسطرة بقسم أمراض القلب بالرابطة، هذه القاعة الشاهدة على نجاح أول عملية استئصال للارتجاف الأذيني باستعمال التقنية المتطورة، وهو ما زاد من سقف طموح الأستاذة والي المتمثل في تعميم العلاج على الأطفال الذي يمثل تحديا كبيرا لسببين أولهما لتخصص المستشفى الجامعي الرابطة في علاج دقات القلب غير المنتظمة لدى الأطفال وثانيا ليكون العلاج متاحا للتونسيين دون استثناء.

تقول سناء والي "هدفنا علاج كل مريض داخل المرفق العمومي التونسي دون الحاجة إلى نقله خارج البلاد، يجب أن يعالج في تونس في مستشفى عمومي وهو ما يستدعي تظافر كل المتدخلين لمساعدتنا على أمل تعزيز القسم بأكثر معدات تضمن لكل مريض العلاج في أحسن الظروف".

وأكد الدكتور سامي المورالي أن المفاوضات انطلقت مع وزارة الشؤون الإجتماعية قصد التوصل إلى إمضاء اتفاقية مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض للتكفل بمصاريف علاج الارتجاف الأذيني بالجهاز الطبي الحديث، معتبرا أن عالم طب القلب يتطور ويتغير وستحمل السنوات القادمة معها أجهزة متطورة وتقنيات وتكنولوجيات أكثر حداثة.

ومن المنتظر أن تجرى عمليات أخرى بقسم القلب بالمستشفى الجامعي بالرابطة لإستئصال الارتجاف الأذيني من 22 إلى 26 سبتمبر القادم.

وتتسبب دقات القلب المضطربة أو الارتجاف الأذيني في الجلطة الدماغية وقصور القلب نتيجة عدم العلاج المبكر حال الشعور بضيق في التنفس أو تسارع غير طبيعي لدقات القلب وكلما تأخر العلاج كانت مداواته أصعب ويعد التخطيط على القلب ECG الخطوة الأولى للتثبت من سلامة نبضه.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 293134


babnet
All Radio in One    
*.*.*