إثر سهرة ناجحة لعرض "الزيارة" في صفاقس للسنة العاشرة على التوالي: المنتج محمد بوذينة يكشف عن مشروع فني جديد سيرى النور في غضون سنتين ونصف

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/66ac8b4c002517.44906429_fhogipjkqnlme.jpg width=100 align=left border=0>


على وقع أنغام الفن الصوفي التونسي الأصيل، الذي حلق بعشاقه في سماء الروحانيات ونشوة التخميرة، قضى جمهور مهرجان صفاقس الدولي، مساء الخميس، أحلى الأوقات وأمتعها مع العرض الفرجوي الزيارة للفنان"سامي اللجمي" يحدوه شوق العودة الى أصول هويته الثقافية المتجذرة، وموروث شعبه الغني بالملاحم والأنغام الموسيقية الصوفية وإخراجها من غياهب النسيان، وذلك ضمن إحدى سهرات الدورة 44 لمهرجان صفاقس الدولي.

ووسط توضيب ركحي محكم، متناغم مع الفن الصوفي الروحاني، من ديكور وإضاءة وتقنيات صوتية وكوريغرافيا، مما أضفي جمالية وطابعا فرجويا مميزا، انطلق عرض "الزيارة"، بقيادة الفنان سامي ،اللجمي ومشاركة أكثر من 100 عنصر بين منشدين، وموسيقيين، وراقصين، وهو عرض يقام على ركح المسرح الصيفي سيدي منصور للمرة العاشرة على التوالي، ليمتع الجمهور الذي سجل حضوره بشكل لافت، بلوحات فنية تعبيرية مستوحاة من الموروث الثقافي العربي الإسلامي، حضرت فيها الزيارة المتجذرة في عمق موروثنا الثقافي الموسيقي التونسي بمختلف ملامحها، والإبتهالات، والمدائح، وآيات من ذكر الله الحكيم، و"السناجق"، والشموع و"التخميرة" ورائحة البخور التي عبقت رائحتها في أرجاء المسرح الصيفي سيدي منصور، وزغاريد النسوة... وغيرها

...


هذه النسائم الفنية للصوفية الروحانية، حلقت بجمهور مهرجان صفاقس الدولي
في سماء الروحانيات والأغاني الصوفية على مدى قرابة ساعتين ونصف من الزمن، وذلك في تصميم كوريغرافي متناغم مع أجواء الفن الصوفي والروحاني.

وقد تضمن عرض "الزيارة" للفنان سامي اللجمي، إعادة توزيع الأناشيد الصوفية بلمسات فنية مستحدثة، مستخدما تقنيات مبتكرة مثل اللعب بالظل وخلق أجواء مبهرة تخطف الأنظار في محاولة لإعادة تشكيل للعادات والطقوس التي تعتمد خلال زيارة الأولياء الصالحين، وذلك انطلاقاً من مخزون بعض الطرق الصوفية، على غرار الطريقة العيساوية نسبة لسيدي "امحمد بن عيسى"، المعروف بإسم والي مكناس، والشيخ الكامل، والطريقة العامرية لصاحبها سيدي ومؤسسها سيدي عامر المزوغي.

وبمختارات من الفن الصوفي التونسي الأصيل، على الطريقتين ،العيساوية والعوامرية، على غرار "هيا نزورو سيدي النبي شعشع نورو"، و" "راكب عالحمراء" بصوت الفنان منير الطرودي، و"أم الزين الجمالية " " و"السيدة المنوبية" و"شيخي عبد القادر" و" يا بابا عامر" و"صيد عقارب" و"يا للا جيتك بدخيل"، و"نغارة"، و"سيدي بوعلي النفطي"... وغيرها من النوبات، نجح الفنان سامي اللجمي، رفقة عناصر فرقته، في شد انتباه الجمهور الحاضر منذ بداية العرض حتى نهايته، وأبهره، وأسر وجدانه إلى حد الإبحار به في الروحانيات ونشوة التخميرة.

عرض الزيارة للفنان سامي اللجمي، الذي يعتلي ركح المسرح الصيفي سيدي منصور بصفاقس، للمرة العاشرة على التوالي .. هذا العرض النوعي والمميز القائم على الفرجة والإيقاع، رغم أنه نظريا عرض قديم و"بات مستهلكا" وفق البعض، غير أنه في الواقع نجح في حجز مكانة في وجدان الجمهور، مما حدى بهم إلى التسابق والإسراع بقطع تذاكر وحجز أماكن في مدارج المسرح الصيفي سيدي منصور، قبل أيام من موعد العرض وهو ما أكده الكثير من الحاضرين في تصريحات متطابقة لوات حيث عبروا عن مشاعر
"الانتشاء والتخميرة والانبهار بالتعبيرات الفنية الصوفية بأسلوب متجدد، التي لقوها في عرض الزيارة، والعودة إلى الجذور".

وقد صرح بعضهم بأن متعة المتابعة والتفاعل متجددة، "بدليل أنهم واكبوا عرض الزيارة في عدة مناسبات ولا يزال الشوق يحدوهم إلى متابعته مجددا"، وفق تعبيرهم.

وجدير بالذكر، أن عرض الزيارة للفنان سامي اللجمي، لا يقتصر على كونه مجرد آداء موسيقي، بل هو تجربة روحية تتيح للجمهور إستكشاف جماليات الفن الصوفي التونسي التقليدي بروح فنية عصرية تتلائم مع فن الفرجة.

روح التجديد، الذي ما فتئ سامي اللجمي رفقة الفريق العامل معه، أن يضفيها على عرض الزيارة من سنة إلى أخرى، لمسها الحاضرون أيضا في اللقاء الصحفي التي تم عقدها بعد العرض، حيث على غير العادة أمنها منتج عرض الزيارة، محمد بوذينة رفقة عدد من الفريق العامل في العرض من منشدين.

وأكد منتج عرض الزيارة، محمد بوذينة، خلال هذا اللقاء الصحفي، على أنه "فضلا عن مشروع الزيارة الذي سيظل قائما، يتم الإشتغال حاليا على مشروع فني جديد يعتمد أكثر على فن الفرجة، سوف يرى النور في غضون سنتين ونصف كأقصى تقدير.

وأضاف أن "عرض الزيارة فضلا عن كونه عرضا فنيا إلا أنه مشروع ثقافي مبني على المؤسسات، حيث يمكن أن يكون أنموذجا يحتذى به لخدمة الصناعات الثقافية في تونس"، وفق تقديره.

من جهته، أفاد أحد المنشدين في عرض الزيارة، أنه "رغم المحافظة على هيكل عرض الزيارة، وإمتاع مختلف جماهير جهات الجمهورية بتراثها وموروثها الموسيقي الصوفي الخاص بها، إلا أن الفنان سامي اللجمي رفقة الفريق العامل معه، يسعون إلى تقديم لوحات فنية صوفية متجددة برؤية معاصرة"
مشيرا إلى أنه "ليس كل ما يغنى في عرض الزيارة مستوحى من التراث، بل هناك إنتاجات خاصة ".



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 291883


babnet
All Radio in One    
*.*.*