المنستير: افتتاح معرض "أعماق" للفنّان التشكيلي علي البرقاوي

<img src=http://www.babnet.net/images/7/artsplastiques.jpg width=100 align=left border=0>


افتتح مساء الأربعاء بالمركب الثقافي بالمنستير معرض تحت عنوان "أعماق" للفنّان التشكيلي علي البرقاوي.
ويضم هذا المعرض الذي يتواصل إلى غاية 23 فيفري الجاري، 20 لوحة بأحجام وتقنيات مختلفة منها تسع لوحات أنجزت بالتقنية المزدوجة والبقية بالأكريليك. ورسمت جل اللوحات سنة 2023 باستثناء لوحتي "أعماق" و"حمامة" سنة 2024 وأربعة لوحات أخرى سنة 2022.
واختيار "أعماق" عنوانا لهذا المعرض فيه إحالة إلى أعماق البحر والبواطن والتراث والتاريخ، فالفنّان التشكيلي عليّ البرقاوي اشتغل في هذه اللوحات على الضوء والظلام ونوّع في المادة المستعملة فوظف لحاء النخيل، ورمل البحر، والمرقوم التونسي ورموزه وألوانه الضاربة في القدم، والحروفية. ولاحظت الفنانة التشكيلية ومديرة المركب الثقافي بالمنستير أميرة البكوش أنه تجاوز في عدّة لوحات حدود إطار اللوحة فضلا عن الحضور الملفت للسمك واللون الأزرق ولون الأرض في جلّ الأعمال.
واعتبر شكري التليلي المندوب الجهوي للشؤون الثقافة بالمنستير في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن احتضان المركب الثقافي بالمنستير لهذا المعرض هو استقطاب لكلّ الطاقات والمبدعين في مختلف المجالات وهو أيضا دفع للفنّان التشكيلي علي البرقاوي لمزيد البذل والعطاء والإبداع. وأكد الحرص على الإحاطة بالفنانين التشكيلين والمسرحيين والموسيقيين بولاية المنستير التي تتميز بعمقها الثقافي الكبير وبالعدد الهامّ من المثقفين والمثقفات مما يجعل الأرضية خصبة لنجاح أي عمل ثقافي تشهده الجهة وفق تعبيره.
...

وسبق أن احتضن المركب الثقافي معرض "شخصيات تروي التاريخ" للفنان التشكيلي علي البرقاوي ثم معرضه "نوافذ" واليوم "أعماق" وجميعها تروي حكاية عشق فنّان تشكيلي تونسي لتاريخ تونس وحضارتها العريقة الضاربة في القدم، وولهه باللوحات التي رسمتها الطبيعة على امتداد سواحل الجمهورية التونسية من شمالها إلى جنوبها وفي أعماق بحارها وفي واحاتها الخلابة وعمارتها المميزة.
واختار علي البرقاوي الغوص في أعماق تاريخ وتراث وطنه وحضارته التونسية بحثا عن الهام سرعان ما تشبع به ليمسك بريشته ويرسم لوحات هي الأقدر من الكلام على إيصال أحاسيسه وأفكاره. فقد حاول في أغلب لوحات معرضه "أعماق" أن يطلق صرخة من أجل المحافظة على الموروث الذي تركه لنا أجدادنا ، والموروث الطبيعي كالواحات التي لا تقدر بثمن.
واختلفت التجربة التشكيلية لعلي البرقاوي في "شخصيات تروي التاريخ" و"نوافذ" و"أعماق" فقد كان مولعا جدّا بفن البورتريه أي رسم الوجوه ولكن كان لديه أيضا إحساس آخر تجاه طبيعة بلده وتراثه والمناخ الذي يعيش فيه ورغبة في التعبير بريشته عن ذاك الإحساس أو الأحاسيس التي كانت تخالجه فكان لابّد له من البحث عن تقنيات جديدة غير الرسم الزيتي فوجد ضالته في الأكريليك والتقنية المزدوجة.
ووظف في العديد من اللوحات إطار اللوحة لتصبح معبّرة أكثر ولتكون هناك شفافية إلى جانب مواصلته الاشتغال على الضوء والظل والإضاءة بصفة عامة إذ اعتمد علي البرقاوي كثيرا في تقنيته على الفتحات فكلّ فتحة ترمز إلى مشهد معيّن وكأنّها النافذة المطلة على الطبيعة، وعلى الزوارق المختلفة الأشكال التي تعكس خصوصية كلّ جهة ، والنافذة التي تفتح على الذاكرة لاسترجاع لحظات من طفولة هذا الرسام التشكيلي.
وحاول البرقاوي الاستعانة بعصارة تجربته الطويلة في مجال الرسم ليشتغل قرابة ثلاثة سنوات لإعداد لوحات "أعماق" قبل أن يقرر عرضها للجمهور العريض وهو يهتم كثيرا بانطباع الزائرين ويسعد بوصول فكرته إلى الجمهور المتلقي وتقارب قراءتهم مع قراءته.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 282231


babnet
All Radio in One    
*.*.*