قوانين مهجورة وواقع قانوني مثير للجدل: منير بن صالحة يوضح

في حلقة صباح الأربعاء من برنامج "صباح الورد" على إذاعة جوهرة أف أم، استضاف الصحفيان حاتم بن عمارة وخليفة بن سالم المحامي منير بن صالحة في فقرة "الدنيا وما فيها"، حيث تم التطرق إلى مواضيع قانونية شائكة أثارتها المسلسلات الرمضانية، إلى جانب الحديث عن القوانين المهجورة التي لا تزال سارية في تونس رغم عدم تطبيقها بصفة منتظمة.
المسلسلات الرمضانية بين الخيال والواقع القانوني
المسلسلات الرمضانية بين الخيال والواقع القانوني
أثار الأستاذ منير بن صالحة النقاش حول بعض الأخطاء القانونية التي وردت في الأعمال الدرامية التونسية خلال شهر رمضان، خاصة في ما يتعلق بالوصية والميراث والهبة. وأوضح أن بعض المسلسلات قدمت مغالطات قانونية قد تؤثر على فهم المواطنين للقانون، مثل تصوير إمكانية الاستحواذ على الأملاك عبر وثيقة غير موثقة رسميًا، وهو أمر غير قانوني.
وأكد أن عدول الإشهاد والمحامين لهم أدوار واضحة في تحرير العقود، وأن الهبة أو التنازل عن الأملاك يجب أن يتم وفق إجراءات قانونية مضبوطة، وليس عبر بصمة على ورقة بيضاء كما تم تصويره في بعض الأعمال الدرامية. كما شدد على أن القانون التونسي واضح فيما يخص الميراث، حيث ينص الفصل 179 من مجلة الأحوال الشخصية على أنه "لا وصية لوارث" إلا بموافقة بقية الورثة.
القوانين المهجورة: بين الإلغاء والاستغلال
من بين المواضيع الأكثر إثارة التي تم التطرق إليها، مسألة القوانين "المهجورة" في المنظومة القانونية التونسية. وأوضح بن صالحة أن هناك العديد من القوانين التي لا تزال سارية المفعول، لكنها نادرًا ما تُطبق، مثل الفصل 96 من المجلة الجزائية، الذي كان غير معروف قبل سنة 2011، لكنه أصبح أحد أكثر القوانين استخدامًا بعد الثورة لمحاكمة مسؤولين بتهمة الفساد المالي والإداري. كما تحدث عن قانون قديم يعود إلى عهد البايات، ينص على منع دخول "الهمج" إلى المدن الكبرى مثل تونس وسوسة وصفاقس، حيث كان يُمنع المواطنون القادمون من المناطق الداخلية من المبيت في العاصمة، وكانوا يُرحّلون إلى مناطقهم الأصلية. وأكد أن هذا القانون لم يتم إلغاؤه رسميًا، مما يجعله نظريًا قابلاً للتطبيق، حتى لو كان ذلك غير منطقي في السياق الحالي.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 305445