جدل حول حرية اللباس والتنمر على اللاعبين عيسى الدوني ونعيم السليتي

في مداخلة على إذاعة الديوان أف أم، أثار النقاش حول حرية اللباس والتنمّر على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار صورة للاعبين عيسى الدوني ونعيم السليتي التي تعرضت لتعليقات سلبية لم تتعلق بأدائهما الرياضي، بل بأسلوب لباسهما وانتماءاتهما الشخصية.
حرية اللباس وازدواجية المعايير؟
حرية اللباس وازدواجية المعايير؟
أشار المتداخلون إلى أن نفس الأشخاص الذين يدافعون عن حرية اللباس في سياقات معينة، يتجاوزون ذلك عندما يتعلق الأمر بالخيارات الشخصية للأفراد الذين يختارون لباسًا محافظًا أو يعبرون عن هويتهم الدينية، معتبرين ذلك ازدواجية في المعايير.
من يحق له محاسبة الآخرين؟
تم طرح تساؤل جوهري حول من يحق له أن يكون رقيبًا على الآخرين؟، حيث أكد المتحدثون أن لكل فرد الحق في اختيار أسلوب حياته دون أن يكون عرضة للتنمّر أو الإقصاء بسبب ذلك. بين حرية الاختيار والتنمّر الإلكتروني
تم التأكيد على أن المجتمع يجب أن يحترم الاختلافات، سواء في اللباس أو الفكر، وألا يتحول إلى منصة لإطلاق الأحكام والتصنيفات الجاهزة، خاصة في فضاء الإنترنت الذي أصبح يشهد تصعيدًا في الخطاب السلبي والتعصب غير المبرر. الشيخ أحمد بوعزيز يوضّح أسباب انتشار "الإسلاموفوبيا" ويحذّر من تداعياتها
في مداخلة على إذاعة الديوان أف أم، ضمن برنامج ويكند على الكيف، تناول الشيخ أحمد بوعزيز ظاهرة الإسلاموفوبيا وانتشارها المتزايد في تونس، محذّرًا من تداعياتها على المجتمع التونسي، الذي يُعتبر بلدًا ذا أغلبية مسلمة. ما أسباب انتشار الإسلاموفوبيا؟
أوضح الشيخ بوعزيز أن ظاهرة الإسلاموفوبيا ليست حديثة، بل تعود جذورها إلى الغرب، حيث بدأ تداول المصطلح منذ سنة 1997، لكنه انتشر بقوة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، إذ ربطت بعض الحكومات والمنظمات الغربية الإسلام بالإرهاب، ما أدى إلى تنامي خطاب الكراهية ضد المسلمين. كما أشار إلى أن الإعلام الغربي يسلّط الضوء فقط على بعض الأحداث الإرهابية، متجاهلًا الأغلبية الساحقة من المسلمين الذين يعيشون بسلام، سواء في الدول الإسلامية أو في المجتمعات الغربية.
أسباب العداء الموجّه ضد الإسلام
- أسباب تاريخية: تحدث الشيخ عن العداء الذي أظهرته بعض الفئات تجاه الإسلام منذ زمن النبي محمد -، بسبب عدم تقبّل بعض الأقليات لظهور الرسالة الإسلامية من خارج محيطهم. - الصراع بين الحق والباطل: اعتبر الشيخ أن العداء ضد الإسلام ليس مجرد صراع سياسي، بل هو صراع عقائدي بين الحق والباطل، حيث تسعى بعض القوى إلى تشويه صورة الإسلام وإلصاق التهم به.
- دور المنظمات السرية: أشار إلى وجود منظمات تعمل على زرع العداء ضد الإسلام، مثل بعض الجماعات المتطرفة والماسونية، التي تتبنّى حملات لتشويه الدين الإسلامي.
التكفير وخطاب الكراهية داخل المجتمع التونسي
- الشيخ بوعزيز حذّر من انتشار ظاهرة التكفير داخل المجتمع، حيث أصبح البعض يهاجم الآخر باسم الدين دون علم أو دراية، معتبرًا أن الجهل هو السبب الرئيسي في هذه الظاهرة. - وذكّر بأن الإسلام دين تسامح وتعايش، مستشهدًا بتعامل النبي محمد - مع غير المسلمين، مؤكدًا على ضرورة العودة إلى التعاليم الصحيحة للدين.
مظاهر الإسلاموفوبيا في تونس
أشار الشيخ إلى أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت فضاءً لنشر خطاب الكراهية ضد الإسلام، حيث يُنتقد أي شخص يُظهر مظاهر تدينه، سواء بارتداء الحجاب أو بنشر محتوى ديني. - كما نبّه إلى أن هناك حملة ممنهجة تسعى لتصوير الإسلام على أنه دين رجعية وتخلّف، داعيًا إلى ضرورة مواجهة هذه الادعاءات بالعلم والمعرفة.
الرسالة الختامية
دعا الشيخ بوعزيز إلى تعزيز قيم حسن الظن بين الناس، والابتعاد عن التنمر والسب والشتم في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى ضرورة نشر خطاب التسامح والاعتدال بين أفراد المجتمع.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 304889