الحجز المبكر: الترويج الرقمي خيار إستراتيجي
ريم الخماسي
تولي وزارة السياحة اهتمامًا بالغًا بالسياحة الداخلية، نظرًا لدورها الحيوي في تنشيط الحركة السياحية، وكونها رافدًا اقتصاديًا هاما، إذ تسهم حاليًا بنسبة 25% من إجمالي النشاط السياحي، وتسعى الوزارة إلى مضاعفة هذه النسبة لتبلغ 50% خلال السنوات القادمة.
وفي هذا السياق، أعلنت الوزارة عن رؤية موحّدة للترويج الرقمي للسياحة الداخلية ، تهدف إلى إرساء منظومة رقمية متكاملة تعتمد على الحجز المبكر كآلية أساسية لتحسين جودة الخدمات السياحية، وتفادي الاكتظاظ خلال فترات الذروة.
وتُعد هذه الرؤية بمثابة خارطة طريق شاملة لتحديث المنظومة السياحية، من خلال تطوير بنية تحتية رقمية موحدة تشمل قنوات الحجز الإلكتروني، وأنظمة الإدارة الذكية، إلى جانب تعزيز آليات الترويج الرقمي عبر منصات موحدة وأدوات تسويقية متطورة، بما يواكب التحولات الرقمية ويستجيب لتطلعات السائح التونسي.
وتركّز الرؤية بشكل خاص على تحفيز السياحة الداخلية من خلال تقديم عروض وأسعار تفاضلية موجهة للتونسيين ، خلال العطل المدرسية، بما يعزز من إقبال العائلات على الوجهات المحلية. كما تشمل الرؤية تطوير سياحة الإقامة في المناطق الداخلية ، في خطوة تهدف إلى تحقيق عدالة تنموية بين الجهات ، وتخفيف الضغط الموسمي على المناطق السياحية التقليدية.
كما تشدد الوزارة على أهمية تظافر جهود مختلف المتدخلين في القطاع ، من جامعات مهنية إلى منصات الحجز والمطاعم السياحية، بما يضمن تكامل الأدوار. وقد تجسّد هذا التوجه عمليًا من خلال إطلاق المنصة الرقمية الموحدة للمطاعم السياحية ، التي تهدف إلى تجميع العروض المتوفّرة من حيث الأسعار والخدمات، مع مراعاة خصوصيات العائلات التونسية والسياح المحليين.
ولضمان استدامة هذا التوجه، أكدت الوزارة على ضرورة التقييم المستمر من خلال أدوات تتبع وتحليل لقياس رضا الحرفاء وتحسين الأداء، إلى جانب اعتماد نماذج تشغيل جديدة ترتكز على التجارب السياحية المبتكرة، مع الالتزام بجودة الخدمات كشرط أساسي لاستقطاب السائح المحلي.
وتندرج هذه الجهود ضمن إستراتيجية متكاملة، تعكس إيمان وزارة السياحة بأهمية السائح التونسي ودوره المحوري في دعم الاقتصاد الوطني وتنشيط الحركة السياحية على مدار السنة، لاسيما في الجهات الداخلية.





Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 319752