الأستاذ رضا مقني: كتابات فرحات حشاد مصدر أساسي لفهم الحركة النقابية في تونس

<img src=http://www.babnet.net/images/3/farhatthached.jpg width=100 align=left border=0>


اعتبر الأستاذ رضا مقني أن العمل الذي أنجزه الباحث الأسعد الواعر في جمع وترتيب نصوص فرحات حشاد هو "مصدر أساسي لا غنى عنه لكل من يريد فهم التاريخ الاجتماعي والنقابي الحقيقي لتونس"، مؤكدا أن هذه المقالات والخطب والرسائل "تعيد إلينا صوت حشاد كما هو بعيدا عن الصور المختزلة والمتداولة". بهذه الكلمات افتتح مقني مداخلته خلال اللقاء المخصص لتقديم الجزء الثالث من سلسلة "في فكر فرحات حشاد - مقالات 1949" الصادرة عن دار محمد علي للنشر، والذي انتظم اليوم السبت 6 ديسمبر 2025 بقاعة الريو بتونس العاصمة.
وأوضح مقني أن هذه المقالات تتيح قراءة مدققة لواقع النقابات القطاعية في تلك الفترة مثل النقابات الفلاحية ونقابات النقل والبريد. كما تكشف تطور العمل النقابي وانتشاره الجهوي وطبيعة علاقات الاتحاد العام التونسي للشغل بالمنظمات المحلية والدولية. وأضاف أن النصوص المنشورة توضح أيضا التوترات التي عرفتها الساحة النقابية ومنها الخلافات مع "الجامعة العامة للشغل" التي كانت تنشط حينها في شمال إفريقيا، مبينا أن حشاد نفسه كان يستعمل مصطلح "شمال إفريقيا" بدل "المغرب العربي".
وأشار إلى أن هذه الوثائق المجمعة في الكتاب تساعد في فهم العلاقات الخارجية لحشاد ومنها شكاياته المبكرة إلى الأمم المتحدة سنة 1949 والتي تعكس وعيا سياسيا متقدما بطبيعة الصراع الوطني وأهمية التضامن الأممي.

وفي تقييمه لمساهمة الواعر، ذكّر مقني بمحاولة الباحث عمر سعيدان في ستينات القرن الماضي لجمع كتابات حشاد، مضيفا أن عمل الواعر تجاوزها من حيث التوسع والدقة، إذ اعتمد ترتيبا  زمنيا صارما وضم مئات المقالات الجديدة التي لم تكن معروفة من قبل.



واستنادا إلى عملية إحصائية أجراها، أبرز مقني أن الجانب الاجتماعي يهيمن بوضوح على كتابات حشاد حيث تتركز عشرات المقالات حول الأجور والعقود المشتركة والمنح والبطالة وظروف العمل، وهو ما يعكس تكوينه النقابي والفكري المتأثر بتجربته داخل الـ CGT  قبل سنة 1944. ويظهر هذا التأثر بحسب رضا مقني في المعجم المستعمل مثل مصطلحات "الرأسمالي" و"البروليتاري" و"الرجعي" وفي اهتمامه الدائم بقضايا العدالة الاجتماعية.
كما سلط الضوء على حضور الجانب الاقتصادي في مقالات حشاد، خصوصا في تناوله لمسائل الأسعار وهيكلة الأجور والتمييز بين مناطق شمال البلاد وجنوبها والفوارق بين العامل التونسي والفرنسي في الإدارة والمناجم والصناعة. وقال إن هذه النصوص تكشف رؤية واضحة لفرحات حشاد تقوم على الربط الدائم بين النضال الاجتماعي والنضال السياسي وهو ما يجعل فكره سابقا لزمانه. واستشهد بكلمة حشاد الشهيرة سنة 1952: "السياسة هي التي تحدد مصير حياة الشعب".



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 319819


babnet