القصرين : الطبيبة سوسن عارمي ..قلب نابض بالعطاء والعزيمة الصادقة وروح المسؤولية

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/67cda5cd54c718.66179198_ijqfgmkeolhnp.jpg width=100 align=left border=0>
Photo Credits TAP


(تحرير وات/ لطيفة مدوخي )- كل يوم تنطلق بحماس وإصرار ، متجاوزة الصعاب والتحديات ، لتقدم أفضل ما لديها من خبرة ومعرفة، سواء في متابعة الحمل أو في إجراء العمليات القيصرية أو في تقديم الإستشارات الطبية أو في إستقبال المرضى من الرضع .. بحرص طبيبة إنسانة متفانية في تأمين سلامة وصحة مرضاها.

بروح تنبع بالإخلاص والعزم، تحرص على تحقيق راحة وسلامة كل مريضة ، فالطب بالنسبة إليها ليس مجرد مهنة ، بل رسالة انسانية تحملها في كيانها بكل إيمان وشغف ومسؤولية .





بإتسامتها الدافئة وصبرها اللامحدود وخبرتها العميقة وحبها الكبير لمهنة الطب ، تتابع الدكتورة سوسن عارمي المختصة في أمراض النساء والتوليد والأستاذة المبرزة في كلية الطب بسوسة ، عملها بتفانٍ في قسم طب أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجهوي "بدر الدين العلوي" بالقصرين ، حيث تكرس وقتها في رعاية صحة المرأة ، ضمن فريق متكامل ومنسجم يعمل بتنسيق وتعاون تام يجمعه هدف واحد .

بشغف لا ينطفئ ، تمارس عارمي مهنتها... بين يديها يزهر الأمل، وفي قلبها يسكن الإخلاص ، كل نبضة تستمع لها ، كل جرح تداويه، وكل مريض تواسيه ، هو جزء من رحلتها التي اختارتها بقلب كبير يسكنه العطاء والعزيمة الصادقة ..

بعيون لامعة تشع فرحا، تتحدث الدكتورة سوسن عارمي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء عن أسعد لحظات مهنتها قائلة " ما أجمل أن تهب أمّا الفرحة.. عندما أقوم بتوليد إمراة وأضع طفلها بين ذراعيها لأول مرة ، وحينما يعلو صوت بكائه وترتسم السعادة على وجه الأم وتنهمر دموعها الممزوجة بالراحة ، في تلك اللحظة أدرك أن تعبي وسهري كانا يستحقان كل ثانية، وأشعر بأنني جزء من معجزة الحياة ، شاهدة على ولادة الأمل والحياة، فليس هناك شعور أروع من أن تكون سببا في رسم السعادة على وجه أم ".

وتردف قائلة " نحن الأطباء قد سخّرنا الله لمساعدة المرضى ، لقد منحني الله هذه الموهبة وسأحرص على ألا أقصر رغم الصعوبات والنقائص.. أريد مواصلة مهنتي بجهتي القصرين التي عدت لحضنها ذات جانفي 2023 بعد أن أكملت مشواري الدراسي في مجال الطب، وبعد العمل في فرنسا لمدة سنتين كاملتين وفي مستشفى شارل نيكول بالعاصمة لمدة 4 سنوات..لقد قرّرت العودة لمساعدة جهتي استجابة لنداء الواجب في ظل النقص الفادح في أطباء الإختصاص وفي التجهيزات."

بهدوء وثقة ، تروي الدكتورة سوسن عارمي لحظة إعلان قرارها " لم أنس نظرات الذهول والإستغراب التي ارتسمت على وجوه زملائي ورفاقي عندما أخبرتهم بقراري ، كانت حيرتهم مشروعة لكنني كنت أرى ما لم يروه ، لم يكن القرار سهلا ، لكنه كان نداء داخليا قويا لم أتمكن من تجاهله"..

وأضافت "هنا يفتقر المستشفى الجهوي بالقصرين للإمكانيات المادية والبشرية ، وتحتاج النسوة إلى رعاية قد تكون بالنسبة إليهن طوق نجاة .. هنا أين الحاجة ملّحة وتصنع الفوراق وجدت هدفي الحقيقي.. فإلى حدّ هذه اللحظة لم أندم على قدومي لمستشفى القصرين رغم التحديات والصعوبات ورغم الاغراءات المتعدّدة للعمل في الخليج وفرنسا وألمانيا ، ورغم الفرص الكبيرة المتاحة في القطاع الخاص"..

في نهاية مناوبتها، تجلس الدكتورة سوسن عارمي في زاوية هادئة من مكتبها وتواصل حديثها بصوت مليء بالعزم " لتكمل مشوار العطاء يجب أن تكون قويا جدا ومثابرا.. فالعطاء الحقيقي ليس مجرد لحظة حماس ، بل رحلة طويلة مليئة بالتحديات والضغوط، في كل يوم أواجه نقص التجهيزات والتحديات الصعبة التي تفرضها المهنة ، لكنني أدرك أن الإستسلام ليس من صفاتي، هناك قلوب تنتظر الأمل وتحتاج إلى الآمان والرعاية ، لهذا عليّ أن أصمد وأقاوم الإحباط والتعب ، وأن أواصل المشوار بروح لا تعرف الإنكسار ، فالقوة ليست في غياب الصعوبات بل في القدرة على تجاوزها، وهذا ما يضفي على رحلتي أكثر قيمة ومعنى ."

وبعد يوم طويل ومرهق في المستشفى ، تعود الدكتورة إلى منزلها بمدينة سبيطلة ( مسقط رأسها ) ، لتجلس مع أفراد عائلتها وتشعر بالراحة والسكينة قائلة "عائلتي هي سندي الدائم ، منها أعيد شحن طاقتي ، في احضانهم أنسى التعب ، وأجد القوة لمواصلة طريقي .. حين أضع رأسي على كتف أمي أو أسمع كلمات التشجيع من والدي أو أضحك مع أخوتي ، أشعر بأنني قادرة على مواجهة كل الصعاب من جديد.. هم الذين يمنحونني الحافز عندما أشعر بالإنهاك، وهم الذين يذكرونني لماذا اخترت هذا الطريق وعشقته منذ نعومة أضافري.. وبفضلهم ، أستيقظ كل يوم بروح جديدة مستعدة لمواصلة العطاء بكل حب واخلاص ."

وعن مشوارها الدراسي، تتحدث الدكتورة سوسن عارمي ل (وات) بفخر عن رحلتها الطويلة قائلة " مشواري الدراسي كان عنوانه النجاح ، لكنه لم يكن سهلا أبدا بل كان مليئا بالتحديات ، ممزوجا بلحظات التعب والإرهاق ، لكنني كنت مؤمنة بأن لكل مجهود ثمرة ولكل تعب نجاح ، كنت أرى حلمي أمامي ، وأدرك أن الطريق قد يكون طويلا وشائكا لكنه يستحق كل خطوة.. فكل كتاب قرأته ، كل إمتحان إجتزته ، كل تحدٍّ تجاوزته ، كان يضيف لبنة جديدة في بناء طموحي.. واليوم أنا أمارس مهنتي بكل حب وأدرك أن ذلك الجهد لم يذهب سدى ."

بين جدران قسم أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجهوي بالقصرين ، تكتب الدكتورة سوسن عارمي كل يوم قصة جديدة من العطاء ، تسابق الزمن لإنقاذ حياة ما، وتمسح دمعة خوف وقلق بإبتسامة.. بقلب ينبض حبا وعطاء وبروح لا تعرف الكلل والملل تقول عارمي " سأظل أمضي قدما لأنني ببساطة خلقت لأمنح الحياة نورا جديدا " .



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 304502


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female