واخذ احياء هذه الذكرى، الذي انطلق منذ يوم 2 مارس، عدة اشكال وابعاد جمعت بين رمزية المناسبة وبين الاستشراف لبحث مستقبل افضل للمنطقة ورؤية واضحة لدعم مسار التنمية وذلك من خلال ندوة علمية اهتمت بافاق الاستثمار المحلي بمعتمدية بن قردان، ارادت منها لجنة الندوات ان تكون فرصة للبحث في مكامن الاستثمار بالمنطقة والتعريف بالفرص المتاحة للمستثمرين في مجالات عدة من خلال تثمين خصوصيات معتمدية لها من الميزات التفاضلية الكثير للاستثمار في التراث المحلي وفي المجال السياحي والفلاحي والصناعي والصناعات التقليدية، مع الاستفادة من مشاريع كبرى من شانها ان تغير وجه المنطقة مثل منصة اللحوم الحمراء والمنطقة الصناعية والمنطقة اللوجستية.

---

---

وفي هذا السياق، تناولت الندوة، التي اشرف على اشغالها والي مدنين وليد الطبوبي واثثها ثلة من المختصين كل في مجاله، التراث المحلي كمجال داعم للتنمية ببن قردان التي تتوفر على مخزون تراثي هام من تراث طبيعي من بحيرة بكل مكوناتها، و70 كلم من السواحل، ومحمية، وجزء من الصحراء، الى جانب تراث ثقافي مادي من خلال قصور واثار المدينة وبوقرنين مع تراث ثقافي غير مادي تكونه صناعات تقليدية متنوعة ومواسم الجز وجني الزيتون ومهرجان الفروسية وزيارة التوي وغيرها من المكونات التي تجعل التراث مجالا واسعا للاستثمار سياحيا واقتصاديا واجتماعيا وخلق مواطن شغل وديناميكية، وفق المحاضر لزهر الجويلي.
واستعرض مندوب الصناعات التقليدية سليم الغنجة، بالمناسبة، فرص الاستثمار في هذا المجال والخصوصيات التي تتميز بها بن قردان ومقوماتها من موروث حرفي هام ومواد اولية كبرى كالصوف والوبر والجلود، وسوق (سوق ليبيا) ومزار للتونسيين لسياحة التسوق، الى جانب عدد هام من الحرفيين يبلغ 655 حرفيا مسجل في عدة اختصاصات.
اما سياحيا، فان معتمدية بن قردان تحمل واجهة على البحر على طول 65 كلم مع جزء من الصحراء وقبلة لسياحة التسوق، الا انها لم تستثمر في هذه الخصوصيات سياحيا ولم ترتق بالتسوق الى المستوى السياحي وهو ما يتطلب تطوير هذه السياحة لاعتبارها خصوصية المنطقة ولا منافس لها في المجال، وفق المندوب الجهوي للسياحة هشام المحواشي الذي اكد انها من شانها ان تكون مجالا كبيرا للاستثمار وخلق ديناميكية كبرى بالمنطقة وذلك بخلق مكونات وخدمات اخرى.
وقامت الوكالة العقارية السياحية، باستكشاف موقع سياحي جديد على مساحة 45 هك بهنشير بوقرنين في السهل الجنوبي لبحيرة البيبان وقرب موقع اثري، سيتم وضع تصور له نابع من المنطقة بتشريك كافة الاطراف لتراعى التصورات خصوصية بن قردان، خاصة في تركيز نشاط التسوق وفضاء للعائلات والسياحة الصحية وغيرها .
كما بحثت الندوة في مكامن الاستثمار المحلي ببن قردان في المجال الفلاحي والصناعي من خلال امكانياتها الكبرى في هذه المجالات وخاصة بوجود موارد طبيعية متنوعة من شريط ساحلي ومراعي واراضي زراعية وطاقات متجددة ومخزون هام من المواد الانشائية ومعالم متنوعة وغابات زياتين تمتد على مساحات كبرى وثروة حيوانية متنوعة من اغنام وماعز وابل ومنتوج متنوع من الصيد البحري، وفق المديرة الجهوية للتنمية احلام الغرابي.
واشارت الى ان هذه الامكانيات تفتح فرص استثمار متنوعة ومنها انتاج الزيتون وفق النمط البيولوجي وعصر وتعليب زيت الزيتون وتصبير زيتون المائدة بالطرق العصرية وانتاج المشاتل وتنمية السلالات المحسنة وغسل ومعالجة الصوف والوبر وصنع مراكب الصيد البحري وتثمين ومتحويل الاسفنج وصنع علف وزيوت الاسماك الى جانب فرص في تثمين منتوجات الملح وتصنيع منتجات الجبس وتحلية المياه وخزن وتجفيف المنتجات الفلاحية وغيرها من الامكانيات في مجال الصناعات التقليدية والسياحية كالاقامات الريفية.
واكد المتدخلون في الندوة على ضرورة وضع تخطيط مجالي للتنمية ببن قردان في اطار مخطط جهوي تنصهر فيه كل مقومات التنمية وضرورة تحفيز اصحاب المهارات وحاملي الشهائد على اقتحام مجال المبادرة والاستثمار.