ويندرج هذا المعرض ضمن السياسة الثقافية لوزارة الشؤون الثقافية وهو يهدف، وفق منظيمه، إلى تسليط الضوء على مفهوم الفن الحروفي وطرق التعامل معه في التجارب التونسية والعربية من رصيد الدولة في الفنون التشكيلية.

وقالت المديرة العامة للمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر الفنانة التشكيلية أحلام بوصندل: "أردنا أن نبرز نشأة الفن الحروفي وتطوّره بداية من الثمانينات مرورا بالتسعينات ثم في الألفية الأخيرة إلى حدود سنة 2020 حيث التجارب المعاصرة التي أصبح فيها التشكيل عبر الخط العربي حتى صرنا نتحدث عن مفهوم الخط الحروفي".

ويتميّز هذا المعرض بتفرّده في الجمع بين الفنانين وأعمالهم، فخلق نوعا من التجانس بين المشاركين الذين فاق عددهم 60 فنانا تشكيليا. وتُبرز اللوحات المعروض أساليب تعاطي الفنان التونسي والعربي مع الحروف وخلق جمالية بصرية عبر توظيف الخط العربي ليكون علامة للتعبير الفني.
ويتألف المعرض من ثلاثة أقسام لثلاث محطات كبرى، إذ تبرز المحطة الزمنية الأولى توظيف الخط العربي كعلامة للتعبير، وتظهر المحطة الزمنية الثانية تداخل العلامات والرموز مع مفهوم التعبير خلال فترة التسعينات، وأما المحطة الثالثة فيتجلّى من خلالها الفن الحروفي وهو مستقلا بذاته مع تجارب معاصرة.
ولا تختلف هذه اللوحات المعروض من حيث الفترة الزمنية فحسب، بل تختلف أيضا من حيث التقنيات المستخدمة على غرار الرسم والنحت والحفر والتنصيبات وغيرها.
وتكمن طرافة هذا المعرض في إبراز نشأة الفن الحروفي وتطوّره من خلال ما يعرضه من لوحات، إذ يمكن للمتفرّج الوقوف عند تطوّر هذا النمط الفني من خلال إجراء مقارنات بين اللوحات المعروضة لإدراك التغيّرات الحاصلة بين كلّ محطة وأخرى.