ظهور القرش في شواطئ تونس: بين الحقائق العلمية والهواجس الشعبية

أثار ظهور سمكة قرش في شاطئ قمرت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت مقاطع الفيديو التي توثق وجود هذا الكائن البحري بالقرب من الشاطئ، مما أثار مخاوف المصطافين وأعاد الجدل حول مدى خطورة القروش في المياه التونسية. ولتوضيح هذه الظاهرة، استضافت إذاعة "إكسبريس أف أم" المهندس البيئي حمدي حشاد، الذي قدّم قراءته العلمية للموضوع، محاولًا تصحيح بعض المغالطات السائدة.
هل ظهور القروش في تونس أمر غير طبيعي؟
هل ظهور القروش في تونس أمر غير طبيعي؟
أكد حشاد أن وجود القروش في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك السواحل التونسية، ليس أمرًا جديدًا أو استثنائيًا، بل هو جزء من التوازن البيئي للمنطقة. وأوضح أن القروش لم تكن يومًا كائنات دخيلة على البحر الأبيض المتوسط، حيث أشارت الحضارات القديمة، بما في ذلك الإغريق والرومان، إلى وجودها في هذه المياه.
وأضاف أن تغيرات المناخ والصيد الجائر يدفع بعض الأنواع إلى الاقتراب أكثر من الشواطئ بحثًا عن الغذاء، وهذا ما يمكن أن يكون وراء ملاحظة القرش في المناطق الساحلية مثل قمرت والشابة خلال الأسابيع الأخيرة.
القروش: خطر حقيقي أم تهديد مبالغ فيه؟
رغم أن الخوف من القروش مفهوم، إلا أن الإحصائيات العالمية تُظهر أن هجمات القروش على البشر نادرة جدًا. فبحسب الأرقام، فإن عدد الوفيات السنوية بسبب هجمات القروش لا يتجاوز 12 حالة حول العالم، وهو رقم ضئيل مقارنة بالحوادث الأخرى مثل حوادث المرور أو حتى هجمات بعض الحيوانات الأليفة. وأشار حشاد إلى أن التناول الإعلامي لهذه الحوادث في بعض الأحيان يكون مشحونًا بالخلفية الهوليوودية التي تعزز الخوف غير المبرر، مستشهدًا بأفلام مثل "Jaws" التي رسّخت في الأذهان صورة القروش ككائنات متعطشة للدماء، رغم أن سلوكها في الطبيعة لا يدعم هذه الفكرة.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 304637