تونس.. ليبيا.. أراضي إقطاعية..‎

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5ead5a2240ec46.44366867_njmkfhgpeqlio.jpg width=100 align=left border=0>


كتبه / توفيق زعفوري..

بعد سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا ذات فيفري من عام 2011، أصبحت ليبيا ساحة مفتوحة و أرض صراع بين الليبيين أنفسهم، و بين الليبيين و الخارج من جهة أخرى، في الساحة الليبية يتداخل كل من مصر و الإمارات فرنسا و الولايات المتحدة و بريطانيا مع جنرال متقاعد، لا يختلف عن عبد الحكيم بلحاج في ماضيه و سجلاته المشبوهة و المؤامراتية ، و من جهة أخرى يتداخل كل من تركيا و قطر و إيطاليا مع حكومة السراج في الغرب ينضاف إليها اللاعب/ الدب الروسي الذي يريد تدعيم حضوره أكثر في المتوسط، كلّ يغني على مصلحته... من قال أن تونس منعزلة عن هذا التشابك الجيوستراتيجي، فكما ليبيا تبدو تونس، ساحة مفتوحة على العديد من الروابط و المصالح في الشرق و الغرب، و الإتفاقيات التجارية الأخيرة بينها و بين قطر و تركيا مع أنها ليست الأولى، خلفت تجاذب ايديولوجي كبير و واضح بين التونسيين، أو الأصح بين معسكرين شرقي و غربي..

...

تونس التي كانت تحت الإحتلال العثماني من 1574 حتى 1881، ثم منذ ذاك التاريخ حتى الاستقلال، انتقلت من وصاية تركية إلى أخرى فرنسية ، و المؤسسات منقسمة أصلا بين هذه القوى، بين برلمان يسيطر عليه جماعة تركيا و قطر، و القصبة تحت وصاية المقيم العام الفرنسي، و كلاهما يريد مد جذوره الإقتصادية و السياسية أكثر و على حساب الآخر بعدما مَدّ جذوره التاريخية طويلا، و بين مجموعات الشرق و الغرب، يوجد التونسيون الأحرار الذين لا يهمهم سوى تونس، تونس أولا و أخيرا، لا رابعة و لا سادسة و لا هم يحزنون...

تونس كليبيا تماما مع متغير بسيط، هناك أو هنا، حرب باردة في بوابة إفريقيا بين مجموعة الولايات المتحدة، بريطانيا، تركيا، قطر من جهة، و مجموعة أروبا فرنسا الإمارات، مع دخول التنين الصيني في اللعبة..

العلاقات السياسية و الاقتصادية/ التجارية و الديبلوماسية تخضع إلى عديد الضوابط، و لكنها تعتمد أساسا على المصالح العليا للدول، و تونس ليست بمعزل عن هذه القوانين، غير أنه متى مسّت مصالح و سيادة البلاد صارت مثار جدل و محل تدقيق و إعادة ترتيب أولويات مع أي كان سواء الأشقاء أو الأصدقاء أو غيرهم،

الحكومة تحسست المشاحنات الايديولوجية المرتبطة بهاته الإتفاقيات في وقت وجب فيه التركيز على إزاحة فيروس كورونا من الساحة، ساحة الحرب الساخنة المفتوحة، أرسلت إلى البرلمان كتابا تدعو فيه إلى تأجيل النظر فيهما إلى أجل غير مسمى!!!
المساعدات الطبية المتتالية زمنيا بين قطر و فرنسا تدخل في إطار هذا السباق المحموم على بسط النفوذ أكثر و أكثر، و كأن ساحة الحرب إنتقلت من ليبيا إلى تونس
في ليبيا تُدار بالبنادق و الصواريخ، و في تونس تُدار بالإتفاقات و الشروط، و ما بينهما تهمنا تونس و مصالح تونس فقط...



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 202527

Bensa94  (France)  |Samedi 2 Mai 2020 à 19:02           

Analyse correcte de la réalité
Mais malheureusement sur ce site sont très rare ceux qui défendent les intérêts de la Tunisie,
Ils défendent les intérêts de la Turquie avant la Tunisie c’est triste

Ahmed01  (France)  |Samedi 2 Mai 2020 à 16:38           
أردوغان قال في تصريحات موثقة أنه سيُراجع معاهدة لوزان في ذكراها المئويّة ، وهو يعلن أن لتركيا حقوقا تاريخيّة في شمال سوريا : حلب وإدلب ومنطقة الجزيرة السورية ، ويقول أيضا إن لها حقوقا في الموصل شمال العراق ، وفي شواطئ ليبيا
وهناك الآن حملة تتريك ممنهجة في المناطق المحتلة في شمال سوريا التي يُتبعها أردوغان لولاية هاطاي التركيّة

ماذا يُسمي إخواننا في النهضة هذا السلوك العثماني
أفيدونا يرحمكم الله

Ra7ala  (Saudi Arabia)  |Samedi 2 Mai 2020 à 15:43           
يا زعفوري إذا كان الموجود العثماني في تونس احتلالا فماذا تسمي الفتح الإسلامي؟
أصبحت مشابها تماما لأسباه الإعلامين في الإمارات والسعودية ومصر

Ahmed01  (France)  |Samedi 2 Mai 2020 à 15:23           
مقال موضوعي صائب عن الوضع في ليبيا ،بين قوى استعمارية متناحرة
وحال الشعب الليبي هو على حد قول شاعرنا أبي القاسم الشابي

والشعبُ معصوب الجبين مقسّم ... كالشاة بين الذئبِ والقصّاب

وأصحاب الفكر الواحد ـ من أنصار الفريقين ـ لا يُعجبهم هذا المنحى فيسلقون الكاتب بألسنة حِداد


babnet
All Radio in One    
*.*.*