أستاذ جامعي "زبراط" لم تعمه الأيديولوجيا أو تجاوز المراهقة الجامعية... لست أدري... فاجأني في صائفة 2011 بأنه سينتخب النهضة... أمام دهشتي واستغرابي أجابني واثقا: "دعك من معارضات النخبة والصالونات! النهضة هي الماكينة الوحيدة القادرة على هزم النظام القديم وهي القوة السياسية الوحيدة التي يحسب لها "السيستام" أيما حساب لامتدادها الشعبي ولانضباط كوادرها وقواعدها..." En quelque sorte, un "vote utile" avant l'heure et en sens inverse! بعد انتخابات2011 ثم 2014 الانتخابات البلدية تثبت لي الآن مجددا رجاحة رأي الرجل... مع التشبث المرضي لقيادات المعارضات الديمقراطية الاجتماعية بالتشتت والنرجسية وانعدام الحرفية، النهضة، أحببنا أم كرهنا، وأكانت في "توافق" أم في "تدافع" معها، هي السلطة المضادة القائمة الوحيدة لمنظومة الدولة العميقة في كامل أرجاء البلاد... إضعافها اليوم خطر على الانتقال الديمقراطي وفتح الباب مرة أخرى على مصراعيه للمتربصين من الداخل والخارج بالتجربة الديمقراطية التونسية والمبشرين من كل صوب وحدب بعودة الاستبداد أو بالفوضى الثورجية الخلاقة...

تحليل غير واقعي وفيه تجنّي على طرف سياسي وتجنّي على الواقع التونسي.
لو لم يكن توافق لكانت حربا أهلية، وما ليبيا ومصر وسوريا واليمن منّا ببعيد. يمكننا أن نستورد كل شيء من الخارج : التكنولوجيا و... والكفاءات العلمية. ولكن لا يمكننا أن نستورد سياسيين ليحكموننا. النداء والنهضة والتيار الديمقراطي والمؤتمر والتكتل والوطني الحر والجبهة و... هذا هو الشعب وهذه هي الأحزاب التي تمثّله. وكيفما تكونوا يولّى عليكم. فمن لم تعجبه هذه الأحزاب فليوجّه نقده مباشرة إلى الشعب وليعمل على إصلاحه بكلّ الطرق.

التقلب والتلون من سيمات هذا الشخص... فالجميع يتذكر كيف إستمات في الدفاع عن الباجي ضد المرزوقي في الإنتخابات الرئاسية الماضية، واليوم يتحامل على النداء !

والجميع يعلم مدى فشله في الإنتخابات، واليوم يحاول، بالصراخ، إعطاء الدروس وانتقاد الأحزاب الحاكمة التي جاء بها الصندوق !

لتعلم يا هذا، أن الشعب هو من يقرر من يحكمه... ولا فائدة من إلصاق التهم جزافا يمينا وشمالا، فالمواطن لم يعد قاصرا كي تلعب بدماغه وتوجهه.

بعد ما اشبع في النهضة شتم قال لكي أكون عادلا : موش هوما فقط الجانب الآخر مثلهم تماما. وعلاش هوما اتفقوا لأنّهم يشبهون بعضهم كفردتي حذاء. يا سي صافي أنت لا تشبههم. واظنّ أنّك تقدمت في الانتخابات الفارطة ولم تفز حتّى بالفاصل. أنت يا سي صافي مشكلتك في الشعب. أنت تحب نجيبولك شعب على قياسك.