أبو القاسم الشابي.. غوثك يا عاشق الوطن!!
بقلم: شكري بن عيسى (*)
لم يكن أبو القاسم الشابي مولعا بحب تونس فقط.. بل كان مجنونا في حبها تائها في عشقها وغرامها.. أبو القاسم الشابي كان رومانسية عابرة للغة والفكرة والوطن.. مشاعر فاض بها الزمان والكينونة لذلك عبرت كل الانسانية.. فاحبته وتماهت مع روحه المخلصة لشعبه ووطنه وقضيته.. احبه شعبه فكان ملهما له رائدا لحركة تحرره قائدا لملحمته.. التي امتدت حتى بعد ان فارق الحياة لكن روحه ورمانسيته وانسانيته لم تفارق..
لم يكن أبو القاسم الشابي مولعا بحب تونس فقط.. بل كان مجنونا في حبها تائها في عشقها وغرامها.. أبو القاسم الشابي كان رومانسية عابرة للغة والفكرة والوطن.. مشاعر فاض بها الزمان والكينونة لذلك عبرت كل الانسانية.. فاحبته وتماهت مع روحه المخلصة لشعبه ووطنه وقضيته.. احبه شعبه فكان ملهما له رائدا لحركة تحرره قائدا لملحمته.. التي امتدت حتى بعد ان فارق الحياة لكن روحه ورمانسيته وانسانيته لم تفارق..
كان عشقه سعادة ومعاناة ونضالا وكفاحا ومقاومة وجودية.. كان جدلية اخترقت كل الابعاد لترسم قصة ابدية في الوطن والحب والهيام.. الحب عنده حياة وحرية وكرامة وخلود ما بعده زمن.. انظروا السعادة في المعاناة في قصيدة انا يا تونس الجميلة.. انها قصة حب صاخبة مدوية رومانسية تقاوم اليأس والموت.. وتقاوم القاتل والمحتل وتقاوم المشككين والمحبطين..
أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَةَ فِي لُجِّ الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ
شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ
لستُ أنصاعُ للوَّاحي ولو متُّ وقامتْ على شبابي المناحَةْ
لا أبالي..، وإنْ أُريقتْ دِمائي فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ
وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ
إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَةٍ غَيْرَ أنِّي مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ سَتَرُدُّ الحَيَاةُ يَوماً وِشَاحَهْ
انها سردية تتجاوز كل الحدود لتعانق الابداع.. لترسم افق الانسان الخالد بأثره في وجوده الزماني-المكاني القصير.. ابو القاسم الشابي سردية مستمرة بل صيرورة متدفقة وعود ابدي.. انها طاقة الكلمة المدوية لما تكون من نبع الروح والعاطفة الجياشة والرومانسية الطاغية والارادة الجبارة.. الحب النقي الصافي الرقراق المتفجّر الغاضب في وجه الظلم والعدوان..
الشابي عود ابدي لا يتوقف لحب سرمدي لوطن وشعب.. قارنوه بهؤلاء السياسين الذين يلهثون اليوم وراء الكراسي والمغانم.. ويرددون في كل ندوة ومقام النشيد الوطني الذي يحمل صرخته الخالدة.. اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر.. قارنوه بالسماسرة والانتهازيين ومن يدعون وصلا بالوطن والشعب.. انها مسيرة الف قرن تفصل بين الطرفين.. رجل بمقياس الانسانية جمعاء والاف بمقياس الزيف والقرف..!!
غوثك يا عاشقا هائما سرمديا بالوطن!!
(*) باحث في القانون والفلسفة
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 187182