الروائي التونسي كمال الرياحي يفوز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة
باب نات -
فاز الكاتب الروائي التونسي كمال الرياحي بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة (2017-2018) التي تمنحها سنويا "دارة السويدي" في إمارة أبوظبي، وذلك عن مخطوط بعنوان "واحد صفر للقتيل" وهي يوميات كتبها سنة 2010 خلال فترة إقامته في الجزائر.
ومن المنتظر أن تصدر هذه اليوميات بالاشتراك بين "دار المتوسط" و"ارتياد الآفاق"، ويكتشفها جمهور القراء في معرض تونس الدولي للكتاب بحسب ما أكد كمال الرياحي لـ(وات).
وأعرب الرياحي عن سعادته بنيل هذه الجائزة لا فقط لقيمتها المادية بل الاعتبارية، لافتا إلى أنها أثبتت بما لا يدع مجالا للشك تمكنه من هذا الجنس الأدبي الذي راهن عليه كثيرا هذا العام وفق تأكيده.
ومن المنتظر أن تصدر هذه اليوميات بالاشتراك بين "دار المتوسط" و"ارتياد الآفاق"، ويكتشفها جمهور القراء في معرض تونس الدولي للكتاب بحسب ما أكد كمال الرياحي لـ(وات).
وأعرب الرياحي عن سعادته بنيل هذه الجائزة لا فقط لقيمتها المادية بل الاعتبارية، لافتا إلى أنها أثبتت بما لا يدع مجالا للشك تمكنه من هذا الجنس الأدبي الذي راهن عليه كثيرا هذا العام وفق تأكيده.
وأوضح أن اليوميات تحكي عن تجربته الخاصة في الحياة حيث خرج "مضطرا" من تونس بحثا عن عمل في الجزائر (اشتغل في المعهد العربي للترجمة) في فترة اتسمت بتململ الشعوب العربية التي كانت آنذاك تعيش "مخاض انتفاضات"، تمظهر من خلال تعبيرات اجتماعية مختلفة منها تشنجات بين الجزائريين والمصريين بسبب مباراة كرة قدم وما رافقها من ردود فعل (تضامن الشعب التونسي مع الجزائري).
وبين أنه حاول من خلال هذه اليوميات التي تروي جزءا من فترة إقامته بالجزائر (2009-2010) تفكيك ذهنية العربي عموما، وتسليط الضوء على محاولة الحكومات إلهاء شعوبها بأزمات خارجية.
ومثلت اليوميات فرصة للكاتب تطرق من خلالها إلى ما يعرف بـ"الوعي القطيعي" داخل المجتمعات العربية، وحاول تشريح الذهنية العربية من خلال 3 شعوب، معتبرا أنه عاش حالة "اغتراب" في ذلك "المنفى الاختياري" وفق توصيفه، فوجد نفسه في جو "كافكاوي" (نسبة إلى فرانس كافكا رائد الكتابة الكابوسية)، حيث كان المنزل الذي اكتراه في الجزائر قد قتل فيه شخص ولم يسكن به غير الكاتب كمال الرياحي منذ تلك الحادثة.
وبأسلوب روائي أدخل الرياحي روح القتيل في جزء من يومياته، فكانت عبارة عن "يوميات كابوسية" من نوع الكوميديا السوداء بحسب تعبيره.
وقال الرياحي "لقد كانت أسوأ فترة في حياتي على المستوى الشخصي، لكنها كانت مثمرة على المستوى الأدبي حيث كتبت بين سنتي 2009 و2010 إلى جانب هذه اليوميات رواية "الغوريلا" وكتاب" نصر حامد أبو زيد" فضلا عن تعاقدي مع دار الساقي اللبنانية" كما حاز كمال الرياحي في تلك الفترة جائزة "بيروت 39" التي تمنح لأفضل كاتب دون سن التاسعة والثلاثين.
وشرف كمال الرياحي الساحة الأدبية التونسية بالفوز بهذه الجائزة التي جمعت متنافسين لعامين (2017 و2018) علما أنه الفائز الوحيد في صنف اليوميات، في جوائز ابن بطوطة التي فاز بها كل من رشــأ الخطيب (الأردن) وأمير العمري (مصر) وتيسير خلف (سوريا) ومريم حيدري (إيران) الى جانب سبعة كتاب من المغرب هم عبد الرحيم حزل والمهدي الغالي وأحمد بوغلا وعز المغرب معنينو ورشيد اركيلة وسليمان القرشي وعبد النبي ذاكر.
ومنذ 2003 تمنح جائزة ابن بطوطة سنويا من قبل "المركز العربي للأدب الجغرافي" سنويا برعاية الشاعر محمد أحمد السويدي إلى جانب عدد من المشروعات التنويرية الورقية والالكترونية تحت مظلة "دارة السويدي الثقافية".وتسند "لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة"، حرصا على "إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي".
وجاء في بلاغ عن القائمين على الجائزة أن الأعمال الفائزة تصدر عن "دار السويدي" في سلاسل "ارتياد الآفاق" للرحلة المحققة وسلسلة "سندباد الجديد" للرحلة المعاصرة، واليوميات في سلسلة "اليوميات"، والدراسة في سلسلة "دراسات في الأدب الجغرافي" وذلك بالتعاون مع "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت.
أما الرحلة المترجمة والأعمال المنوه بها من قبل لجنة الجائزة من يوميات ورحلات فتنشر بالتعاون مع "دار المتوسط" في ميلانو.
وتوزع الجوائز في احتفالين متعاقبين يقام الأول في المغرب في شهر فيفري والثاني في الإمارات العربية المتحدة في شهر أفريل.
ويرافق الاحتفالين ندوة ومعرض حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة يشارك فيهما الفائزون وأعضاء لجنة التحكيم إلى جانب نخبة من الدارسين ويرافقهما معرض كتاب لمنشورات مشروع "ارتياد الآفاق" تحت عنوان "الرحلة العربية في ألف عام".
وقد بلغ عدد المخطوطات المشاركة 64 مخطوطاً مثلت 12 بلدا عربياً، توزعت على عدة أجناس في الكتابة "الرحلة المعاصرة"، و"المخطوطات المحققة"،و"الدراسات في أدب الرحلة" و"أدب السيرة" و"اليوميات" و"الرحلة المترجمة".
واحتكمت الأعمال المتنافسة إلى لجنة التحكيم تألفت من الأساتذة خلدون الشمعة وعبد الرحمن بسيسو ومفيد نجم وليد علاء الدين والطائع الحداوي.
وتولى تنسيق عمل اللجنة مدير عام الجائزة الشاعر نوري الجراح.
ريم
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 152769