خلال تقديم دراسة سوسيولوجية لبرنامج "تسير" : التأكيد على أهمية أن تصبح الصناعات الثقافية الابداعية للشباب رافدا للتنمية الاقتصادية في تونس

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e485b37397ac0.81100079_iohmnqegpljkf.jpg width=100 align=left border=0>
شيراز العتيري


من الضروري أن تصبح الصناعات الثقافية الإبداعية رافدا من روافد التنمية الاقتصادية لتشجيع المبادرات الخاصة وتعزيز الاستثمارات في هذا القطاع الواعد ، نظرا لما تزخر به تونس من طاقات هامة في صفوف الشباب، هذا ما أكدته أستاذة التعليم العالي ورئيسة مشروع "تسير" شيراز العتيري، مساء الثلاثاء، خلال تقديم المرحلة الأولى من الدراسة السوسيولوجية حول الممارسات الثقافية والفنية في المناطق المهمشة لبرنامج "تسير".

وأكدت العتيري خلال هذه السهرة التي أقيمت بدار باش حامبة بالمدينة العتيقة بتونس، أن برنامج "تسير"، الذي تم اطلاقه ببادرة من جمعية الملتيميديا والسمعي البصري، يهدف الى معاضدة جهود الدولة في تنمية قطاع الصناعات الابداعية والصناعات الرقمية وصناعة الصورة من خلال التكوين الموجه للشباب ومرافقة مراحل تنفيذ مشاريعهم وارساء حاضنات المشاريع في الجهات المهمشة.

واعتبرت انه بات من الضروري الابتعاد عن توجيه المنتوج الثقافي نحو الترفيه فقط والاهتمام بكيفية استغلاله ليصبح مورد رزق ومصدرا مدرا للمال.




ويرنو مشروع "تسير" أيضا الى مساعدة الشباب المبدع في الجهات المهمشة على التصالح مع بيئتهم ومحيطهم الجغرافي الصعب، لتغيير نظرتهم للمستقبل وتمكينهم من تجاوز العراقيل والقيام باستثمارات وبالتالي الاندماج في الدورة الاقتصادية، وفق المسؤولة.
وأشارت العتيري، وزيرة الثقافة سابقا، إلى امكانية المبادرة بإنجاز مشاريع تهتم بتثمين التراث المادي واللامادي للجهات او صناعة الآلات الموسيقية او التصوير الفوتوغرافي او المسرح والصناعة الافلام او الانتاج أو "الديجيتال" (أي الرقمي) وتصميم الألعاب الالكترونية وتصميم زيارات افتراضية للمواقع الثقافية والسياحية وغيرها...
ولفتت الى ان برنامج "تسير" يتيح فرصة تنفيذ هذه المشاريع لكل الشباب حامل لفكرة متنوج ابداعي وثقافي من خريجي الجامعات وغيرهم من المبدعين الذين لم يحظوا بأي تعليم أو تكوين محدد.
وكشفت المرحلة الاولى من الدراسة السوسيولوجية، التي تم تقديمها مساء أمس عن إحساس الشاب المبدع والحامل لفكرة مشروع ثقافي في بعض الجهات المهمشة باللامساواة وعدم تكافؤ الفرص في الولوج إلى صناعة الثقافة لعدة أسباب أبرزها ضعف الامكانيات المادية أو نقص التكوين والاحاطة او عدم توفر المعدات اللازمة لتحقيق احلامهم.
وبينت أن الممارسات الثقافية للشباب المبدع في الجهات المهمشة على غرار الكاف وسيدي بوزيد لا تحظى بالاعتراف اللازم من السلطات المعنية، لذلك يلتجئون الى استخدام التكنولوجيات الحديثة والإبداع الفني للتحرر من القيود والمقاومة الاجتماعية قصد تجاوز الصعوبات البنيوية والتفاوت بين الجهات في هذا القطاع.
وأشارت الباحثة في علم الاجتماع ومنسقة في دراسة الممارسات الثقافية والفنية في المناطق المهمشة، كوثر قرايدية، أن هذه الدراسة شملت في مرحلتها الاولى 4 جهات وهي سيدي بوزيد والقصرين والكاف وتونس الكبرى على أن يتم تعميمها لتشمل نحو 12 ولاية. وقد شارك في انجازها عدد من الباحثين وعلماء في علم الاجتماع وفي اختصاصات أخرى متعددة.
ولفتت الى ان هذه الدراسة تضم جانبا كيفيا وهو ما تم نشره نتائجه الاولية أمس لفهم كيفية نفاذ الشباب في الجهات المهمشة للثقافة والسبل المعتمدة لذلك اضافة الى جانب "كمي" سيتم الانطلاق فيه قريبا من خلال اجراء مسح ميداني في هذا الصدد.
جدير بالذكر أن برنامج "تسير" يعمل على تغيير الواقع الثقافي في تونس وتوفير فرص استثنائية للشباب للمشاركة والابتكار والمساهمة الفعالة في تطوير الثقافة الرقمية والصناعات الإبداعية. كما يعزز الاندماج الاجتماعي لهذه الشريحة ويحفز اهتمامهم بريادة الأعمال لتطوير الجهات المهمشة.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 304662


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female