بعد غياب ناهز 15 سنة... "زخارف 25" لمحمد القرفي يضيء مسرح الأوبرا بمزيج من الأغاني الخالدة

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/67b99008b96ef0.35157223_nlhipojmefgqk.jpg width=100 align=left border=0>


تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، احتضنت قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي مساء الجمعة العرض الموسيقي"زخارف 25"، الذي أبدعه الموسيقار محمد القرفي. وجاء هذا العرض بمشاركة الأوركستر السمفوني التونسي وقطب الموسيقى والأوبرا. وسجل الحفل حضور وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي وكذلك نخبة من الفنانين والمثقفين.

أحيى الحفل كل من الفنانين نور الدين الباجي وأسماء بن أحمد وحسان الدوس، إلى جانب ضيف الشرف عازف الكمان البشير السالمي الذي أضفى بحضوره وأدائه لمسات موسيقية شنفت أسماع الذين حضروا السهرة.

وتميز برنامج الحفل بتنوعه وثرائه، حيث شمل مجموعة من الأعمال الموسيقية الخالدة التي أُعيد توزيعها وقيادتها موسيقيا من قبل محمد القرفي. وقد كان الافتتاح مع مقطوعة "ضيعانو 87" للموسيقار زياد الرحباني، تبعتها "حرية" للأخوين الرحباني التي أدتها الفنانة أسماء بن أحمد بإحساس مرهف. ثم قدم حسان الدوس أغنية "يا الله توكلنا" من كلمات بيرم التونسي وألحان فريد الأطرش، لتتبعها "يافا" للأخوين الرحباني بصوته المميز.



وواصل نور الدين الباجي الحفل بأداء "موال" من أشعار محمود درويش وألحان محمد القرفي، ثم قدم رائعة "لست أدري" من كلمات إيليا أبو ماضي وألحان محمد عبد الوهاب. وأمتع البشير السالمي الجمهور بعزف منفرد على الكمان لمقطوعة "يا جارة الوادي". ومن ثم عاد حسان الدوس ليشدو بـ "آه من آه" من ألحان فريد الأطرش، أعقبها أداء "يا زهرة في خيالي" بتوزيع خاص لمحمد القرفي عزفها الخماسي الوتري نديم القرفي و"فالنتان سيغني باكيه" و"دومينغو موجيكا" (الكمان) وليونيل أليمان" (تشيلو) و"غيوم جيرما" (كونترباص).
كما تألقت أسماء بن أحمد في أدائها لأغنيتي "علموني" للأخوين الرحباني و"ليه خلتني أحبك" من ألحان كمال الطويل. فيما قدم نور الدين الباجي "عندك بحرية" و"شغلوني" من ألحان محمد عبد الوهاب. وختم حسان الدوس الحفل بأداء "طير يا حمام" من أشعار أسامة الخولي وألحان محمد القرفي، قبل أن يسدل الستار على العرض جماعيا بأداء "سيف فليشهر" من كلمات سعيد عقل وألحان الأخوين الرحباني.
ويعد هذا العرض امتدادا لمشروع "زخارف عربية" الذي انطلق صيف 1993، واستمر لسنوات بمحتوى متنوع يهدف إلى تقديم تجربة سماعية راقية، قبل أن يتوقف بداية من سنة 2010. وبعد خمسة عشر سنة من الغياب، عاد المشروع ليحيي ذكرى عمالقة الموسيقى العربية الذين أبدعوا ألحانا وكلمات خالدة ظلّت حية في ذاكرة ووجدان الجمهور رغم الزخم الموسيقي الكبير الذي وفرته التكنولوجيا الرقمية.
وصرح الموسيقار محمد القرفي لوكالة تونس افريقيا للأنباء إثر نهاية الحفل بأن هذا المشروع عاد بقوة بعد 15 سنة من الغياب، موضحا أن "هذا الغياب لم يكن انقطاعا عن الموسيقى وإنما كان مرتبطا بظروف سياسية واجتماعية أثرت على المشهد الثقافي في تونس".
وأكد أن العمل الموسيقي لم يتوقف بالنسبة إليه، بل استمر في الإنتاج والتوزيع، مشيرا إلى أن العرض الحالي هو ثمرة جهوده الخاصة. كما عبر عن أمله في أن تستمر هذه العودة وأن تحظى بدعم يمكنها من تحقيق الاستمرارية، مشيدا بدور مدينة الثقافة في إعادة الحياة إلى المشهد الموسيقي التونسي. وأبرز أن استمرارية المشاريع الموسيقية تعتمد على دعم المؤسسات الثقافية، معربا عن أمله في أن توفر وزارة الشؤون الثقافية الظروف الملائمة لمواصلة هذا المشروع.
وأضاف أن الفن لا يمكن أن يستمر بدون رؤية واضحة وبوصلة تحدد اتجاهه، لافتا إلى أن مشروع "زخارف" هو امتداد لمسيرته الطويلة التي تمتد لستين عاما، حيث كرس جهوده لتقديم موسيقى راقية تعبر عن هويته وتطلعاته.
وختم القرفي حديثه بالتأكيد على أهمية الإيمان بالقناعات الفنية وعدم الانجراف وراء الظروف المادية، مشددا على أن الموسيقى تبقى رسالة سامية تتطلب شغفا وإصرارا لتحقيقها.
ويعدّ محمد القرفي من أبرز المؤلفين الموسيقيين وقادة الأوركسترا في تونس، حيث ولد سنة 1948 بتونس العاصمة. قاد فرقة مدينة تونس للموسيقى في فترة ذهبية متعاونا مع الشاعر عبد الحميد خريف وأصوات غنائية مثل ثامر عبد الجواد وعزيزة بوترعة. كما كانت له مساهمات في الموسيقى المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، وتعاون مع الرحابنة ومارسيل خليفة وجوليا بطرس وعلي الحجار ضمن برنامج "أصوات الحرية". قدم أوبيريت وعروضا موسيقية قبل أن تتركّز أعماله لاحقا على عروض "زخارف عربية".
ولحّن قصائد كبار الشعراء مثل محمود درويش وأبو القاسم الشابي ومنصور الرحباني. وأصدر مؤلفات بحثية موسيقية منها "الأشكال الآلاتية في الموسيقى الكلاسيكية بتونس" و"المسرح الغنائي العربي".




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 303592


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female