---

---

تجربة انس ذات ال25 عاما ليست جديدة وفق تأكيدها لصحفية "وات"، بل بدأت مع انطلاق استغلال الخط الرابط بين تونس وبوقطفة- سيدي حسين في مارس 2023، التى مكنتها من امتلاك تقنيات واسرار سياقة القطارات، بعد تربصات وتكوين متخصّص، حسّن من أدائها، ومعارف فنيّة وتقنيّة حوّلت شغفها الذاتي وحلمها الطفولي وعشقها لقمرة القيادة، الى مهنة خيرتها على مواصلة رحلتها العلمية بفرنسا.
درست انس بعد حصولها على شهادة الباكالوريا، اختصاص "طاقة الكترونيك اوتوماتيك" في فرنسا، وأودعت في الاثناء ترشحا في مناظرة قامت بها الشركة في انتداب سواق قطارات، حيث تم قبولها ودعوتها الى اجراء باقي الامتحانات التي اجتازتها بنجاح، ومع الإعلان عن النتيجة النهائية قررت العودة الى تونس لخوض تجربة سياقة القطارات، وفق قولها.

تقول انس ان شغفها بالمهنة، كان سبيلها للنجاح في التجربة التي يعود الفضل فيها لكفاءات مختصة بالشركة سهرت على تأطيرها وتوجيهها واعدادها كأفضل ما يكون للقيادة وتوجيه المسار وحسن التصرف مع أي طارئ على مسار السكة والسيطرة على القطار البالغة سرعته القصوى 120 كلم في الساعة.
لأنس تجربة في الخط الأول "أ" من مشروع الشبكة الحديدية السريعة، تعلمت منها الكثير في القيادة والتصرف في المستجدات الطارئة، لكن ايضا مكّنتها من اكتساب ثقة الركاب والراكبات الذين كانوا يبدون توجّسا وحذرا عند صعود العربات ورؤيتها، واصبحوا يبدون احتراما وتقديرا لها متجاوزين احكامهم المسبقة.
اعتبرت ان تلك التجربة المثمرة، دعّمتها الإمكانيات الكبيرة التي وضعتها الشركة بقطارات جديدة ومجهزة ومؤمنة ومسار سكة جديد وبسط أرضية مهنية وتأطير وتكوين، وظروف لا يمكن ان تشجع الا على النجاح، وفق تعبيرها.
لسائق القطار مهارات وخصال يجب ان يتحلى بها وفق انس، وهي التركيز واليقظة وحسن التصرف عند أي طارئ، باتخاذ القرار الناجع والقانوني والسليم، الذي يجنّب وقوع أي مشكل والتحكم عبر حركات اليد الخفيفة في القطار البالغ طوله 108 أمتار، والذي يكون احيانا مزدوجا وبطاقة استيعاب تصل الى 2400 راكب.
تتمنى انس ان يحافظ المواطنون على مكسب الخط الجديد والقطارات التي ستؤمن تنقلاتهم اليومية نحو العاصمة وبقية المناطق والتحلي بروح المسؤولية والوطنية.