وابرزت ان حماية منتوجات الصناعات التقليدية تمثل ركيزة اساسية للنهوض بالصناعات التقليدية وحمايتها من التقليد والتهميش خاصة وان المنتوج التقليدي التونسي يتميز بالثراء والتنوع وهو محمل يعبر عن الهوية التونسية وعن زخم التراث التونسي المادي واللامادي.

واكدت الحاجة الى ايجاد اليات تحمي في ذات الوقت المنتوج التقليدي والحرفي مبرزة ان آلية الحماية الملكية الفكرية تبقى من اهم اليات حماية المنتوج التقليدي التونسي على غرار ما اعتمد في المشروع النموذجي لحماية فخار سجنان والذي تم تسجيله في قائمة التراث اللامادي.

وتابعت ان الجهود تتركز اليوم لتعميم التسجيل بالنسبة لمنتوجات الصناعات التقليدية وتطوير التسجيل باعتماد الملكية الفكرية واعتماد كراس شروط خصوصية تمكن من اسناده علامة منشأ واعتماد علامة مميزة ترسخ التسمية الجغرافية للمنتوج وتترجم قيمة العمل الحرفي ومهارة الحرفيات والحرفيين بما من حمايته محليا وفي مرحلة لاحقة دوليا.

وكشفت ان برنامج التعاون التونسي السويسري وتاثيث خبراء من سويسرا وتونس للورشات الجهوية للمندوبين الجهويين للصناعات التقليدية بمشاركة مختلف المتدخلين وخاصة ممثلين عن وزارة الفلاحة والمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية للاستئناس بتجربتهما، من شانه ان يساعد الديوان على وضعية استراتجية وبرنامج عمل لحماية منتوجات الصناعات التقليدية بمختلف جهات الجمهورية.

ولاحظت ان التركيز في هذه المرحلة على المندوبين الجهويين للصناعات التقليدية يرمي بالخصوص لاطلاعهم على ابعاد هذا التمشي واشراكهم في تنفيذ الاستراتيجية وبرنامج العمل باعتبار قربهم من الحرفيين والمؤسسات الحرفية وقدرتهم على توجيههم لاعتماد الملكية الفكرية لحماية المنتوج التقليدي التونسي.

واردفت ان الاستراتجية الجديدة التي تقوم على الملكية الفكرية تاتي لتعزز الاجراءات التي اتخذت لفائدة قطاع الصناعات التقليدية منذ سنة 2007 باصدار تشريع خاص يتعلق بتسميات المنشأ والمؤشرات الجغرافية وبيانات المصدر للصناعات التقليدية والعمل على مزيد تطويرها للنهوض بقطاع الصناعات التقليدية.

وكشفت من جهة اخرى، ان الديوان الوطني للصناعات التقليدية انجز جردا للمنتوجات التقليدية وابرز انه يمكن اليوم اعتماد اليات حماية الملكية الفكرية واصدار كراس شروط لاكثر من 70 منتوجا تقليديا واسناد علامة مميزة له تشير للمنطقة الجغرافية للمنتوج وتشكل ضمانة ومصادقة لخصوصيته وجودته.

وتابعت ان الديوان انطلق في هذه المرحلة في تصميم علامة خاصة بالمنتوجات المصادق عليها والتي تعتمد آلية الملكية الفكرية وكراس الشروط على غرار فخار سجنان الذي انطلق العمل على اسناده العلامة منذ سنة ونصف واسندت له علامة تجديد المنطقة الجغرافية والذي سيتحصل قريبا على تسمية منشأ " فخار سجان" بمختلف اللغات وتسجيلها على الصعيدين الوطني والدولي.

قالت مديرة الجودة بالديوان الوطني للصناعات التقليدية بخصوص اسناد العلامة المميزة للمنتوج التقليدي التونسي انه "لا يمكن ان نجزم اليوم بان كل منتوجات الصناعات التقليدية ستحمى بموجب الملكية الفكرية او تسميات المنشأ او المؤشرات الجغرافية.

واسترسلت مستدركة ان الديوان انجز بعد علامة جودة تشمل كل منتوجات الصناعات التقليدية التي لها جودة خصوصية تختلف عن غيرها من المنتوجات على غرار طابع الزربية واطلق عليها اسم "حرف فنية تونسية" والتي ستوضع ما ان يقع المصادقة عليها واصدارها بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية على كل منتوج تتوفر فيه الجودة وفق كراس شروط مضبوط مع اسناد رمز خاص بكل حرفي مرتبط بالعلامة" مبرزة ان علامة الجودة "حرف فنية تونسية" تعد دليلا بالنسبة للمستهلك التونسي والسائح على ان المنتوج معتمد ومصادق على جودته.