وأضاف أنّ البذور لم تعد خلال السنوات الأخيرة، لاسيما سنتي 2020 و2021، مجدية وذات مردودية، ما دفع بالفلاحين إلى التراجع عن زراعتها، واستوجب تدخل المصالح الفلاحية المعنية، وتكليف المجمع المهني المشترك للخضر والغلال بتوفيرها، والذي لم يتمكّن خلال هذا الموسم من توفيرها في موعدها (في بداية شهر جويلية) ما حال دون زراعتها.
وشدّد جدّي، المنخرط بدوره ضمن تجربة بطاطا المرتفعات، على ضرورة تدخل المصالح المعنية بالدولة، ودعم هذا القطاع الواعد، والحرص على توفير البذور في كل موسم، وتحسين جودتها ومراقبتها، والمصادقة عليها، وعدم تركها في يد الخواص لضمان نجاحها وديمومتها، وتشجيع الفلاّحين على مزيد الانخراط فيها والتوسع في المساحات، وفق تصوّره.
وتساهم بطاطا الفصل الخامس في سدّ الفجوة الخريفية الممتدة من شهر أوت إلى شهر ديسمبر من كل سنة والتي عادة ما تنفذ فيها البطاطا من السوق الوطنية، وقد إنطلقت تجربتها بولاية القصرين منذ سنة 2016 في منطقتي "عين جنان" و "بودرياس" من معتمدية فوسانة وكانت نتائج هذه الزراعة، التي امتدت في البداية على مساحة قدرت بهكتار واحد فقط، وتجاوزت في ما بعد 26 هكتارا، جدّ مشجعة خاصة من حيث المردودية التي وصلت إلى حدود 30 طنا في الهكتار الواحد في ضيعات فوسانة، وفي حدود 15 و17 طنا في الهكتار في باقي ضيعات معتمديات القصرين الجنوبية، وتالة، وحيدرة، وسبيطلة، وماجل بلعباس، وفريانة .
ووقع الاختيار على جهة القصرين لتجربة هذا الفصل الجديد من البطاطا نظرا لتوفّرها على الظروف الملائمة له من إرتفاع يفوق الـ700 متر عن مستوى سطح البحر وفوارق درجة الحرارة بين الليل والنهار والمقدرة بـ15 درجة، والخصوبة العالية للتربة والملوحة المقبولة.
ويعد أفضل توقيت لغراسة بطاطا الموسم الخامس في الأيام العشرة الأولى من شهر جويلية من كل سنة على أن يكون الجني في شهر أكتوبر .