الفنانة نجاة عطية تعود بعد 10 سنوات من الغياب من بوابة مهرجان قرطاج: سهرة طربية واحتفال بالعيد الوطني للمرأة التونسية
سجّلت الدورة 58 من مهرجان قرطاج الدولي عودة مميزة للفنانة التونسية نجاة عطية بعد غياب دام نحو عشر سنوات، حيث أحيت الليلة الماضية (13 أوت) حفلا غنائيا طربيا بعنوان "سيّدتي"، ليكون ذلك مناسبة مُثلى تجمع بين الفن والاحتفال بالعيد الوطني للمرأة التونسية. وقد تمّ تأمين هذا العرض بالتعاون بين وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن ومهرجان قرطاج الدولي.
تزامن الحفل مع العيد الوطني للمرأة التونسية أضفى على العرض طابعا خاصا من الاحتفاء والتقدير، إذ كان من الواضح أن هذه الفنانة استعدت جيدا لهذا الحدث، فأولت اهتماما خاصا لهذا الجانب، حيث تم اختيار مجموعة من الأغاني التي تعبر عن المرأة وعن الحب والجمال. وكانت الكلمات والموسيقى تعكس التقدير العميق لدور المرأة التونسية في المجتمع وفي شتى المجالات الأخرى.
تزامن الحفل مع العيد الوطني للمرأة التونسية أضفى على العرض طابعا خاصا من الاحتفاء والتقدير، إذ كان من الواضح أن هذه الفنانة استعدت جيدا لهذا الحدث، فأولت اهتماما خاصا لهذا الجانب، حيث تم اختيار مجموعة من الأغاني التي تعبر عن المرأة وعن الحب والجمال. وكانت الكلمات والموسيقى تعكس التقدير العميق لدور المرأة التونسية في المجتمع وفي شتى المجالات الأخرى.
وبدا هذا الحضور النسائي الكبير الذي ملأ أرجاء المسرح بالزغاريد جزءا أساسيا من نجاح هذا الحفل، إذ لم تكن الحاضرات فقط جمهورا متابعا للعرض، بل كنّ أيضا شريكا فاعلا في الاحتفال بعيدهنّ الوطني وبالفن التونسي، مما جعل الحفل حدثا مميزا فعلا يعكس وحدة فخامة النساء التونسيات وحبّهنّ للفن والثقافة.
وقدمت نجاة عطية مجموعة من أشهر أغانيها التي حققت نجاحا كبيرا في الماضي، مما أتاح لجمهورها القديم والجديد الاستمتاع بأداء طربي يتسم بالرومنسية والشغف. وقد كانت الأغاني التي اختارتها بمثابة تحية للتراث الموسيقي التونسي الأصيل وللتجربة الفنية التي خاضتها على مدى سنوات، والتي تسلط الضوء على قدرتها الاستثنائية في التعبير عن الأحاسيس والمشاعر عبر الموسيقى.
ومع أولى المعزوفات الموسيقية التي أمنتها الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو يوسف بلهاني، أطلت الفنانة نجاة عطية على الركح تحت وابل من التحايا والتصفيق والهتافات، فأدّت باقة من أغانيها استهلتها بأغنية "وينو" ثم "ميلالك" و"ماشي" و"مع اني سبتو".
وبصوتها الذي يمتاز بالمرونة والقدرة على الانتقال بسلاسة بين درجات الصوت المختلفة، أطربت الفنانة جمهورها بمختارات من أعمالها القديمة التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب، فغنّت له من روائعها "نفس المكان" و"أخاف عليك"، كما غنّت لكوكب الشرق أم كلثوم "دارت الأيام" فكشفت عن مهاراتها الفائقة في التحكم في الصوت وطول النفس للتعبير عن المشاعر والحماس في الأداء.
وأتحفت هذه الفنانة العائدة بقوة محبيها على مدرجات المسرح وأمام شاشة تلفزيون القناة الوطنية الأولى التي بثت السهرة على الهواء مباشرة، بجديد إنتاجاتها "سلطانة" وهي من كلمات وألحان غانم البوسليمي وتوزيع سامي معتوقي وعدنان شقرون. وختمت حفلها بأداء أغنيتين من الموروث الغنائي الجربي هما "يا لالة" التي انتظرها الجمهور بشغف وشوق كبيريْن و"يا لال يا لالالي".
واستضافت نجاة عطية على الركح الفنان محمد الجبالي، فغنّيَا "خليني بجنبك" وهي أغنية كانا أدّياها معا سنة 2001 على نفس هذا الركح. وتجلى تميّز نجاة عطية في قدرتها المذهلة على التلاعب بتقنيات الأداء والغناء بمهارة فائقة، فجعلت كل أغنية تروي قصة مختلفة وتلمس شغاف القلوب. فكان عرض "سيدتي" تجربة عاطفية وثقافية تجسد تنوع وتألق الفن التونسي.
وأثبتت نجاة عطية من خلال هذا العرض جاهزيتها لاستعادة بريقها الفني الذي لم يأفل رغم طول الغياب. وبفضل تألقها ومهارتها وحرفيتها في الغناء، قدمت عرضا سيبقى محفورا في ذاكرة محبيها، ويعزز من مكانتها كواحدة من أبرز الفنانات التونسيات في الساحة الفنية.
وتجدر الإشارة إلى أن نجاة عطية ستضرب موعدا مع جمهورها بكلّ من مهرجانيْ نابل وبنزرت الدولييْن يوميْ 18 و 20 أوت، ثم تُلاقي بعد ذلك جمهور ليالي المتحف بسوسة يوم 27 أوت، وتختتم جولتها الصيفية لهذا العام بمسرح سيدي المنصور بصفاقس يوم 25 أوت الحالي.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 292446