النجومية في الفضاء الرقمي بين تحقيق الربح المادي وتقديم مضامين ذات جودة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/667fa5e98489d9.86833334_iphonfmjlkqeg.jpg width=100 align=left border=0>


أدّى تعاظم النجومية في الفضاء الرقمي إلى خلق جدل بين من يعتبرها مظهرا من مظاهر الربح المادي السريع حتى وإن كان على حساب جودة المضامين وبين من يراها مجالا للتأثير في الجمهور وشدّ انتباهه إلى المحتوى المقدم.

ضمن هذا السياق، واكب جمهور الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، مساء الجمعة ندوة حملت عنوان "النجومية في الفضاء الرقمي والتأثير في الرأي العام".

...

تعرّف الدكتورة شهيرة بن عبد الله وهي أستاذة بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار، السعي إلى النجومية بأنها ظاهرة اتصالية اجتماعية لا يمكن إنكارها في بيئة الواب التي سمحت لمجوعة أكثر تنوعا من الأفراد والجماعات بممارسة التأثير وأتاحت أصنافا جديدة من النجوم والمشاهير ونمطا جديدا من التأثير قوامه الظهور المتواصل وحصد أكبر عدد من المتابعات.

ولاحظت أن النجومية في العصر الرقمي أحدثت جدلا بين من يعتبرها أداة للسلعنة وبين من يراها أداة للتأثير. وترى أن النجومية الرقمية تقوم على اعتبار الجمهور مجرد معطى إحصائي لجني الأرباح. وتعتبر أن المضامين التي ينتجها هؤلاء النجوم الجدد لا تعدو أن تكون سوى تجارة تروج سلعا رديئة.

وتعتقد الدكتورة شهرة بن عبد الله أن النخبة المثقفة اختفت لصالح مستهلك مقيّد الوعي ومنمّط الذوق وسطحيّ التفكير، مبيّنة أن "التلاحم بين الفن والتقنية حوّل الفعل الثقافي إلى صناعة النجومية الرقمية.

وعدّدت عوامل انتشار ظاهرة المشاهير والمؤثرين في السياق الرقمي، فذكرت من ضمنها العامل التكنولوجي المتمثّل في انتشار منصات التواصل الاجتماعي والتي أدّت إلى خلق عادات تواصلية جديدة، فوتحول المستخدمون إلى صانعي محتوى فاعلين يعتمدون في استمراريتهم على تقييمات المتابعين.

أما العامل الاقتصادي، بحسب الباحثة، فإن ظهور منصات التواصل الاجتماعي مكّنت الشركات والعلامات التجارية من إيجاد طرق أكثر استهدافا للتأثير على سلوك الأشخاص من خلال استخدام المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي ما أدى إلى تنامي الاستخدام النفعي المتبادل بين أصحاب السلع وهؤلاء المؤثرين.

ويكمن العامل السوسيوثقافي، بحسب شهيرة بن عبد الله في تنامي النزعة الاستهلاكية في المجتمعات الحديثة في عصر الثقافة.

وترى أن صناعة النجوم كانت مهمة يحتكرها الإعلام وشركات الإنتاج التي يديرها المتخصصون في التسويق والترفيه على غرار برامج تلفزيون الواقع، أما النجومية الرقمية فأنتجت أشخاصا كانوا مغمورين قبل ظهورهم في عالم الميديا الاجتماعية.

ولاحظت أن النجوم في العالم الرقمي يحققون شهرة نظرا لظهورهم المستمر وامتلاكهم قدرة على التواصل ومهارات عالية في سرد القصص في مجالات تحظى باهتمامات الجمهور المستهدف في مجالات عديدة.

من جانبه، قال المؤثر وصانع المحتوى المصري أحمد الغندور إن النجومية لقب لا يعطيه المرء لنفسه ولكن يأخذه من الآخرين. ولم يُخف الغندور في مداخلته وجود بعض المؤثرين الذين يُروّجون مضامين رديئة لكسب الشهرة وجلب المتابعين، لكنه أكد في المقابل أن عددا كبيرا من المؤثرين يقدّمون محتوى رقميا تثقيفيا كلّ في مجاله وحسب اختصاصه وهوايته.

ودعا الشباب إلى استغلال مهاراتهم لخلق محتوى ذا جودة للجمهور، معتبرا أن كل فرد يمكنه أن يصبح نجما على المنصات الاجتماعية إذا ما أحسن استغلال قدراته في سرد القصص وتقديم مضامين مبتكرة.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 290059


babnet
All Radio in One    
*.*.*