تكاثر اعداد الكلاب السائبة وسط العاصمة يتثير المخاوف (ريبورتاج)
(مكتب تونس -وات- ناصر المولهي)- يعلو نباح الكلاب ويسترسل بينما يتجول المارة ويجلس سياح تونسيون وأجانب في المطاعم والمقاهي بالشارع الرئيسي بالعاصمة، شارع بورقيبة، وتطفر هذه الحيوانات أحيانا لتركض خلف السيارات المارة على جانبي الشارع مثيرة خوف واستغراب الناس لاسيما عند تعرض بعض المارة لهجومها الشرس دون أن يبلغ الهجوم حد العض الفعلي لحسن الحظ ثم تهدأ الحالة لوقت وتتكرر بشكل شبه يومي منذ عدة شهور دون تغيير ولا حل.
ملقحة ومعقمة ولكن تهاجم الناس أحيانا :
ملقحة ومعقمة ولكن تهاجم الناس أحيانا :
تتجمع الكلاب السائبة في الشوارع والساحات الرئيسية بوسط العاصمة بعدد يفوق احيانا العشرة وتخلد للنوم على الرصيف وأمام واجهات بعض المحلات والمؤسسات أو تتنقل بين المارة وقرب الدوريات الأمنية في ظل لا مبالاة عامة مستفيدة من حملات تحسيسية تقوم بها جمعيات حماية الكلاب والرفق بالحيوان وأدت الى قرار بلدي بوقف القنص الذي كانت تمارسه قوات الامن بطلب من ادارات حفظ الصحة وسلامة المحيط للسيطرة على تكاثر وانتشار الكلاب السائبة.
يلاحظ المتجول وسط العاصمة أن الكلاب السائبة الملقحة وغيرها أصبحت كثيرة العدد على مدار الساعة ويسجل هذا العدد ارتفاعا عند حلول الضلام وتراجع النشاط البشري ليتشابه الوضع مع ما يحدث في بقية أنحاء المدينة وخاصة الاحياء الشعبية والحزام الفلاحي على أطرافها .
روى محمد النادل بمقهى مطعم معروف بوسط شارع بورقيبة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء كيف هاجمت مجموعة من الكلاب كانت رابضة في هدوء بمكان قريب وبعدما غيرت فجأة سلوكها الاليف احدى حريفات المقهى وطرحتها أرضا ومضت سبيلها دون عضها مخلفة حالة من الذعر في نفسها وفي نفوس الحاضرين وخوفا من أن يتعرض أخرون لمثل هذا السلوك العدواني "لكن ما حدث لم يقطع حالة اللامبلاة ازاء هذه الجائحة" وفق توصيفه .
أبدت هدى (42 سنة) وكانت تتجول في شارع فرنسا رفقة ابنتها قرب محلات تجارية لبيع الملابس امتعاضا من وجود كلاب سائبة في شوارع العاصمة ولا سيما الشارع الرئيسي قائلة انها تشعرها ب"الخوف والرغبة في تغيير مسار تجوالها كلما اعترضتها الكلاب" وب"الخجل لان في الشارع سياح أجانب وأطفال ومسنين".
لكن الشيخ محمود (62 سنة)، صانع مفاتيح قرب نهج شارل ديغول، يذهب في اتجاه الرأي اللامبالي بل ويتعاطف مع هذه الحيوانات ولايرى أن الكلاب أسوأ ما في الشارع بل هناك بعض النشالين والمستحوذين على العقارات وتجار العملة الصعبة خلسة ويقول ان "من العادات القديمة ان يتم اطعام كلب او سقيه بالماء وتركه لسبيله".
ضعف الامكانيات البلدية في الراهن يدفع للعودة الى القنص :
تحمل الكلاب السائبة في وسط العاصمة في أغلب الحالات علامات خضراء على اذنيها تشير الى أنها تلقت تلقيحا وتعقيما بمبادرة من جمعيات أو مصالح بلدية تونس في مركز للتلقيح والتعقيم التابع للبدية لمنع التكاثر وداء الكلب والفطريات الجرثومية وقد نجحت في اثارة تعاطف لدى بعض المارة الذين يربتون عليها او يطعمونها وهو أمر مخالف لنصائح الخبراء الداعين الى الامتناع عن ذلك لعدم تعويدها على ارتياد الفضاء العام.
يقول الدكتور عمر النيفر مدير ادارة حفظ الصحة وحماية المحيط ببلدية تونس أن مركز التلقيح والتعقيم بالبلفدير ينفذ حوالي 250 حالة تلقيح وتعقيم سنويا للكلاب بالعاصمة ويتم نقل هذه الحيوانات الى المركز بعد القبض عليها من قبل اعوان البلدية المختصين وعناصر الامن في نطاق حملات او من قبل المالكين لها ثم يقع ارجاعها الى أماكنها بأسلوب تشجع عليه المنظمة العالمية للصحة والمجتمع المدني المدافع عن الحيوانات للوقاية الصحية كبديل لعمليات قتل الكلاب بواسطة القنص او غيره.
ويضيف في تصريح ل(وات) أن "عمليات قنص الكلاب لم تتوقف بشكل كامل لكن استخدامها قل عما كان في الماضي وقبل سنة 2017 تاريخ ترجيح خيار التعقيم. ويمكن العودة الى القنص كحل اذا ما اقتضت الضرورة رغم أنه حل لا نحبذه. فالبلدية والجمعيات لا تتوفر على أماكن كافية لايواء الكلاب السائبة".
وفي انتظار الحل لاجلاء الكلاب عن شوارع وسط العاصمة بالذات تبقى بلدية تونس منشغلة وغير قادرة على مواجهة هذه الظاهرة بسبب عدم توفر أماكن ايواء ووسائل الرعاية وبعدما كانت تواقفت مع جمعيات الرفق بالحيوان والحماية الكلاب على عدم استخدام اسلوب القنص الا في الحالات القصوى بينما يتزايد قلق المواطنين والتجار امام هذه الظاهرة وغيرها مثل صعوبة السير بسبب الحواجز والتحركات الاحتجاجية والتلوث.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 273111