زياة الغريبة بجربة ظاهرة محلية مستوحاة من الممارسات المتاصلة بالجزيرة /باحث في التراث
بمنطقة الرياض التي تعرف لدى سكان جزيرة جربة بالحارة الصغيرة لوجود حارة كبيرة وسط حومة السوق يقع معبد الغريبة الذي يمثل هذه الايام قبلة اليهود من عدة وجهات لاداء الزيارة السنوية وممارسة جملة من الطقوس من صلاة ودعاء واشعال الشموع ووضع البيض اعتبارا لما يكتسيه المعبد لدى اليهود من قداسة لتكون بذلك زيارته فرصة للتقرب الى الله .
يعود معبد الغريبة الى ما يزيد عن 2500 عام وفق لوحة علقت بداخله وهو الاقدم في افريقيا ومن بين اقدم المعابد بالعالم.. يحتوي حسب الساهرين عليه على واحدة من اقدم نسخ التوراة اضافة الى وجود حجر من هيكل سليمان به.
ولاتختلف البناية عن الطابع الهندسي المعماري لجزيرة جربة شكلا ولونا فهي بناية بيضاء جدرانها الخارجية ونوافذها زرقاء وتعتمد على الاقواس مثل بقية بنايات جزيرة جربة اما من الداخل فالمعبد مزين بالخزف المتعدد الالوان دون ان يكون للرخام مكان به فجماليته اكتسبها من بساطته وتواضعه.
يعود معبد الغريبة الى ما يزيد عن 2500 عام وفق لوحة علقت بداخله وهو الاقدم في افريقيا ومن بين اقدم المعابد بالعالم.. يحتوي حسب الساهرين عليه على واحدة من اقدم نسخ التوراة اضافة الى وجود حجر من هيكل سليمان به.
ولاتختلف البناية عن الطابع الهندسي المعماري لجزيرة جربة شكلا ولونا فهي بناية بيضاء جدرانها الخارجية ونوافذها زرقاء وتعتمد على الاقواس مثل بقية بنايات جزيرة جربة اما من الداخل فالمعبد مزين بالخزف المتعدد الالوان دون ان يكون للرخام مكان به فجماليته اكتسبها من بساطته وتواضعه.
ويوضح الباحث بمعهد التراث سامي بن طاهر ان النمط المعماري والتوزع العمراني للغريبة اخذ نفس نمط التعمير للمساجد وجوامع جربة المتواجدة خارج النسيج العمراني لان الجوامع بجربة ليست كجوامع المدن والبلدان الاخرى اذ لها مهام مختلفة منها الجانب الديني والمجتمعي والتعليمي ..
واضاف ان يهود جربة تاثروا بالنمط الموجود بالجزيرة فبنوا الغريبة واخذوا نفس نمط الحوش ووضعوا تجمعا مكثفا بالحارة الكبيرة والحارة الصغيرة وبنوا الاحواش بنفس الهندسة وبنفس مواد البناء والالوان وباسلوب بناء بسيط يتسم بالانغلاق على الخارج حفاظا على الشان الداخلي وعلى حرمة السكن ليؤكد ان الغريبة تندرج ضمن الطقوس المحلية وتتقاطع مع الطقوس العربية الاسلامية.
وذهب هذا الباحث الى اعتبار زيارة الغريبة تشبه ظاهرة زيارة الاولياء الصالحين ولذلك فهي ظاهرة محلية نشات في بيئتها المحلية التي تاثرت بها واخذت منها الكثير قائلا انها مثل " اية زيارة للاولياء الصالحين لدى المسلمين ولذلك لا شيئ يشبه زيارة الغريبة بطقوسها اليهودية في مكان اخر غير جزيرة جربة فهي مستوحاة في جزء كبير منها من الممارسات المتأصلة في الجزيرة".
وذكر في هذا الصدد بحضور "البيضة" في عادات المسلمين ولدى اليهود كذلك اذ لم توجد اية فترة تاريخية خلت من وجود البيضة منذ العصور القديمة بالجزيرة من بيضة النعامة ثم بيض الدجاج وذلك لارتباطها بمسالة الخصوبة والحياة وتواصل الجنس البشري وهي عادة لا توجد في الشرق او لدى اليهود اينما وجدوا باستثناء يهود جربة الذين انطبعوا بطباع وعادات جزيرة جربة .
واشار ايضا الى اعتماد الزيت والشموع دلالة على النور والضوء في قطيعة مع الظلمات والسواد في مثل مناسبات الاحتفال الى جانب استعمالات الزيت في الاضاءة من ناحية وايضا للمداواة لذلك يشدد على ان الغريبة ليست ظاهرة غريبة بل مغرقة في المحلية فتاثرت بمحيطها حتى انها أضحت تشكل جزءا من التراث المحلي وفق قوله.
واضاف ان الغريبة وجدت في المكان الذي التقت فيه جاليات جمعتهم قواسم مشتركة الاباضية واليهود الذين ربطتهم التجارة وتقاسموا الادوار في تكامل وانسجام حماية لمصالح كل فئة دون اي خلاف او تجاذبات بل في تواصل وتكامل لم يوجد مثله في اي مكان لذلك يقول ان الغريبة ظاهرة تستحق ان تدرس ضمن الانتروبولوجيا الثقافية.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 266218