في اليوم العالمي للسرطان: مرضى يموتون انتظارا ورحلة العلاج أشد دمارا

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/63de78a601b1a6.67196925_eponkigmhfqjl.jpg width=100 align=left border=0>


تحرير آمال ماجري، وات - وقفت سهام المرأة الخمسينية أمام المرآة تتحسس بإحدى يديها فراغا بالصدر تركه ثديها المستأصل بسبب ورم خبيث استبد به. تلك أول مرة تتشجع فيها بعد إجراء عملية الاستئصال لتكتشف ما خلّفه المرض من بشاعة ستظل معها وتتجرع مرارتها ما بقيت على قيد الحياة.

استرجعت سهام قليلا ذكريات الماضي... كانت قد انكفأت على نفسها واعتزلت الناس كي تعيش في سلام هي وابنتها الوحيدة، فقد طلقها زوجها منذ سنة 2011 وهاجر عنهما بعيدا لتبقى هي العائل الوحيد لها ولابنتها. قالت تبدي في حديثها مرارة " دمرتني رحلة العلاج من السرطان اللعين، لكن خلالها اكتشفت مدى تشبثي بتفاصيل الحياة".

...

أردفت تسرد "ظللت العائل الوحيد لابنتي كي تكمل دراستها بالتعليم العالي إلا أن آخر عهدي بالعمل بأحد المصانع كعاملة كان سنة 2020 عندما اعتراني ألم قوي في أسفل الظهر ذهبت إثره لطبيبة عامة في القطاع الخاص "فوجهتني بصفة مستعجلة الى مصحة الضمان الاجتماعي بالمنستير حيث أقطن لاجراء بعض التحاليل المخبرية التي لم تخرج نتائجها إلا بعد 20 يوما.
بدأت سهام رحلة العلاج بعد مضي ثلاثة أشهر من اكتشاف إصابتها بسرطان الثدي. قالت تصف عذابها إن حصص العلاج الكميائي كانت على غاية من الألم فاقمته الصعوبات وقساوة الظروف المهينة التي رافقت العلاج بسبب فقدان الادوية في الصيدليات العمومية والخاصة وعدم توفر الاسرة في حالات عديدة.

أجرت سهام العملية الجراحية في فيفري 2021 وتمّ استئصال ثديها الايسر. فقدت شعرها وأظافرها وتساقطت أسنانها. قالت "صرت أتحاشى الاستحمام كي لا أواجه سوءة ما أصابني ورغم ذلك فكل الإحساس هين أمام معاناة البحث عن الادوية المفقودة وأمام نفاد المدخرات المالية".
وهلت بارقة أمل على سهام وفق قولها لما اكتشفت جمعية التحدي لمكافحة السرطان التي يسرت أمامها سبل توفير الادوية ومستلزمات المنزل وتقريب المواعيد.
تقول سهام "ساهمت الجمعية من خلال جمع المساعدات في توفير حصص العلاج بالأشعة في احدى المصحات الخاصة بتونس" ، مضيفة أن ما جعلها تتوجه للقطاع الخاص ما تجشمته في القطاع العام من معاناة بسبب طول انتظار المواعيد الذي قد يصل إلى عامين أو أكثر لمجرد تحديد موضع التدخل للعلاج بالأشعة.

من جهته، أفاد رئيس جمعية التحدي لمكافحة السرطان، نبيل فتح الله، لوكالة تونس افريقيا للانباء، بأن الجمعية من خلال توفير الإحاطة النفسية حاولت شد أزر سهام وبعث الامل من جديد فيها وإعانة ابنتها على إتمام دراستها.
قال "أدركنا في الجمعية أن ما تحتاجه سهام إبعاد شبح اليأس وإحياء روح الإقبال على الحياة في نفسها من جديد فحرصنا على مرافقتها في رياضة المشي وزرعنا داخلها التفاؤل بالغد"، مضيفا أن تكلفة العلاج في القطاع الخاص باهظة جدا ولا تستطيع تحملها الطبقات المتوسطة والفقيرة فكانت فكرة بعث الجمعية التي تأسست منذ سنة 2017 لمساعدة المرضى عبر تجميع الهبات في توفير الادوية المفقودة والمستعصية.
وذكر فتح الله أن ما يزيد من تأزم المرضى بهذا الداء طول فترة الانتظار لمواعيد العلاج وكم من المرضى فارقوا الحياة وهم ينتظرون موعدا.
واستطرد يقول"ترد على الجمعية العديد من الحالات تستنجد بها لتوفير الادوية ومنها على سبيل وضعية لأخوين شابين يعانيان من سرطان القولون وسرطان الدم كانا طلبا من الجمعية توفير أدوية الاعراض الجانبية للعلاج "الكميائي بسبب اضطرارهما للقيء في حصص العلاج الكيميائي.
وأكد الأستاذ في جراحة الأورام بمعهد صالح عزيز لمرض السرطان، حاتم بوزيان، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، أن الدولة تتدخل في مجال الوقاية الثانوية عبر التحسيس والتوعية والتدخل بالادوية والجراحة، مبينا أن طول فترة انتظار المواعيد خاصة بالنسبة للعلاج بالأشعة سببه نقص التجهيزات التي تتطلب بنية تحتية ملائمة وتكلفة باهظة لا تقدر تونس على تلبيتها بسبب الازمة الاقتصادية، لافتا الى أن وزارة الصحة مدركة لهذه الإشكاليات لكنها ترزح تحت طائلة ضعف الاعتمادات ونبّه الى ان الاطار الطبي وشبه الطبي يقومون بما موكول لهم بكل تفان.
وبخصوص فقدان الادوية قال إن تكلفتها باهظة جدا والدولة غير قادرة على استيرادها في الظرف الراهن ، مشيرا الى أن فقدان الادوية ونقصها هو مشكل عالمي. وأوصى عموم المواطنين بالوقاية والتقصي المبكر والاقلاع عن التدخين.
وأشار الى أسباب السرطان تختلف باختلاف أنواعه ومنها التدخين والأسباب الوراثية والتغذية غير السليمة والتعرض للإشعاعات والمواد المسرطنة وقلة الحركة والرياضة.
يذكر أن سرطان الثدي يصيب تونس، حوالي 58 حالة من مجموع مائة ألف امرأة فيما يتم اكتشاف أكثر من 3500 حالة جديدة سنويا وتسجل تونس سنويا 20 ألف حالة جديدة بمختلف أنواع السرطان سنويا.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 261125


babnet
All Radio in One    
*.*.*