فتحت وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الاثنين 21 نيسان/إبريل، عن عمر يناهز 88 عاما، الباب للحديث عن أهم خصال الرجل، الذي اتسم بتواضعه الشديد، وعنايته الخاصة بالفقراء ، كما عرف بأنه كان داعية للسلام ووقف الحروب، خاصة الحرب الدائرة في غزة.

وكان الفاتيكان قد أعلن في بيان مصور الاثنين، وفاة البابا فرنسيس، أول من أصبح زعيما للكنيسة الكاثوليكية من أميركا اللاتينية، بعد معاناة من أمراض مختلفة، خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عاماً، وقال الكاردينال كيفن فاريل عبر قناة الفاتيكان التلفزيونية "أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ببالغ الحزن والأسى، أُعلن وفاة قداسة البابا فرنسيس".

وقاد البابا فرنسيس الكنيسة الكاثوليكية، ومدينة الفاتيكان منذ 13 مارس 2013، وكان أول بابا من الأرجنتين، وأول بابا من الأمريكيتين. وفي السادسة والسبعين من عمره، انتُخب البابا فرنسيس لكرسي البابوية، بعد استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2013.

وعمل البابا فرنسيس، خلال توليه المنصب، على جعل الكنيسة الكاثوليكية أكثر شمولا للنساء، كما اتخذ مواقف واضحة بشأن القضايا الإنسانية، وفي وقت سابق من هذا الشهر، انتقد التبرير اللاهوتي لنائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، لسياسات مناهضة الهجرة. إلا أن مواقف البابا الراحل، أثارت انتقادات من كلٍّ من التيار المحافظ والتقدمي في الكنيسة، الذين اعتبروا مواقفه وأفعاله مجرد رمزية.

تعاطف مع الفلسطينيين

وأبدى البابا الراحل، تعاطفا واهتماما بالفلسطينيين، خلال الحرب الدائرة في غزة، عبر تعليقاته حول الحرب، والدفاع عن الفلسطينيين، وقد وصف في أيلول/سبتمبر 2024، تصرفات إسرائيل في غزة بأنها "غير أخلاقية"، كما وصفها أيضا بأنها "غير متناسبة".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، ذهب البابا الراحل، إلى ما هو أبعد من ذلك، بدعوته إلى إجراء تحقيق، فيما إذا كانت حملة إسرائيل في غزة، تُشكل إبادة جماعية، قائلاً: "يجب أن نجري تحقيقًا دقيقًا، لتحديد ما إذا كانت تتوافق مع التعريف التقني الذي صاغه الفقهاء والهيئات الدولية". وفي عام 2023، التقى بعائلات الرهائن الإسرائيليين ، بالإضافة إلى فلسطينيين يعيشون في غزة.

ويقول الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات و الإعلام، في العاصمة الأردنية عمان لنقطة حوار، إن البابا الراحل كان يهتم كثيرا بمسيحيي المشرق، وإنه وحتى يوم الأحد 20 نيسان/إبريل، وخلال عظته الأخيرة، دعا كنائس العالم للاهتمام بمسيحيي الشرق الأوسط، كما كان يجري اتصالات يومية مع الكهنة ورجال الدين في غزة الذين كانوا يوميا ينتظرون مكالماته، وقد قام منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 باتصالات شبه يومية مع القس غابرييل رومانيلي، كاهن الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة، وواصل القيام بذلك من سريره في المستشفى.

وقد زار البابا فرنسيس، العديد من دول الشرق الأوسط، خلال توليه منصب البابوية ومنها الإمارات العربية المتحدة والبحرين والعراق ومصر والأردن وغيرها، وشملت زياراته لقاءات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وغيرهم من الزعماء الإقليميين.

إصلاح الداخل

لم يتردد البابا فرنسيس في مساعيه لتصحيح الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها الكنيسة، بما في ذلك فضائح الفساد والاعتداءات، وكان قد قدّم اعتذارات عن الاعتداءات الجنسية، واسعة النطاق في الكنيسة، وعن دور الكنيسة الجسيم في الانتهاكات ضد السكان الأصليين في كندا، والتي وصفها البابا بـ"الإبادة الثقافية" عام .

في عام ، أصبح أول بابا يحضر قمة مجموعة السبع، حيث ألقى خطابًا حذّر فيه من مخاطر الذكاء الاصطناعي، وتحدث عن الحروب في أوكرانيا وغزة. وحذّر من الرأسمالية المتوحشة ووصفها بـ"الاستبداد الجديد"، وحثّ الكنيسة والعالم على معالجة تغيّر المناخ.

الخطوة القادمة

سيتعين على الكرادلة الآن، تحديد موعد الجنازة بدقة، وبعد ذلك موعد بدء المجمع المغلق. لكن معظم الجدول الزمني مُحدد مسبقًا، فقد أدت وفاة البابا إلى بدء 9 أيام من الحداد، ويجب دفن البابا بين اليوم الرابع والسادس بعد الوفاة.

سيُعرض جثمان البابا في كاتدرائية القديس بطرس للعزاء، وسيُقام قداسٌ في كل يوم، وقد بدأ المعزون في الاصطفاف بالفعل في طوابير طويلة لرؤية جثمان البابا الذي يعد آخر بابا يُتوفى أثناء خدمته .

بعد ذلك، في نهاية فترة الحداد، سيُقام قداس جنازة حاشد في كنيسة القديس بطرس، ويُعد هذا الحدث تاريخيًا حدثًا ضخمًا، ويتوقع حضور شخصيات مرموقة من جميع أنحاء العالم. وقد حضر جنازة يوحنا بولس الثاني الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش، وسلفاه بيل كلينتون وجورج بوش الأب.

ومن المقرر بعد ذلك أن يعقد الفاتيكان مجمعًا بابويًا يصوت فيه 138 عضوًا مؤهلًا من مجمع الكرادلة على اختيار البابا الجديد. وستُجرى أربع جولات تصويت يوميًا حتى يحصل المرشح على أغلبية الثلثين. ويمكن أن تستمر جلسات التصويت من يوم واحد إلى عدة أشهر.

• كيف ترون إرث البابا الراحل وتعامله مع قضايا الشرق الأوسط؟
• هل قدم البابا الراحل ما يكفي لقضايا مسيحيي المشرق؟
• وكيف اختلف عن سابقيه فيما يتعلق بقضية حوار الأديان؟
• هل سيكون البابا القادم على نفس القدر من انفتاح الراحل على الإسلام؟
• هل سيقل اهتمام الفاتيكان بمعاناة الفلسطينيين في غزة بعد رحيل البابا فرانسيس؟
• هل ستتواصل إصلاحات البابا الراحل لمؤسسة الفاتيكان من الداخل؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 21 نيسان/ إبريل.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/bbcnewsarabic